نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

رقابة الوالدين في العصر الرقمي

سحر مصطفى

لطالما تركت التطورات التقنيّة عبر الأجيال آثاراً على المجتمع ومؤسّساته وطريقة عيش الناس وممارساتهم. ولكن ما يميّز هذا العصر هو التطوّر التقني الهائل الذي يجري من خلال قفزات كبيرة في فترات زمنيّة قصيرة، بشكل أصبح الإنسان معه يعيش حالة عجز عن مواكبة كلّ المستجدات.


*مسؤوليّة مضاعفة
أن تكون أباً أو أماً أمر يحتاج إلى استعدادات وتحمّل مسؤوليات، ولكن أن تكون كذلك في زمن تكنولوجيا الاتصالات المتطورة، أمر يحتاج إلى وجود مهارات عالية وبذل جهود كبيرة ومتابعة على أكثر من صعيد. لقد أصبحت اليوم مسؤوليّات الأسرة مضاعفة، فهي معنيّة بإعداد أطفالها للعالم الواقعي، كما هي معنية بإعدادهم للعالم الرقمي، بكل ما يتضمنه هذا العالم من تعقيدات وقدرة تأثير قد تفوق قدرة الأهل.


*الإعداد والإشراف واجبان على الأهل
وقد يتساءل كثيرون هل التعامل مع العالم الرقمي (عالم تكنولوجيا الاتصالات الحديثة / عالم الديجيتال) أمر يحتاج إلى إعداد، هو مسؤولية الأهل؟ الجواب هو أنّ الإشراف على الأطفال ومراقبتهم واجب على الأهل في شتى نواحي الحياة اليومية، وينطبق ذلك أيضاً على استعمالهم للهواتف الخلوية أو تصفّحهم لمواقع الإنترنت وحتى مشاهدتهم للقنوات الفضائية. إن استعمال هذه التكنولوجيا يحتاج إلى دليل استخدام، ليتمكن الفرد من خلال قراءته وتطبيقه أن يستعملها بشكل آمن، فجزء كبير منها هو عالم افتراضي تحكمه علاقات اجتماعية وتواصل تمتد تأثيراته في غالبية الأحيان إلى العالم الواقعي.
ولكن للأسف نجد أن الأهل غير ملمّين بصورة كافية بما يواجهه الأطفال من خلال تعاطيهم مع وسائل الاتصال الحديثة، وفي المقابل لا يدرك العديد من الأطفال ما يجب عليهم فعله وما يتعين عليهم تجنّبه...


*مخاطر الشبكة العنكبوتية
أما أبرز المخاطر التي يمكن أن يتعرّض لها الأولاد من خلال استخدام وسائل الاتصال الحديثة، وبخاصة استخدام الشبكة العنكبوتية (الإنترنت):
1 - التعرف إلى مفاهيم خاطئة.
2 - الدخول إلى مواقع العنف والانتحار والحركات الشاذة.
3 - اللعب بألعاب المقامرة.
4 - إدمان استخدام وسائل الاتصال.
5 - التراجع الدراسي، وضعف المشاركة الاجتماعية.
6 - مخاطر جسديّة كضعف النظر، ومخاطر نفسيّة مثل الاكتئاب والعزلة.


*أسئلة تحتاج إلى إجابات
1 - هل يُغيّر وجود الإنترنت ووسائل الإعلام الجديدة والهواتف النقالة وألعاب الفيديو... بشكل كبير الكثير من الممارسات اليومية للآباء؟
2 - هل يعتبر هذا العالم الرقمي أكثر خطورة على أبنائنا من العالم الفعلي؟
3 - هل هناك تعارض بين السماح للأبناء بالتعرف إلى التكنولوجيا واقتناء أدواتها وبين قدرة الأهل على استمرار الرقابة عليهم؟
4 - في أي عمر نسمح لأبنائنا باستخدام الهاتف الخلوي وسواه من أدوات الاتصال والمعلوماتيّة الحديثة؟
إن الإجابة عن هذه الأسئلة قد تتطلب صفحات، ولكن يمكننا إلقاء الضوء على بعض الأمور التي قد تساعدنا في محاولاتنا للعثور على إجابات شافية...


