إعداد: فاطمة الجوهري غندورة
كلنا يقرأ عن تلوث الهواء خارج المنزل ويعي مسبباته وأضراره الجسيمة سواء على صحة الإنسان أم على نظام البيئة ككلّ. ولكن قليلاً ما يتم الحديث عن مشكلة تلوث الهواء داخل المنازل، رغم أنّ الدراسات أثبتت أن تأثير هذا التلوث وأضراره الصحيّة على الجهاز التنفسي والعصبي هي أكثر في نسبته من تأثير تلوث الهواء خارج المنزل؛ لكون أفراد الأسرة أكثر تعرّضاً لهذه الملوثات وأشد احتكاكاً بها على الرغم من قلة تركيزها. وقد عرف التلوث الداخلي منذ القدم بالذات في المناطق الريفية حيث يكثر استخدام الفحم والخشب والمخلّفات الزراعية كوقود، إلّا أنّ أنواع هذه الملوثات اختلفت وتنوعت في عصرنا. عن ماهية التلوث الداخلي أو تلوث الهواء داخل المنازل وتعيين مصادره وآثاره التقينا رئيس رابطة الأساتذة الجامعيين لحماية البيئة الدكتور نزار دندش لإفادتنا من خلال بعض الأسئلة حول هذا الموضوع.
* تلوث الهواء المنزلي
- بداية دكتور نزار ما المقصود بتلوث الهواء داخل المنزل؟
المقصود بأي نوع من التلوث هو وجود كمية من المواد تفوق المعدلات التي اعتاد عليها جسم الإنسان. ويكون الهواء ملوثاً إذا كانت فيه نسبة الأكاسيد أو ذرّات الغبار المتطايرة أو المركبات الكيميائية المختلفة أكبر من الكميات المعتادة التي يتحملها جسم الإنسان. فيما يعتبر الفضاء ملوّثاً إذا كان يشتمل على كمية من الإشعاعات الضارة.
* مصادر الملوثات
- حبذا لو تذكر لنا أهم الملوثات؟
الملوّثات كثيرة ويأتي في مقدّمتها:
1 - مواد التنظيف في المطبخ.
2- مواد تنظيف الأرض خاصة تلك الحاوية على مركبات الكلور. ولا بدّ هنا من أن نلفت نظر ربّة المنزل إلى أنّ مزج منظّفين للحصول على أقصى قوة للتنظيف يؤدي في أغلب الأحيان إلى تفاعل المواد الكيميائية التي تسبب نتائج صحية خطرة قد تصل إلى الوفاة.
3- دخان السجائر والنرجيلة.
4 - دخان وسائل التدفئة خاصة عند استخدام المواد النفطية والفحم الحجري.
5 - ذرات الغبار الداخلة أو الصادرة عن السجاد والموكيت والمفروشات.
6- المواد السامة في المفروشات مثل الألدهيدات والمواد اللاصقة وغيرها. فالفورما الدهيد يستخدم بشكل كبير في صناعة مواد البناء والأثاث ومواد مصنعة مثل اللواصق والصموغ وكمادة حافظة في الدهانات والتي قد تسبب أمراض المجاري التنفسية والصداع.
7 - مساحيق غسيل الثياب.
8 - المواد المطهرة والمحسنة للهواء (المزيلة للروائح).
9- مستحضرات التجميل والعطور وصبغات الشعر.
* أمراض مزمنة
- ما هي أبرز الأمراض التي تنتج عن هذه الملوثات؟
إن هذه المواد الزائدة من الملوّثات تتحول إلى مواد سامة داخل الجسم فتسبب له الأمراض المختلفة، التي منها: أمراض الحساسيّة في العيون أو الأنف أو الحلق، ومنها: التسمم، ومنها: الأمراض الأخطر التي تؤثر على أعضاء الجسم المختلفة مثل الرئتين والكبد والكلى والغدد والقلب وغيره ومنها ما يتعدى ذلك إلى الأمراض المزمنة وربما الخبيثة أيضاً؛ فالتدخين على سبيل المثال يعد سبباً رئيساً في الوفاة ومسبباً للسرطان وأمراض الرئة كما ويزيد من فرصة الإصابة بالالتهاب الشعبي والالتهاب الرئوي للأطفال.
* تهوئة المنزل أمر ضروري
أخيراً، ما هي النصائح التي ترشدنا بها للحدّ من خطورة هذه الملوثات؟
لكي نحد من خطورة هذه الملوثات لا بدّ أولاً من استعمالها في حدها الأدنى وحفظها خارج غرف النوم والجلوس والحرص على إبعادها عن الأطفال، ناهيك عن القيام بتهوئة المنزل، فالتهوئة ضرورية جداً لأنها تُخرج قسماً مهمّاً من هذه الملوثات، وتجدّد الهواء داخل المنزل، لذلك يتوجب على ربّات البيوت أن يحرصن على:
1- أن تدخل الشمس إلى منازلهن.
2- أن يدخل الهواء النظيف ويخرج الهواء الملوث.
3- أن تكون المنازل خالية من المواد السامة.
4- أن يكون المنزل خالياً من التلوث الكهرومغناطيسي.
5 - أن لا يتم تخزين العقاقير الطبية في المنزل، دون تهوئة إلى الخارج.
6- أن يتم حفظ المواد الضارة خارج الشقق السكنية.
7- منع التدخين داخل المنزل وزيادة التهوئة في مناطق التدخين لخفض كميات التلوث الداخلي كما ويتوجب امتناع النساء الحوامل عن التدخين.