تستخدم الجراثيم الطعام لتوليد الحمض الذي يتشكل على السن وتتغلغل إلى ميناء السن ويتسبب تحللها بتشكيل مناطق ضعيفة في سطح السن تساهم في حفر التسوس ضمن هذا السطح. وقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن الفلورايد مادة أساسية في محاربة التسوس كونها تعمل على تقوية ميناء السن وإضعاف نشاط البكتيريا المسببة لظهور التسوس.
* حقائق عن الفلورايد:
الفلورايد معدن طبيعي يتواجد بمقادير متفاوتة في التربة ومياه الأنهار والبحار والنباتات وفي الخضار والفواكه والحبوب كما يوجد بنسبة كبيرة في الشاي ويزداد وجوده في لحم البقر والدجاج وبشكل مرتفع في الأسماك والحيوانات البحرية. ملاحظة: لا يتواجد الفلورايد في موارد المياه اللبنانية. ويستفاد من الفلورايد كثيراً في مراحل العمر المبكرة أي عندما تكون الأسنان في مراحل التكوين وقبل بزوغها في الفم.
* دور الفلورايد في مقاومة التسوس:
يقوم الفلورايد بدور فعال في زيادة مقاومة الأسنان وذلك من خلال عدة تفاعلات أهمها:
_ يقلل من ذوبان مادة الميناء التي تكسو الأسنان في الوسط الحمضي محولاً أملاح الأسنان إلى أملاح مفلورة غير ذائبة.
_ يمنع الجراثيم والبكتيريا الموجودة في الطبقة الجرثومية من تكوين الأحماض.
_ يساعد على إعادة المعادن والأملاح إلى سطح السن في المناطق المتأثرة بالأحماض وهذا من أهم فوائد الفلورايد حيث إنه يقوي الأسنان ويساعد على شفاء المناطق التي يبدأ فيها النخر الأبيض بداية التسوس .
_ مركبات غنية بالفلورايد
يمكن الحصول على الفلورايد عبر الموارد الرئيسية:
أ - معجون الأسنان الذي يحتوي على الفلورايد.
ب- الأقراص المفلورة.
ج- الفليور الموضعي.
* طرق استخدام الفلورايد:
أ- عبر الجهاز الهضمي:
1- مياه الشرب المفلورة:
تعتبر الإجراء الأساسي الأول في أي برنامج وقائي يهدف إلى الإقلال من الإصابة بتسوس الأسنان بطريقة فعالة واقتصادية وآمنة، وهي تقوم على إضافة شوارد الفلورايد إلى مياه الشرب التي تحتوي على قدر قليل من شوارد الفلورايد حتى تصل إلى النسبة التي تقوي الأسنان وتحميها من التسوس، وقدر ذلك بنسبة تتراوح بين 0,7 و1,2 جزء من المليون وهي النسبة التي تحمي من التسوس ولا تؤدي إلى الإفراط في فلورة الأسنان. وتعتمد هذه النسبة على درجات حرارة الجو وكمية المياه التي يشربها الفرد يومياً، وبغض النظر عن مصدر الفلورايد في مياه الشرب (طبيعياً أو مضافاً)فإن تأثيره على قوة وصلابة الأسنان واحد. وقد أثبتت عدة دراسات انخفاض معدل التسوس بعد إضافة الفلورايد في مياه الشرب عند مقارنته بالمناطق التي تعاني من نقص الفلورايد في مياه الشرب.
2- فلورة الملح:
وهي طريقة بديلة عن فلورة مياه الشرب حيث يضاف الفلورايد إلى ملح الطعام (الذي يعتبر وسيلة جيدة لنقل الفلورايد إلى داخل الجسم)بكمية تتراوح من 350 250 ملغ لكل 1 كلغ من الملح، أيضاً هذه الطريقة فعالة واقتصادية وآمنة.
ويمكن اعتماد طريقة فلورة الملح كونها أسهل بكثير من فلورة المياه خاصةً وأن هناك في لبنان مناطق متعددة لا يوجد لدى المواطنين فيها مصادر مياه موحدة للشرب، إضافة إلى أن التكلفة المادية لفلورة الملح أقل بكثير من فلورة المياه كونه في متناول الجميع وبأسعار مخفّضة.
3- فلورة الحليب:
أظهرت الدراسات الحديثة نتائج مشجعة لفلورة الحليب في الوقاية من التسوس، حيث يضاف 5 ملغ من الفلورايد لكل ليتر من الحليب.
- يفضل تطبيقه في المدارس حيث يقدم 200 ملل منه يومياً للطفل ولمدة 200 يوماً في السنة.
4- قطرات وحبوب الفلورايد:
أظهرت الدراسات بأنها تخفض نسبة الإصابة بالتسوس بنسبة تتراوح بين 80 - 39%، يفضل استعمال القطرات للرضع من سن 6 أشهر وما فوق (في حال توفرها)بإضافة نقاط منها إلى العصير أو الماء أو الطعام، كما يمكن استعمال حبوب الفلورايد حيث يمصها الطفل في فمه.
ب- التطبيق الموضعي:
أوضحت الدراسات أن التطبيق الموضعي لمادة الفلورايد يؤدي إلى خفض نسبة التسوس بمعدل 40 إلى 60%. المضمضة بمحلول فلورايد الصوديوم: وهي ذات فعالية كبيرة حيث تحدث انخفاضاً في معدل الإصابة بالتسوس بنسبة 50 20% وتقوم على إذابة 3 غرامات من فلورايد الصوديوم في ليتر ونصف من الماء، ويعطى 10 ملل من المحلول للطفل للتمضمض مدة دقيقتين ثم يبصقها وينصح بعدم تناول الطعام أو الشراب بعدها لمدة نصف ساعة على الأقل تكرر هذه العملية مرة كل الأسبوع. المعالجة الموضعية: تنفّذ من قبل طبيب الأسنان حيث يقوم بدهن سطوح الأسنان بمحلول فلورايد الصوديوم المركز بنسبة 2% مدة دقيقة، أو وضع هلام (gel)من فلورايد الفوسفات الحمضية على سطوح الأسنان مدة 4 دقائق. وينصح بتكرار هذه العملية كل ستة أشهر أو حسب ما يراه الطبيب مناسباً. وأخيراً فإن الفلورايد يساعد على حماية الأسنان ضد التسوس مدى الحياة وتناول البالغين لمادة الفلورايد مفيد في إعادة الأملاح إلى ميناء السن في الطبقة الجرثومية إضافة إلى حمايته لأسنان كبار السن الذين يعانون من انحسار اللثة ويمنع التسوس في الجذور. كما أنه مفيد للمرضى الذين يعانون من جفاف في الفم وقلة في اللعاب حيث يحمي الأسنان من تأثير البكتيريا في غياب اللعاب.