نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

اعرف عدوك‏: "إسرائيل..." الصعود نحو الهاوية

حسن زعرور

 



الزخرفة المنمقة التي يظهرها الإعلام الغربي عن كيان العدو، مجرد قشرة خارجية، تحجب الأثلام العميقة في البدن اليهودي المريض، لقد تمّ تجميع "العلق" في مكانٍ واحد، وامتصاص دماء الآخرين يقلّ يوماً بعد يوم، لم يعد أمام العلق إلا امتصاص دم بعضه البعض، ولن يستطيع الإعلام المزيف إخفاء فساد الدولة العبرية قلباً وقالباً، دولة لصوصٍ ليس إلا، تعيش على اقتناص التبرعات والهبات، وتنهار خلقياً واجتماعياً رويداً رويداً.

* المجتمع السياسي العفن‏
يعترف رئيس شرطة الدولة العبرية يعقوب تيرنر، أن هناك مليوني مديون للمصارف اليهودية، وأن هناك ستماية وخمسين ألف مذكرة حول ديون مثبتة، وتعيش عائلات هؤلاء في رعب دائم مخافة السجن والتشرد، وبما أن الدولة العبرية تمتلك المصارف فإن نصف شعبها يدفعون الربا للدولة التي تحولت إلى "مرابٍ يهودي كبير" تشرف عليه القيادة الحاكمة ولها نصيبها من الأرباح، إن شارون وأولمرت وبيريز وبلين وشاكي إضافة إلى شامير وليفي ورابين ليسوا أقل لصوصية من أرييه درعي الذي يوصف أنه أكثر الوزراء فساداً في الدولة العبرية، ومعظم المجرمين واللصوص اليهود في العالم يدخلون المعترك السياسي الإسرائيلي بهدف الحصول على حصانةٍ تمنع عنهم الملاحقة القانونية، منهم على سبيل المثال شموئيل شارون صاحب فضيحة الجواهر الأفريقية المزيفة، وأريئيل شارون صاحب فضيحة الوحدات السكنية والجزيرة اليونانية، وأهارون أبو حصيرة الذي اختلس أموال الدولة العامة، وبيساخ جروبر الذي سرق أموال المهاجرين، ويائير ليفي وحاييم كوفمان وإسرائيل كيسار رئيس الاتحاد العمالي الهستدروت، وإسحاق موداعي ومئات غيرهم ممن أصبحوا أعضاء في الكنيست أو وزراء حكوميين يصعب محاكمتهم.

* فساد المجتمع اليهودي‏
يقول عضو الكنيست أورا نامير أن "هناك 1000 امرأة يهودية روسية يحملن درجات جامعية يمارسن البغاء للبقاء على قيد الحياة، وفي تل أبيب يوجد 500 امرأة يعملن بهذا العمل في الشارع العام، و250 في بيوت خاصة لذلك، وفي جامعة تل أبيب تبيع الفتيات الجامعيات أجسادهن مقابل وجبة طعام واحدة". إن فساد المجتمع اليهودي يطال كل نواحيه، وهو مجتمع "معقد لا يمكن تسوية الإشكالات واللغات والشعارات فيه"(1)، فالعلاقات الاجتماعية متنافرة وعدوانية إلى حدٍّ يصعب معه تغييرها، نظراً لعمق الشروخات الدينية والأتنية واللغوية والبيئية، ولولا الرعب من العرب الذي تؤججه السلطة لتفجرت الخلافات بعنف، ويوضح مدير كلية القدس للتكنولوجيا "مازيفي واينبرغر" بعض هذه الحالة فيقول "لن يكون بمقدور الطلاب الحاريديم الدخول إلى المستقبل وباتوا على شفير الإنهيار"، إن عائلات هؤلاء فقيرة يقطن كل عشرة أفراد منها في غرفةٍ أو غرفتين بأحسن الأحوال، ويعيشون على الديون والاعانات، ومشكلتهم الكبيرة الأداء الطبقي في المجتمع العبري، فالصباريم (التين الشوكي) الذين ولدوا في فلسطين يدّعون الوطنية لأنفسهم، وأنهم هم اليهود الحقيقيون "فينيقيم" أبناء البلاد "بن هاآرتس" ويعاملون اليهود الآخرين بعدوانية وقسوة(2)، ويشير جورج مايكس في كتاب عزم النبي إلى "أن أطفال اليهود الشرقيين بعيدون عن السابرا اليهودية بُعد موشيه دايان عن القرآن"، إن التعامل اليومي يفرز حساسيات وضغائن وحقداً، لقد منع الحاخامات اليهود الأثيوبيين من بناء كنيس عبادة لهم فوق أرض إسرائيل لأن الأثيوبيين ليسوا يهوداً خلّصاً، وقد تم توزيعهم على غيتوات للسود في العفولة وعسقلان وبئر سبع والناصرة. وأما اليهود الأرثوذكس الملتزمون بزيادة النسل بحسب وصية الإله "كن خصباً كي يكثر نسلك" هؤلاء لا يجدون مدارس لأولادهم إلا مدارس التوراة نظراً للخلافات العرقية والعنصرية، وقد كونوا طبقة من الفقراء العاطلين عن العمل، ومعظمهم من الأشكيناز يعيش على ال"شنورينغ" أي التسول(3)، ويسعى كثيرون منهم لمغادرة الدولة العبرية تخلصاً من سوء المعاملة، وبين عامي 1948 و1957 أجبر حوالي 800 ألف منهم على ترك منازلهم ولقي 600 ألف معاملة قاسية ومهينة على يد اليهود الأوروبيين(4). وتمنع مدارس من مثال مدرسة أغودات في بني براك دخول أبناء هؤلاء وأبناء السود إليها.