*إجابات شافية
1 - العالم الرقمي الذي نعيش فيه، بما يتضمنه من وسائل، يحتاج منا كأهل إلى بذل جهد أكبر لبناء قدراتنا وتنمية مهاراتنا، وتطوير أساليبنا في متابعة الأولاد، ومحاولة ابتكار أفكار جديدة في التعاطي معهم وخلق أجواء جاذبة لهم تبعدهم عن الغوص في عالم التواصل الخيالي.
2 - الأكثر خطورة في العالم الرقمي (عالم الإنترنت والكمبيوتر)، المجهول بالنسبة للطفل، هو تعاطي الأولاد والأهل معه على أنه آمن ومجرد لعبة وتمضية وقت.
3 - يجب التمييز بين التعرف إلى التقنيات الحديثة وبين اقتناء أدواتها وخاصة الهواتف الخلوية، لأن المطلوب منا كأهل، مصاحبة الأولاد في اكتشافهم لعالم الإنترنت وكذلك تعليمهم أوجه استخدام العديد من أدوات التواصل. المعرفة ضرورية، على أن تكون مصحوبة بالتوجيه، وهي لا تؤثر على قدرة الأهل على المراقبة طالما كل القواعد محترمة.
4 - ليس هناك وصفة سحرية في موضوع العمر، أو عمر عالمي متفق عليه. ولكن يجب أن نعلِّم أولادنا في هذا المجال، قاعدة ذهبية وهي أن حاجتنا إلى الوسائل هي التي تحكم اقتناءنا واستخدامنا لها، وليس أن فلاناً أو فلانة لديهما مثلها، فهي ليست ألعاباً. ونحن ننصح في هذا المجال، أن لا يكون للأولاد هاتفهم الخاص قبل سن الرابعة عشرة، ويجب أن لا يكون موصولاً بالإنترنت، فنفس العنوان الإلكتروني الذي يمكِّن الأولاد من تنزيل تطبيقات مفيدة وألعاب، يمكِّنهم من تنزيل مواد غير مناسبة لهم وخطرة جداً عليهم وهي مجانية.
5 - لا يحتاج الأولاد قبل سن السادسة عشرة أن يكون لديهم صفحة على الفيسبوك ولا حتى بريد إلكتروني خاص بهم. يجب أن يتعلموا التواصل في العالم الواقعي وآدابه قبل دخولهم إلى عالم التواصل الإلكتروني...
6 - يمكن في هذه النقطة اللجوء إلى بعض الأفكار التي تجعلنا نتجنب الصراع مع الأولاد وفي نفس الوقت تضمن لنا متابعتهم. على سبيل المثال يمكن اللجوء لاقتناء هاتف خلوي إضافي في المنزل يكون ملكاً للأسرة، تجري إعارته للولد الذي قد يكون محتاجاً إليه...


*أمور تساعد على تسهيل مهمة الوالدين
أ - وضع القواعد وتنظيم الأولويات:
1 - يجب أن نحدد وقتاً لاستخدام الكمبيوتر.
2 - مساعدة الأولاد على تنظيم أولوياتهم، الواجبات المدرسية والأسرية والاجتماعية أولاً ثمّ تمضية بعض الوقت باستخدام وسائل الاتصال والتواصل.
3 - حصر الاتصال بشبكة الإنترنت بكمبيوتر واحد في المنزل موجود في غرفة المعيشة، بعيداً عن غرف نوم الأولاد.
4 - الابتعاد قدر الإمكان عن وصل الهواتف الخلوية الخاصة بالأولاد بخدمة الإنترنت لأن الرقابة عليها تصبح أصعب بكثير.
5 - من الجيد إجراء عقد مع الأولاد في الفئة العمرية 12-16 سنة حول طريقة استخدامهم للإنترنت، وأوجه استخدامهم لوسائل الاتصال.
6 - الآداب واللياقات التي تحكم علاقاتنا الاجتماعية الواقعية، يجب أن ننقلها إلى عالم التواصل عبر الإنترنت، (التحدث بأدب وعدم استخدام ألفاظ نابية، احترام ملكية وخصوصية الآخرين، احترام آداب الرسالة في الرسائل الإلكترونية، إلقاء التحية عند بدء المحادثة وإنهاؤها بطريقة لائقة...).
7 - تذكر أن وسائل الاتصال الحديثة وجدت لأهداف تسهيل المعاملات وتوفير الوقت، وليس لنصرف كل وقتنا سعياً لاقتنائها، أو في استخدامها.

