حوار: عدي الموسوي
منذ بدايات بداياتها، أكّدت المقاومة الإسلامية على أنّها حركة كربلائية المنطلق، وهو ما رسّخها في أذهان الكثيرين كحركة مقاومة استشهاديّة، برغم أنّها ثقافة إصلاح مجتمعي كونها من مصاديق فريضة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، وكما يبيّن سماحة الشيخ حسين كوراني، حيث أوضح بداية علاقة الفعل المقاوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال:
- ينبغي أن يكون واضحاً أن كربلائية المقاومة الإسلامية تجعلها حركة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، باعتبار أن نهضة الإمام الحسين عليه السلام هي في صلب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو ما يتجلّى في وصيّته الشهيرة التي كتبها وأودعها أخاه محمّد بن الحنفيّة، والتي جاء في جزء منها قوله عليه السلام: "وإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدي صلى الله عليه وآله أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب. فمن قبلني بقبول الحق، فالله أولى بالحق، ومن ردّ علي هذا أصبر، حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين". من الواضح أن التأمّل بالنص لا يعطينا الإجابة عن حقيقة نهضة سيّد الشهداء كونها أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر، بل يعطينا الجواب عن موقع هذه الفريضة العظمى في الدين عموما، فسيّد الشهداء عليه السلام يركز في هذه الوصية المختصرة على عدة أسس، ويجعل منها طلباً للإصلاح من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. من هنا، فالمقاومة الإسلامية المقتدية بسيد الشهداء، والسائرة في خطى كربلاء هي حركة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر.
• نلاحظ في الأثر المشهور عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله تبيانه أن الجهاد الأكبر هو جهاد النفس. أمّا الفعل العسكري دفاعاً عن الإسلام، فهو الجهاد الأصغر، برغم أن الفعل العسكري قد يؤدي إلى الاستشهاد أي التضحية القصوى للمرء؟
-الواقع أن الثقافة الإسلامية هي ثقافة الجهادين الأكبر والأصغر. والأكبر منها - وهو جهاد النفس - لا ينفصل أبداً عن الجهاد الأصغر. فبمقدار ما يكتمل الجهاد الأكبر في النفس، تتجلّى فيها صور الممانعة ورفض الباطل، فنجد هنا أن شهداء كربلاء كانوا العبّاد الذاكرين الله والمستغفرين في الأسحار، وهم لم يقفوا مواقفهم في كربلاء إلاّ لأنّهم كانوا سبّاقين في ميادين الجهاد الأكبر. وبمقدار التمكّن في ميدان النفس، تنعكس القدرة في الميادين الأخرى. كذلك الأمر في مجاهدي المقاومة الإسلاميّة، فلئن سمعنا أخبار جهادهم، فإننا عندما نقرأ في سيرهم ووصاياهم، نجد فيهم العبّاد والحريصين على العبادة وتهذيب النفس، فكانوا يعتبرون أن من أبرز مصاديق العبادة هو الجهاد، طلباً للإصلاح في حال الأمة، ومنعاً للطاغوت من الاستمرار في ظلمهم.
• إذاً، هنا المعادلة عكسية، حيث يتدرّج فيها الإنسان المسلم لينتقل من الجهاد الأكبر إلى الأصغر، وليس العكس؟
- بالتأكيد، وهذا هو العنصر الرئيس الذي تميّزت - وتتميز به - المقاومة الإسلامية عن غيرها، وهو أيضاً العنصر الأساس الذي يجب حفظه لحفظ استمرارها، ولحفظ دماء الشهداء، فأي خلل في بناء شخصية الملتحقين بالمقاومة يعني انقطاعاً في خط المقاومة، فبدون حمل همِّ الجهاد الأكبر تصبح المقاومة الإسلاميّة مجرّد عمل عسكري، لا يمكنه أن يتجذّر ولا أن يحظى بالإمداد الغيبي على أساس القاعدة الإلهية:﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾. فحتى إذا أحرزت الانتصارات، فإنّها لا تلبث أن تزول.
• هل هذا يعني أن نصرة الله لا تقتصر على الجهد العسكري أو محاولة إعلاء كلمته سبحانه، بل تمتد لتشمل جهاد النفس، قبل أن يأتي النصر والمدد الإلهي؟
- النصرة العسكرية في المدد الإلهي مسألة هامشيّة، فعند الحديث عن موقعة بدر الكبرى وعن نزول الملائكة لنصرة المجاهدين، يقول تعالى: ﴿َمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾. إذاً، فالنصر هنا شيء آخر، هو عبارة عن التثبيت والتأييد الإلهي الذي يتجلّى نتيجة إيمان المؤمن، ليتحقق النصر بقدرته تعالى.
• عند الحديث عن البعد الروحي، نذكر أن تجارب مقاوِمة عديدة قد أحرزت نجاحات كبيرة، ولكنها لم تتمكن من المحافظة عليها، فما الذي تتميّز به تجربة المقاومة الإسلامية؟
- أهم مميزات المقاومة الإسلامية، هي: سلامة العقيدة، وحسن التطبيق لهذه العقيدة، وتوفر القيادة الفريدة في شخصية الإمام الخميني قدس سره. فطيلة قرون كان العلماء المسلمون في لبنان يعززون في النفوس روح العقيدة السليمة. وعندما طرح الإمام الخميني دعوته، كان أهل لبنان سباقين لتلبيته لأنّه حدّثهم باللغة التي حدثهم بها علماؤهم منذ قرون، فكانت الاستجابة نوعية. وعندما تكرّست أجواء المواجهة مع العدو الصهيوني، تبين أن هذه العقيدة الكربلائية الحسينيّة ما تزال تحظى بكل الاعتقاد واليقين، برغم الظروف المظلمة والسوداء التي مرت، وإذ بهذه الثقافة تفرض نفسها وحضورها بقوة، فكانت هذه الملاحم التي سطّرتها المقاومة الإسلامية.
• من خلال هذه الإنجازات العسكرية العظيمة التي توجّت بانتصاري العام 2000 والعام 2006، كيف يمكن أن ننطلق لطلب مشروع إصلاحي أوسع وأعمق؟
- أود التعليق بداية على مصطلح الإنجاز العسكري، فهذه الإنجازات في العمق ليست عسكرية، فالمجاهدون حققوا انجازاتهم أولاً على مستوى النفس لتتجلى كانتصارات عسكرية، فما حصل في العام 2000 هو ظاهراً انسحاب عسكري صهيوني وإنجاز للمقاومة، ولكن الحقيقة هي أن هناك أرادة ارتبطت بالله، والتزمت خط المعروف والبعد عن المنكر، ثم بلغت هذه الإرادة مرحلة تستحق أن يكون هناك تجلٍّ معين في المجال العسكري. وذلك على قاعدة ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾. وهكذا، فإذا أردنا أن نعمم هذه التجربة، علينا أولاً التنبّه إلى حقيقة ما حصل لنعرف ماذا نريد أن نعمم، وثانياً علينا التنبّه إلى مدى ثباتنا في الخط نفسه لنعرف مدى قدرتنا على تعميم هذه التجربة، والأمر الثاني هو التحدّي الأول الذي علينا مواجهته واجتيازه.
• أبدأ بالمجتمع، كيف يمكنه الاستلهام من هذه التجربة؟
- بداية يجب أن نعمل على تثبيت ثقافة المجاهدين وروحية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجتمع المقاومة وجمهوره، حتى لا يكون من ينقل الى الناس تجربة المقاومة ممن لا يتناسبون معها، يعني نحن من نقول بأننا من جمهور هذه المقاومة، كثير منّا لم يوفق إلى عمل عسكري أو إلى الاستشهاد، فعندما نريد نقل هذه التجربة علينا أولاً تجنب الهفوات التي تفرغ محاولتنا من مضمونها، فنعمل على اجتناب المنكر والائتمار بالمعروف. فإذا غزتنا بعض المظاهر المحرمة والمنكرة وتكيفنا معها، فهذه المظاهر ستكون بمثابة خلايا سرطانية تتكاثر بسرعة، وتفقدنا لاحقاً القدرة على نقل التجربة.
• هذا الغزو، أو المظاهر المحرمة التي تتسلل عبر ثغرات بسيطة ثم تتضخم، كيف يمكننا مكافحتها؟
-النقطة الأولى والمركزية التي يجب أن نحصّن بها أنفسنا وبيئتنا هي: الحكم الشرعي، فإذا لم نعد إليه في مختلف الموارد تعددت الآراء وتناقضت. النقطة الثانية هي: الدقة في تطبيق الحكم الشرعي، فمثلاً هل يجوز شرعاً لإعلامية أن تستخدم المكياج المزيِّن وهي تعمل في مؤسسة تلفزيونية يفترض بها أن تكون إسلامية ؟ الحكم الشرعي هنا هو الاساس. وفي مجال الموسيقى مثلاً، هناك موسيقى محللة وأخرى محرّمة، ولكن، ومع استخدام الموسيقى على نطاق واسع اختلطت الأمور بينهما، هنا لا بد من التدقيق في تطبيق الحكم الشرعي. ومن الأمثلة الأخرى تشخيص الدبكة الحلال والحرام، فعند الرجوع إلى رأي لأجوبة السيد القائد الخامنئي نرى أنّه عند ذكر الرقص الحلال، فهو يحرّم الترويج له، وإنشاء المعاهد التي تعلّمه. وعند حديثه عن الدبكة، فهو يذكر أنها جائزة إذا لم تكن حركاتها مثيرة أو ملفتة ولم ترافقها موسيقى لهوية ولا يترتب عليها مفسدة، فمن يستطيع الإتيان بدبكة حلال بناءً لهذه الشروط؟ وهكذا، فنحن بأمسِّ الحاجة لمواجهة هذه التسربات التي يستغلها الغزو الثقافي للنفوذ منها إلى أوساطنا. أو كما يقال عند الحديث عن أن الأغنية الفلانيّة حلال بناء لفتوى المراجع؟! فما الدليل على حليتها، ولمَ يجري الحديث عن الحليّة همساً، فإن كانت حلالاً، فلمَ الهمس؟ هذا يعزز المنكر في وسطنا. إذاً المهم هو الرجوع إلى الحكم الشرعي. ليعمل كل بحسب رأي مقلده، فضلاً عن تحرّي الدقة في تطبيق الأحكام وتحديد الجهات التي تفصّل فيها.
• بالعودة لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كيف يمكنها أن تصبح راسخةً لدينا، ونحن نرى الكثير من المؤمنين لا يلتزمون بها، لأسباب كثيرة أدّت في النهاية إلى هجران هذه الفريضة؟
- القضية هنا حساسة، فبرغم أنّها فريضة حفظ الفرائض، فهي في الغالب مضيّعة، وكأنها غير موجودة. أما أبرز مظاهر التضييع، فهي:
أولاً- رتابة الحديث عنها. فدائماً نفس الآيات والأحاديث هي التي تطرح عند الحديث عن الموضوع، من قبيل: ﴿ُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر﴾.
ثانياً- تكرار المعروف بلا روح والتكيّف مع المنكر بروح، فالعبادات يكررها المؤمن بشكل آليّ بلا تفاعل ودون الحرص على حقيقتها. في حين أن تجلّيات المنكر قد تكيّفنا مع الكثير منها بتفاعل وبحضور للقلب. ففي لبنان هناك منكرات يجري السكوت عنها من قبل مراكزنا الروحية مسيحيّة كانت أو مسلمة، فنجد المؤسسات الدينية المسيحيّة غير معنيّة بالدور الإفسادي لمحطات تلفزة مسيحيّة الطابع. أمّا في عالم الإعلان، - فبرغم ما فيه من تجاوزات-، فإننا لا نسمع أي اعتراض من المراكز الروحية مسلمة كانت أو مسيحيّة. إذاً، هذا التكيّف مع المنكر يجب أن نتنبّه له ونحرص في المقابل على الالتزام بالحكم الشرعي لإحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإلاّ فلن نحافظ من الإسلام إلاّ على اسمه.
• برأيك ما هي أسباب تضييع فريضة الأمر بالمعروف وتفريغها من مضمونها؟
- أولاً- عدم إعطاء الأولوية لتدريس الفقه ونشر ثقافة الحكم الشرعي، وطغيان ثقافة تدريس المفاهيم الإسلاميّة العامة على حسابها. وهنا، - وبالعودة لمسيرة المقاومة الإسلاميّة وقبلها مسيرة الإمام الحسين عليه السلام نجد أنّها مسيرة الحكم الشرعي وتطبيق حدود الله-، يقول تعالى: ﴿ِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾، حدود الله التي يستشهد من أجلها المعصوم عليه السلام، وما تقدّم هو السبب الرئيسي لهذا التفريغ. ثانياً- التطبيق الخاطئ من بعض المبلغين والمتدينين. فرجل الدين إن فهم أن الأحكام الشرعية أو فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تخوّلني أن (أتفرعن) على الناس على قاعدة أنا ربكم الأعلى، وإذا قلت شيء فلا يعترض عليه، فجو المسجد هنا سيغدو شبيهاً بجو بلاط فرعون، فدكتاتورية رجال الدين أو المتديّنين تؤسس لتربية تجعل الناس مقموعين. ثالثا- الجهل بحقيقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو ما يجب تسليط الضوء عليه.
• وهنا نسأل عن حقيقة هذه الفريضة.
-هي ترتبط بمحاور جذرية في الفكر والسلوك:
1. كرامة الإنسان سواء كان آمراً بالمعروف وهي التي تخوّله الأمر به، أو كان مأموراً به، حيث إن كرامته في أن يجتنب المفاسد التي لا تتناسب مع إنسانيته.
2. حرية الإنسان، فهو ليس رقماً في صناديق الاقتراع، أو حبة في مسبحة السلطان، فهو حر يجب ألاّ يلتزم إلاّ بالحكم الشرعي فيخضع لله ولما أمره به سبحانه.
3. طبيعة نظام الحكم في الإسلام: وفيه العلاقة بين السلطة والناس ليست بين راعٍ وقطيعه (من الرعي)، بل من مفهوم الرعاية وقدرة التعامل مع الغير بدون استعباد أو عبوديّة. طبعاً المعصوم له شأن آخر وكل شخص أٌمرنا بطاعته كالولي الفقيه في حدود خضوعنا للحكم الشرعي، في حين أنّ كل فرد في المجتمع يمكنه أمر الحاكم بالمعروف ونهيه عن المنكر.
4. طبيعة المجتمع الإسلامي ودولته التي هي دولة القانون، فمنذ أبي البشر آدم عليه السلام حتى يومنا هذا، الفقه هو القانون، هو الذي ينظم المجتمع والعلاقات ما بين البشر بمختلف طبقاتهم. مما تقدّم، وإذا تنبّهنا إلى هذه الخصوصيات، ندرك أننا إذا أردنا إعادة الاعتبار إلى هذه الفريضة العظمى، فيجب أن نعيد الاعتبار لروح النقد وحريّة التعبير، وموقعهما أساسي ومهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
• إذاً، القضية الأخيرة هي الأساس في تفعيل فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
- برغم أننا في مرحلة ما بعد انتصار 2006 الذي ما تزال تداعياته متواصلة، وأننا في قلب الإمداد الغيبي، فمن من واجبنا أن نتنبّه إلى قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾. وعليه، يجب أن ندرك بأن المعركة التي خاضها المجاهدون ووفقهم الله تعالى لإنجازاتها الفريدة كانت لأجل ثقافة معينة، وأنّها من تجليات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا يجوز أن تنتشر المنكرات في مجتمعاتنا، فهي، أي المنكرات، الخطر الأول الذي يتهددنا لا تهديدات أمريكا وإسرائيل.
• ختاماً، ما هو واجب سائر الناس في هذا السبيل؟
-أستشهد بداية بقوله تعالى:
﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾. وعن الرسول الأكرم قوله صلى الله عليه وآله: "لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر. فإذا لم يفعلوا ذلك، نزعت منهم البركات وسلط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء". أمّا الإمام الصادق عليه السلام فيقول لبعض من أصحابه: "إنّه قد حق لي أن آخذ البريء منكم بالسقيم، وكيف لايحق لي ذلك وانتم يبلغكم عن الرجل منكم القبيح فلا تنكرونه عليه، ولا تهجرونه، ولا تؤذونه حتى يتركه". واجب الناس هو رفع الصوت بوجه المنكرات لأجل بعث ثقافة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي هي ثقافة مجاهدي المقاومة الإسلامية.