* الصراع الديني الطبقي‏
يعتبر حزب "أغودات إسرائيل" أن النصارى في فلسطين يعملون على تحويل اليهود إلى المذهب النصراني، وأن كثيراً من اليهود يسعون لتغيير دينهم حباً بالكسب، وهرباً من قانون السبت، الذي سمح لغير اليهود بالعمل والمتاجرة، وهو ما اعتبره اليهود يوم خسارة مالية لهم، ويقول موشيه شاؤول وهو تاجر تعرّض لعدة غرامات بسبب إصراره على فتح محلّه يوم السبت "إنهم يتركون العاهرات ومدمني المخدرات واللصوص يعملون السبت ويحاربوننا"، وبتأثير من الأحزاب الدينية المتعصبة وضعت الدولة العبرية قانوناً يمنع بيع لحم الخنزير، والزمت بصفة قانونية "مزرعة لاهاف لتربية الخنازير" وضع أرضية خشبية في مزارعها "كي لا تدنس الخنازير أرض إسرائيل" ولدى صدور القانون المذكور إندفع الجزارون اليهود إلى الشوارع بتحدٍ واضح وقاموا بتوزيع لحم الخنزير المطهو مجاناً على المواطنين، كما أن الدولة وضعت قانوناً منعت فيه شركات الاعلان من استعمال صور النساء في ملصقاتها، وردَّ هؤلاء بمهاجمة كنيس للعبادة وأحرقوا كتب الصلاة فيه. إن فساد الأحزاب الدينية يعود لالتصاق هؤلاء باللعبة السياسية واكتساب الأموال الطائلة من خلال دعمهم لمرشحين فاسدين، فحزب تامي السفارديمي كان يرأسه أهارون أبو حصيرة متهم بالسرقة رفض دعم حكومة بيغن ما لم يحصل على وزارة الشؤون الدينية وعقب حصوله عليها حول أبو حصيرة مبالغ طائلة من مخصصاتها لصالح مؤسسات السفارديم الدينية، وحزب شاس رفض تأييد حكومة شامير ما لم تعطَ وزارة الداخلية لأرييه درعي، ولما تولاها حوّل مبلغ ربع مليون دولار من خزينة الدولة إلى مركز "تعليم التوراة لليهود الشرقيين" الوهمي، كما أن الحاخام إسحاق بيرتز وزير الهجرة وهو من حزب شاس منع المساعدات عن المهاجرين الذين لا يؤيدون حزبه وضيّق عليهم بحجة عدم نقاء دمهم اليهودي، وأما حزب ديغل هاتوراه وحزب تحيا من جناح مجلس حكماء التوراة فقد اتهما مراراً بالرشوة للفوز في الانتخابات من دون أن يطالهم القانون، ويعتبر الحزب الديني الوطني واغودات إسرائيل أكثر المستفيدين نظراً لكثرة الوزراء والسياسيين التابعين لخدمتهم.

* الصعود نحو الهاوية
"لا يهمني كيهودي هجاء اليساريين ولا مديح اليمينيين لأنني ما كنت لأتخلى عن إنتهاز الفرص"(5)، تلك هي الشخصية اليهودية، يصعب أن ترى المال في يد غيرها ولو كان يهودياً وتحرم منه، لقد تم جرّها إلى الأرض الموعودة تحت إغراء اللبن والعسل فيها وتبين أن ذلك مجرد سراب، فيا "لها من مدينة معروضة للبيع سوف تفنى قريباً، إذا وجدت مشترياً" كما يقول جورجوتا، لقد صعدت إسرائيل الجبل بسرعة، وسقوطها عنه سوف يكون أسرع من تصورّ أي مخلوق، ففي جوفها هاوية سوف تبتلعها قريباً!
 


(1) كتاب المرحلة القادمة، ص‏35، شمعون بيريز.
(2) جريدة معاريف، عدد 4 حزيران 1974.
(3) ناحوم فريدمان مدير منظمة مشكينوت أورشليم.
(4) كتاب سقوط إسرائيل، ص‏22، باري شميش.
(5) كتاب سنوات ثورية، ص‏140، د. باسمانيك.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع