مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

آداب ومستحبات‏: آداب مهجورة على موائد الطعام‏

السيد سامي خضرا

 



هناك مستحبات مهجورة أو مجهولة نتعرض لبعضها بقصد نشرها إحياء لشريعة الإسلام.

1 - الأطباء ينصحون بضرورة تناولِ شي‏ءٍ من الطعام ولو كان يسيراً، وعدمِ تركِ المعدةِ فارغةً، لأن لذلك أضراراً كبيرة... منها ما يصيب المعدة كالقرحة وغيرها، وهذا ما نلاحظه كثيراً عند الأشخاص العمليين الذين تتلاحق مشاغلُهم، فلا يتركون لأنفسهم فرصة حتى لتناول القليل من الطعام. هذه المقدمة ما كانت إلا لنشير إلى أنه: يستحبُ في شريعة الإسلام أكلُ شي‏ءٍ قبل الخروج من المنزل، ولو كان قطعةً من خبز، فعن مولانا الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "ينبغي للمؤمن أن لا يخرج من بيته حتى يَطْعَمَ فإنه أعزُّ له".

2 - كما يُستحبُ أيضاً تناولُ الطعام من جوانبِ الإناء، وليس من رأسه (أعلاه) ووسطه، فإنه أكثر بركة وأَحسن. جاء عن رسول اللَّه المصطفى محمد صلى الله عليه وآله قوله: "إذا أكلتم الثريدَ، فكلوا من جوانبه، فإن الذروة فيها البركة"(1). وعن الأمير عليه السلام قوله: "لا تأكلوا من رأس الثريد، وكلوا من جوانبه، فإنَّ البركة في رأسه".

3 -كذلك يُستحبُ الأكل مما يليك مباشرةً، لا مما هو أمام غيرك، ويدل ذلك على نوع من الأدب والرزانة والاتزان والقناعة بنصيبه وعدم الطمع بما هو أمام غيره. رُوي عن رسول اللَّه خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله قوله: "إذا أكل أحدُكُم فليأكل مما يليه". وعن مولانا الإمام الصادق عليه السلام في حديث قال: "ويأكل كلُّ إنسانٍ مما يليه، ولا يتناولُ من قُدامِ الآخرِ شيئاً".

4- ويُستحب مناولةُ المؤمنِ اللقمة والماء والحلواء، وهذا من باب إدخال السرور على قلبه، وتكريمه، والاهتمام بشأنه، وفي هذا رُوي أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يُناولُ الماء، ويبدأ من عن يمنيه، أو أنه يُعطي اللقمة لأصحابه، ويقول: "مَنْ لقم مؤمناً لقمة حلاوةٍ، صرف الله عنه بها مرارةَ يوم القيامة". كما روى نادرُ الخادم أن الإمام الرضا عليه السلام كان يُناوِلُهُ اللقمةَ من يده.

5 - ويستحبُ الأكلُ بثلاث أصابع، أو بجميع الأصابع.. وأما المكروه فالأكل بإصبعين، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يأكل بثلاث أصابع، وليس كما يفعل الجبارون، إذ يأكل أحدُهم بإصبعيه، كما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام وفي ذلك نفحة من التكبر والتعالي!

6 - ومن آداب الإسلام أنه يُكره رميُ الفاكهة قبل استقصاء أكلها، لما يترتَّب على ذلك من إسراف، فإن المتبقي منها لا ينفع، حتى للحيوانات... بعكس المأكولات الأخرى المطبوخة أو اللحوم،... فالفاكهة تتعفَّنُ وتَتْلفُ بعد ساعات من رميها، وهذا ما ينبغي أن يُنبَّه إليه المسرفون والمترفون، الذين يرمون أجزاءاً كثيرة من الفاكهة ومنها ما تُنزع منه قشوره أو كثير من أجزائه وهي صالحة للأكل، بل تحمل غذاء لا ينبغي التفريط به أو إهداره، كالتفاح والإجاص وغيرهما، وكم هي كبيرة كمياتُ الفاكهة التي تُرمى بعد بعض الاجتماعات أو اللقاءات أو الحفلات والسهرات. روى نادر الخادم قال: أكل الغلمان يوماً فاكهةً، فلم يستقصوا أكلَها، ورمَوْا بها، فقال أبو الحسن عليه السلام: سبحان الله، إن كنتم استغنيتُم، فإن ناساً لم يَسْتَغنوا، أطعِموه مَنْ يحتاجُ إليه.

7 - ويُستحب تركُ ما يسقط من الطعام في البراري، ولو كان كثيراً، إن لم يكن هناك حاجةٌ إلى أخذه، وبالمقابل، يُستحب تناولُ ما سقط من الطعام في المنزل، فالساقط في البريَّة يُتركُ ليكون طعاماً للحيوانات، والساقط في المنزل يُجمعُ حفاظاً على نظافته. رُوي عن مولانا الإمام الرضا عليه السلام قوله: "مَنْ أكل في منزله طعاماً فسقط منه شي‏ءٌ فليتناولهُ، ومن أكل في الصحراء أو خارجاً، فليتركه للطير والسَّبُع".\ هذه جملة من المستحبات المهجورة أو المجهولة، نسأل الله جل جلاله أن يوفقنا للعمل بها ونشرها والدعوة إليها ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ (محمد: 17).


(1) الثريد نوع من الطعام يُصنع مما يُهشمُ من الخبز، ويُخلطُ بالماء واللحم.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع