السيد سامي خضرا
لقد اهتم الإسلام بحسن المظهر وأولى الاعتناء به أهمية خاصة ودعا نتيجة ذلك إلى آداب تتعلق بهيئة ومظهر الإنسان المؤمن ومنها ما هو خاص بالأظافر والتعامل معها. ومن جملة هذه الآداب والمستحبات:
1- يستحب تقليم الأظافر كلما طالت:
بل يُكره تركها، واللَّه أعلم بأسرار ذلك وخباياه، حيث لا ندركها بعقولنا المحدودة، ولعلَّ في بعض النصوص إشارات إلى أنَّ ترك الأظافر قد يجعلها مرتعاً للسموم، أو مُتراكماً للأوساخ. روي عن مولانا وسيدنا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: "تقليم الأظفار يمنع الداء الأعظم ويدرُّ الرزق"(1). وعن مولانا الصادق عليه السلام: "من السُّنَّة تقليم الأظفار"(2). وعنه عليه السلام: "إنَّ أستر وأخفى ما يُسلَّط الشيطان من ابن آدم، أنْ صار يسكن تحت الأظافير"(3).
2- الأوقات المفضلة لتقليم الأظفار:
يوم الجمعة، ويوم الخميس خاصة عصراً، وفي أي وقت طالت فيه الأظافر. رُوي عن النبي المصطفى صلى الله عليه وآله: "مَنْ قلَّم أظفاره يوم الجمعة، أخرج اللَّه من أنامله داءً، وأدخل فيه شِفاء"(4). وسأل الحسن بن العلاء الإمام الصادق عليه السلام عن ثواب مَنْ أخذ شاربه وقلَّم أظفاره في كل جمعة، فقال عليه السلام: "لا يزال مطهراً إلى يوم الجمعة الأخرى"(5). وعند تعليمه عليه السلام لعبد اللَّه بن الحسن ما ينفعه لزيادة الرزق، قال: "خُذْ من شاربك وأظفارك في كل جمعة"(6). وفي شأن يوم الخميس رُوي عن سيدنا ومولانا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أنَّه قال: "مَنْ أراد أن يأمن من الفقر، وشكاية العين، والبرص، والجنون، فليُقلِّم أظفاره يوم الخميس بعد العصر"(7). وعن خلف، قال: رآني أبو الحسن عليه السلام وأنا أشتكي عيني، فقال: ألا أدلُّك على شيء إذا فعلته لم تشتك عينك؟ قلتُ: بلى، قال عليه السلام: "خُذْ من أظفارك في كل خميس". فقال خلف مُعقِّباً: ففعلت فلم أشتك عيني.
3- المسنون في طريقة قصِّ الأظفار:
الابتداء بتقليم خنصر اليسرى، ثم يتدرج بأصابع اليسرى حتى ينتهي إلى خنصر اليمنى. والخنصر هو الإصبع الصغير الأول على يسار اليد اليسرى، ثم ينتهي بالإبهام، ثم يبدأ بإبهام اليمنى، حتى ينتهي بخنصرها. رُوي عن الباقر عليه السلام قوله: "وإنَّ مَنْ يُقلِّم أظفاره يوم الجمعة، يبدأ بخنصره من يده اليُسرى، ويختم بخنصره من يده اليمنى".
4- يستحب عدم استقصاء الأظافر:
عند قصِّها بحيث "يُنهكها" بل ترك شيءٍ منها.
ولا بد من الإشارة إلى أنَّ عادة تطويل الأظافر للرجال، ليست من العادات الإسلامية، أما تطويلها للنساء وتنظيمها فلا مانع منه وهو مروي ومفيد لهن ولكن تلوينها للظهور بها أمام الأجانب وغير المحارم، زينةٌ واضحة الحرمة، وتبرج وفتنة. وهذه من العادات الطارئة علينا، تماماً كطروء عادة تطويل شعر الشارب للرجال، مع أننا مأمورون بقصه حتى لا يبلغ الإطار(8)، وتخفيفه حتى يلصق بمنبت الشعر، كما عن مولانا الصادق عليه السلام.
(1) وسائل الشيعة، الحديث 1711.
(2) المصدر نفسه، الحديث 1714.
(3) المصدر نفسه، الحديث 1713.
(4) مكارم الأخلاق، ص64.
(5) مكارم الأخلاق، ص64.
(6) مكارم الأخلاق، ص65.
(7) مكارم الأخلاق، ص66.
(8) المقصود إطار الشفة أي الحدود المحيطة بها.