ب – الإشراف والملازمة:
من المهم أن نُعلّم أطفالنا اكتشاف ما وراء الصورة وذلك بطرح الأسئلة التالية: من الذي يصنع، من الذي يقدم وينشر هذا الزخم من الصور والمعلومات والحكايات التي يتلقونها يومياً؟ ولماذا؟ وكيف؟
ولماذا إشراف الأهل؟ لأنه من البديهي بالنسبة لنا جميعاً أن لا يبقى الطفل وحيداً في الحياة اليومية، فما بالك في أن يُترك لذاته أمام شاشة لا تشكل بيئة آمنة أو موثوقة؟


ج - التوعية والتواصل:
1 - تحذير الأولاد من تنزيل أي مرفقات من بريد إلكتروني مجهول أو حتى مجرد فتحه.
2 - تحذير الأولاد من الدخول في أي مسابقات أو استبيانات أو الاشتراك في أي موقع دون الرجوع إلى الأهل.
3 - تحذير الأولاد من إعطاء أية معلومات خاصة أو صور أو كلمات مرور لأي شخص خارج إطار أسرتهم.
4 - يجب أن يعلم الأولاد أنهم حين يتحدثون مع أشخاص آخرين على الإنترنت، فإن هؤلاء يمكن أن يكونوا مؤذين وهم في الغالب لا يفصحون عن شخصياتهم الحقيقية.
5 - توعية الأولاد إلى أن عالم الإنترنت هو عالم وهمي وخيالي.


*استخدام الوسائل الرقابية
هناك العديد من البرامج التي يمكن تنزيلها وجزء منها مجاني، وهي تمكّننا من معرفة المواقع التي يدخلها الأولاد، وماذا يكتبون على لوحة المفاتيح، وكذلك يمكننا حجب مواقع معينة وتحديد الوقت المسموح به لاستخدام الإنترنت:
1 - برنامج Screenshot Keylogger: هذا البرنامج هو مسجل رئيسي. وهو قيّم للآباء الذين يريدون مراقبة استخدام الأطفال للكمبيوتر.
2 - برنامج Child Control 2012: برنامج رقابة يتيح لك تحديد وقت محدد للعمل على الكمبيوتر لأبنائك أو استخدام الإنترنت، كما يمكّن من إغلاق أو عمل فلتر لمحتويات الإنترنت غير المطلوبة. كما يمكنك من مراقبة ومعرفة كل ما حدث على جهاز الكمبيوتر الخاص بك ومتى. كما يمكن الاستعانة بموقع الحملة الوطنية لأمن الإنترنت www.e-aman.com.
تذكروا أن أفضل حماية هي في تحصين الأولاد أخلاقياً، من خلال تعويدهم على الصدق والصراحة والاحترام والتواصل المستمر مع الأهل، لأن كل وسائل الحماية الإلكترونية قابلة للاختراق. وراقبوا الوقت الذي تقضونه كأهل في استخدام الهاتف (WHATSAPP)، أو مواقع التعارف والتواصل الاجتماعي، أو متابعة المسلسلات والبرامج، لأنكم قدوة لأولادكم.


* المقالة من محتوى محاضرة ألقتها مسؤولة الدراسات (مهندسة معلوماتية واتصالات) على مجموعة من عوائل الشهداء، ضمن أنشطة مركز أمان.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع

برامج الحماية من مخاطر الانترنت

الباحث التربوي والاجتماعي

2016-09-25 10:53:22

توجد برامج حماية كثيرة سواء هي عبارة عن مقالات قمنا بترجمتها أو كتبناها في موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية