إعداد: هديل نت
الإنترنت وسيلة اتصال، واسعة الانتشار، وقد فرضت نفسها في كل الميادين، وباتت زائراً يومياً لنا في أماكن عملنا ومكاتبنا وحتى في منازلنا أيضاً. وبقدر الفوائد التي تتحقق من خلال استخدام الانترنت، هناك أخطار كثيرة تنجم عن هذه التكنولوجيا الحديثة المدهشة. وإذا سلّمنا بأن الأخطار تواجه جميع المستخدمين للشبكة، فإن هناك فئة من المستخدمين يمكن أن تكون أكثر عرضة لهذه الأخطار ولا سيما لأنواع محددة منها: إنهم الجيل الطالع، الأطفال والشباب. فكيف يمكن التعرف على هذه الأخطار، وما هي السبل الممكنة للحد من آثارها؟ الدراسة التالية تحاول الإضاءة على هذا الموضوع:
ببساطة بإمكاننا منع الأولاد من تصفّح الانترنت. قد يكون هذا الجواب الأسهل للسؤال المتكرر: كيف يمكن تجنب أخطار الانترنت على الجيل الطالع؟ ولكن هل هذا الحل متطرّف أم عملي؟ في أيامنا هذه أصبح الانترنت متاحاً في كل مكان، في المدرسة وفي المقاهي ولدى الأصدقاء. بالإضافة إلى ذلك، لو منعنا أبناءنا من تصفّح الانترنت، فإننا بذلك نسدّ في وجوههم عالماً مليئاً بالإمكانات التعليمية والتنموية. في التلفزيون أيضاً يمكن إيجاد برامج لا تلائم الأطفال. هل هذا سبب لمنعهم من مشاهدة التلفزيون؟ أم هناك إمكانات تكنولوجية وتربوية لحماية الأولاد وتعليمهم كيف يحمون أنفسهم؟ فما هو الحل؟
* قواعد الحذر في الانترنت
هناك سبع قواعد حذر لتصفّح حكيم وآمن للانترنت من قبل الأبناء:
* القاعدة الأولى: عدم إعطاء معلومات شخصية
لا تعطوا في الانترنت أو في البريد الالكتروني معلومات شخصية عن أنفسكم، مثل الاسم الشخصي واسم العائلة، أو العنوان أو عنوان البريد الالكتروني أو رقم الهاتف أو اسم مدرستكم أو صورة لكم أو كلمة مرور دون إذن أحد الوالدين أو المعلمين. تذكّروا: المعلومات التي تعطونها عن أنفسكم في الانترنت تكون متاحة للجميع. أي شخص بإمكانه قراءتها. لماذا؟ لأنّ كل من يحصل على عنوان بريدكم الالكتروني يمكنه إرسال رسائل مزعجة وكثيرة، أو ارسال فيروسات. من يحصل على رقم هاتفكم يمكنه الاتصال بكم وإزعاجكم. من يعلم مكان سكنكم أو مدرستكم، يمكنه انتظاركم هناك وإزعاجكم.
* القاعدة الثانية: عدم تحديد موعد مع أشخاص
لا تحدّدوا موعداً مع شخص تعرّفتم عليه في الانترنت دون استشارة مسبقة لأحد الوالدين أو المعلمين. تذكّروا: ليس بإمكانكم دائماً معرفة من تقابلون. لماذا؟ من الخطر تحديد موعد للقاء شخص لا تعرفونه، لأنّكم لن تعرفوا أبداً من هو (هي) وماذا يريد (تريد). عندما نتعرّف إلى أشخاص عن طريق الانترنت، فإننا لا نعرف حتى كيف يبدون. الذي يقول بأنّه "بنت في الثانية عشرة من العمر" يمكنه أن يكون رجلاً بالغاً. تذكّروا أن البنين في الانترنت يمكن أن يكونوا بنات، وبالعكس، كبار السن قد يكونون صغاراً وبالعكس.
* القاعدة الثالثة: عدم الرد على من يطاردكم
إذا استلمتم في المنتدى أو البريد الالكتروني رسائل غير لطيفة وبذيئة ومهدّدة، أو رسائل تعرض عليكم عروضاً لا تعجبكم، لا تردّوا ولا تستجيبوا لهذه الرسائل. إذا وجدتم رسائل أثارت فيكم الغضب، يوصى بإطلاع أحد الوالدين أو المعلمين على ذلك، كي يشتكوا للقائمين على الموقع أو لمزوّد الخدمة. لماذا؟ عندما تردّون على رسالة مضايقة، فإنكم بذلك تشجعون المضايق على الاستمرار في إرسال الرسائل. مشكلة أخرى: عندما تردّون على رسالة شخص معيّن في البريد الالكتروني، فإنكم بذلك تعطونه عنوان بريدكم الالكتروني.
* القاعدة الرابعة: عند الشعور بعدم الارتياح: الخروج فوراً
إذا وصلتم إلى موقع يتضمّن أموراً غير لائقة وجارحة أو فيها تهديد: أخرجوا فوراً من الموقع. إذا ضايقكم ما رأيتم، من الجدير التحدّث عن ذلك مع أحد الوالدين أو المعلمين. لماذا؟ أحد الأمور المدهشة في الانترنت هو كونه مكاناً مفتوحاً للجميع. كل واحد (أنتم أيضاً) بإمكانه بناء موقع وعرض كل ما يحب فيه. الأمر المحزن أنّ الكثيرين يستغلون هذه الحرية لبناء مواقع عنيفة أو غير لائقة. أحياناً يمكن أن تصلوا عن طريق الخطأ إلى موقع كهذا. إذا وصلتم صدفة إلى موقع لا يروق لكم، لا ضير، ببساطة أخرجوا منه. من الجدير إستشارة أحد الوالدين أو المعلمين فيما يتعلّق بالمواقع التي تستحب زيارتها وبالمواقع التي لا تستحب زيارتها.
* القاعدة الخامسة: هدايا؟ لا، شكراً
إحترسوا من أي شخص يعرض عليكم هدية مجاناً، مثل صور أو نقود أو استشارة للعبة أو في مشكلة، واستشيروا أحد الوالدين أو المعلمين قبل أن توافقوا على قبولها. يحظر عليكم الموافقة على لقاء شخص يعرض عليكم القدوم إلى بيتكم أو لقاءكم لإعطائكم شيئاً. لماذا؟ أحياناً عندما يعرض عليكم أحدهم شيئاً بالمجان، فإنّه حتماً يريد شيئاً آخر مقابل ذلك. مثلاً، أن تعطوه معلومات شخصية عنكم أو أن توافقوا على مواصلة العلاقة معه. هناك أشخاص يمكن أن يعرضوا عليكم ما تحلمون به، كي توافقوا على لقائه في نهاية الأمر. هنا أيضاً القاعدة بسيطة وواضحة: لا تأخذوا أي شيء. وبالطبع، لا تقابلوا أي شخص دون طلب إذن من أحد الوالدين أو المعلمين.
* القاعدة السادسة: الحذر، فيروسات!
لا تركّبوا في الحاسوب برامج أو ألعاباً عثرتم عليها في الانترنت، ولا تفتحوا رسائل أو ملفات وصلتكم من شخص مجهول. في بعض هذه الرسائل والملفات توجد فيروسات ضارّة بإمكانها إفساد الحاسوب. إذا ظننتم أنّكم استلمتم شيئاً لا يضرّ، مع ذلك من المهم جداً استشارة أحد الوالدين أو المعلمين قبل أن تفتحوا الرسالة أو الملف. لماذا؟ الفيروسات هي برامج حاسوب بإمكانها "التسرّب" إلى الحاسوب ومحو ملفات والمسّ بالحاسوب والإضرار به. الأشخاص الذين يضعون الفيروسات يخفونها عادةً داخل أمور عادية لا تثير الشك، كالألعاب والأفلام والرسائل.
* القاعدة السابعة: لا تفعل لغيرك ما تكرهه لنفسك!
في الانترنت من المهم الحذر، ولكن عليكم أيضاً أن تكونوا مهذّبين ولطيفين، لا تكتبوا في المنتديات أو في البريد الالكتروني أشياء جارحة أو مهينة وبذيئة، ولا تستخدموا لغة فظة. تذكّروا القاعدة: لا تفعل لغيرك ما تكرهه لنفسك. لماذا؟ كما تكرهون أنتم من يشتمكم ويتحدّث إليكم بكلمات بذيئة، فغيركم كذلك. حتى ولو كنتم لا تشاهدون الذي تكتبون إليه، فهذا ليس معناه أنّه بإمكانكم قول أو كتابة أمور لا تقولونها له وجهاً لوجه. الأمور التي تكتبونها قد تخيف أولاداً آخرين أو تتسبب في إهانتهم أو المسّ بهم.