مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

قرآنيات‏: من هم‏ الصابئة؟

الشيخ خضر ديب‏

 



* الصابئة
ورد ذكر الصابئة في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع:
1- في سورة البقرة آية 62: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون.
2
- في سورة المائدة آية 69: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.
3
في سورة الحج آية 17: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ.

* من هم الصابئون؟: هم قوم يتوسطون بين اليهودية والمجوسية ولهم كتاب ينسبونه إلى النبي يحيى عليه السلام بن زكريا عليه السلام. وفي تفسير القمي عن الإمام الرضا عليه السلام قال: الصابئون قوم لا مجوس ولا يهود ولا نصارى ولا مسلمون، وهم يعبدون النجوم والكواكب. وبقايا أولئك الصابئين في حرّان ينسبون إلى موضعهم فيقال لهم الحرّانية. وقد قيل: أن هؤلاء الحرانية ليسوا هم الصابئة بالحقيقة، بل هم المسمون بالكتب بالحنفاء والوثنية، فإن الصابئة هم الذين تخلفوا ببابل من جملة الأسباط الناهضة في أيام كورش، وأيام أرطحشست إلى بيت المقدس، ومالوا إلى شرائع المجوس فصبوا إلى دين بختنصر، فذهبوا مذهباً ممتزجاً من المجوسية واليهودية كالسامرة بالشام، وقد تواجد أكثرهم في واسط وسواد العراق في ناحية جعفر، والجامدة. ولكن السيد الطباطبائي في تفسير الميزان رجّح القول بأن الصابئة مذهب ممتزج من المجوسية واليهودية مع أشياء من الحرانية، وهذا هو الأوفق لما في الآية، فإن ظاهر المعنى والسياق أن التعدد هو لأهل الملة.

* ورد في مجمع البيان للعلامة الطبرسي رضي الله عنه حول هذه المسألة: والصابئون جمع صابئ وهو من انتقل إلى دين آخر وكل خارج من دين كان عليه إلى آخر غيره سمي في اللغة صابئاً... قال قتادة: وهم قوم معروفون ولهم مذهب يتفردون به ومن دينهم عبادة النجوم، وهم يقرون بالصانع والمعاد، وببعض الأنبياء، وقال مجاهد والحسن: الصابئون بين اليهود والمجوس لا دين لهم. وقال السدي: هم طائفة من أهل الكتاب يقرأون الزبور. وقال آخرون: هم طائفة من أهل الكتاب، والفقهاء أجمعهم يجيزون أخذ الجزية منهم وعندنا لا يجوز ذلك؛ (والكلام للطبرسي)؛ وذلك لأنهم ليسوا أهل كتاب(1).

* المثال في القرآن‏
قال تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (إبراهيم: 18). يصور لنا المثل القرآني أعمال الكافرين في الآخرة؛ ليؤكد حقيقة الخسران الذي أصيبوا به إذ لم ينتفعوا بدنيا مطمئنة ولا بآخرة كريمة، فأعمالهم مثل الرماد الذي تفرقه الرياح إلى أجزاء متناثرة. وهذا يدل على أن العمل وحده لا جدوى به، ولكن باعث العمل هو الذي يقرر نتائجه، ومدى قبوله عند الله، وفي هذا ترهيب للكفرة وبيان لمصائر أعمالهم في التلاشي والضياع(2).

* هل تعلم؟
سميت سورة الفاتحة بالسبع المثاني؛ لأنها سبع آيات منها (بسم الله الرحمن الرحيم). أو لأنها تثنى بالصلاة. وقيل: هو من الثناء؛ لأن السورة ثناء لله تعالى. الأسباط هم أولاد النبي يعقوب عليه السلام ويقال: أن عددهم اثنا عشر. الأرض التي رأت الشمس مرة واحدة هي أرض بحر النيل، حينما انشق البحر، فنجا الموحدون وغرق الكافرون. سورة غافر تسمى أيضاً بسورة المؤمن؛ وذلك: بسبب ورود قصة مؤمن آل فرعون فيها، تكريماً لموقفه الإيماني. النبي زكريا عليه السلام هو زوج خالة السيدة مريم عليها السلام. ورد ذكر النبي يوسف عليه السلام 27 مرة في القرآن الكريم، 25 مرة في سورة يوسف، ومرتين في سورة الأنعام وغافر.

سؤال وجواب:
* السؤال: كيف قال تعالى: ﴿فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا وهذا يدل على أنه صلى الله عليه وآله لم يكن راضياً بالتوجه إلى بيت المقدس، مع أن التوجه إليه كان بأمر الله تعالى وحكمه؟
* الجواب: المراد بهذا الرضا المحبة بالطبع، لا رضا التسليم والانقياد لأمر الله تعالى(3) والرسول صلى الله عليه وآله حقق رضا التسليم والانقياد من خلال الصلاة إلى بيت المقدس.


 (1) علماً أن الإمام الخامنئي حفظه المولى يعتبرهم أهل كتاب.
(2) الصورة الفنية في المثل القرآني، الصغير، محمد حسين علي، دار الهادي، بيروت، ط1992- 1.
(3) مسائل الرازي، من غرائب القرآن، الرازي، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر، تحقيق إبراهيم عطوه عوض، ط2، دار (دفتر نشر الكتاب) إيران
.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع