نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

أدب ولغة: كشكول الأدب

إعداد: التحرير



* من فروق اللغة
بين الخوف والوجل: إن "الوجل" خلاف الطمأنينة. وجلَ الرجل، يوجل وجلاً، إذا قلق ولم يطمئن، ويقال: أنا من هذا على وجل، ومن ذلك على طمأنينة. ولا يقال: "على خوف" في هذا الموضع. وفي القرآن ﴿الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ (الأنفال: 2) أي إذا ذكرت عظمة الله وقدرته لم تطمئنّ قلوبهم إلى ما قدّموه من الطاعة، وظنوا أنهم مقصّرون فاضطربوا من ذلك وقلقوا، فالوجل هو انزعاج وقلق في الباطن وحصول حالة حركة واضطراب في القلب، يوجب سلب الطمأنينة في النفس وانخفاضها. وأما مفهوم الخوف والفزع من آثار هذا الوجل، فليس الوجل من الخوف في شيء (1). 

بين الريبة والتهمة: إنّ "الرّيبة" هي الخصلة من المكروه تظنّ بالإنسان، فيشكّ معها في صلاحه، و"التهمة" هي الخصلة من المكروه تظن بالإنسان أو تقال فيه، ألا ترى أنه يقال: وقعت على فلان تهمة إذا ذكر بخصلة مكروهة، ويقال أيضاً: اتّهمته في نفسي إذا ظننت به ذلك من غير أن تسمعه فيه. فالمتهم، هو المقول فيه التهمة، والمظنون به ذلك. والمريب، المظنون به ذلك فقط. وكل مريب متهم، ويجوز أن يكون متهمٌ ليس بمريب (2).

* وصيّة طفيلي
قال الطّفيلي لأصحابه: لا يهولنّكم إغلاق الباب، ولا شدّة الحجاب، وسوء الجواب، وعبوس البواب، ولا تحذير الغراب، ولا منابذة الألقاب؛ فإنّ ذلك صائر بكم إلى محمود النّوال، ومغن لكم عن ذلّ السؤال، واحتملوا اللّكزة الموهنة، واللّطمة المزمنة، في جنب الظفر بالبغية، والدرك للأمنية، والزموا الطَّوزجة للمعاشرين، والخفَّة للواردين والصّادرين، والتملَّق للمُلهين والمطربين، والبشاشة للخادمين والموكلين. فإذا وصلتم إلى مرادكم فكلوا محتكرين، وادّخروا لغدكم مجتهدين، فإنكم أحقّ بالطعام ممّن دُعي إليه، وأولى به ممن وُضع له، فكونوا لوقته حافظين، وفي طلبه مشمّرين، واذكروا قول أبي نوّاس:

 لنخمس مال الله من كلّ فاجر

وذى بطنة للطيّبات أكول(3).


* من غرائب الحكّام
لمّا وُلِّي عبد الملك بن مروان، أحد حكام بني أمية، الخلافة استهوته الدنيا فتغيّر حاله. ومما يحكى أنّه لما أتته الخلافة كان قاعداً يقرأ في المصحف فأطبقه، وقال: هذا آخر العهد بك. وكان في غاية من الشحّ، حتى كان يقال له رشح الحجر لبخله؛ لأنّ الحجر لا يرشح الماء إلّا نادراً (5).

* من أمثال العرب
"أجع كلبك يتبعك". يضرب هذا القول مثلاً للئيمٍ تذلّه فيطيعك. ويروى أن المنصور حبس أرزاق الجند وقال: "أجع كلبك يتبعك"، فقيل له: ربما أجعته فتبع غيرك، فوقر في نفسه وأخرج المال وأعطاهم (4).

* أسماء متراتبة
1- البكاء:

إذا تَهَيَّأَ الرَّجلُ للبكاءِ قِيلَ: أَجْهَشَ، فإنِ امْتَلأت عَيْنُهُ دمُوعاً قِيلَ: اغْرَورَقَتْ عَيْنُهُ، وَتَرَقْرَقتْ، فإذا سَالَتْ قِيلَ: دَمَعَتْ أو هَمَعَتْ، فإذا حَاكَتْ دمُوعُهَا المَطَرَ قِيلَ: هَمَتْ، فإذا كَانَ لبُكَائِهِ صَوْت قِيل: نَحَبَ وَنَشَجَ، فإذا صَاحَ مَعَ بُكائِهِ قِيل: أعْوَلَ (6).

2- الضَّحِكِ:
التَبَسُّمُ أوَّلُ مَرَاتِبِ الضَحِكِ، أما الإهْلاسُ فهو إخْفَاؤُهُ، والافْتِرَارُ والانْكِلالُ هما: الضَّحِكُ الحَسَنُ، والكَتْكَتةُ أشَدُّ مِنْهُمَا، ثُمَّ تأتي القَهْقَهةُ، ثُمَّ القرْقَرَةُ، ثُمَّ الاستِغْرَابُ، ثُم الطّخْطخَةُ، وهي أنْ يَقُولَ: طِيخِ طِيخِ، ثُمَّ الإِهْزَاقُ والزَّهْزَقَةُ هِيَ أنْ يذْهَبَ الضَّحِكُ بِهِ كلَّ مذْهبٍ (7).

3- الصَّمَمِ:
يُقالُ بــــ "أذُنِهِ وَقْر"، فإذا زَادَ فَهُوَ "صَمَمٌ"، فإذا زَادَ حَتَّى لا يَسَمعَ الرَّعْدَ فَهُوَ "صَلَخ"(8).

* في تفسير قول الناس:
﴿
حَسْبُنَا اللهُ قال تعالى على لسان المؤمنين: ﴿حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (آل عمران: 173) ومعناه: كافينا الله، من ذلك قوله تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (الأنفال: 62)، ومنه قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا. ومن ذلك قول الرجل للرجل: حسيبك الله، وفيه أربعة أقوال، قال قوم: الحسيب العالِم، ومعنى هذا الكلام التهدّد، فإذا قال الرجل للرجل: حسيبك الله فمعناه: الله عالم بظلمك، ومجازٍ لك عليه، وقال آخرون: إذا قال الرجل للرجل: حسيبك الله، فمعناه: المقتدر عليك الله. وقال آخرون: الحسيب الكافي، من قول الله عزّ وجلّ: ﴿عَطَاءً حِسَابًا (النبأ: 36): فإذا قال الرجل للرجل: حسيبك الله، فمعناه: كافياً إيّاك الله، وقالوا: لفظه لفظ الخبر، ومعناه معنى الدعاء، كأنه قال: أسأل الله أن يكفينيك. وقال آخرون: الحسيب المحاسب، فإذا قال الرجل للرجل: حسيبك الله فمعناه: محاسبك الله (9).

* ما يُقال وما لا يُقال
لا يُقالُ: "كأسٌ" إلّا إذا كان فيها شَرَاب، وإلا فهي "زُجَاجة".
لا يُقالُ: "مائِدةٌ" إلّا إذا كان عليها طَعَامٌ، وإلّا فهي "خِوَان".
لا يُقالُ: "كُوزٌ" إلّا إذا كانت له عُرْوَة، وإلّا فهو "كُوب".
لا يُقالُ: "قلَمٌ" إلّا إذا كان مبريَّاً، وإلّا فهو "أُنبوبَة".
لا يُقالُ: "خاتمٌ" إلّا إذا كانَ فيه فَصٌ، وإلّا فهُوَ "فَتْخَةٌ".
لا يُقالُ: "فَرْوٌ" إلّا إذا كان عليْهِ صُوف، وإلّا فهُوَ "جِلْد".
لا يُقالُ للسَّرِيرِ "نعْش" إلّا ما دامَ عليهِ المَيتُ.
لا يُقالُ لِلقوم "رُفْقةٌ" إلّا ما دامُوا مُنْضَمينَ في مَجْلِس واحدٍ، أو في مَسِيرٍ واحدٍ، فإذا تَفَرَّقوا ذَهَبَ عَنهُمُ اسمُ الرُفقَة، ولم يَذهَبْ عنهُم اسمُ الرَّفيق.
لا يُقالُ "نفَقٌ" إلّا إذا كان له مَنْفَذ، وإلّا فهو "سَرَبٌ".ولا يُقالُ "عَوِيلٌ" إلّا إذا كان مَعَهُ رَفع صَوْتٍ، وإلّا فهو "بُكَاء" (10).

* وصية حكيم
"يجب على الرجل أن يكون سخياً، ولا يبلغ التبذير، وأن يكون حافظاً، ولا يبلغ البخل، وأن يكون شجاعاً، ولا يبلغ التضييع، وأن يكون محترساً، ولا يبلغ الجبن، وأن يكون ماضياً، ولا يبلغ القحة، وأن يكون قوّالاً، ولا يبلغ الهذر، وأن يكون صموتاً، ولا يبلغ العيّ، وأن يكون حليماً، ولا يبلغ الذلّ، وأن يكون منتصراً، ولا يبلغ الظلم، وأن يكون أنِفاً، ولا يبلغ الزّهو، وأن يكون حييّاً، ولا يبلغ العجز" (11).


1.الفروق اللغوية، أبو هلال العسكري، ص 230.
2.م. ن، ص 264.
3.زهر الآداب وثمر الألباب، القيرواني، ج 4، ص 980.
4.جمهرة الأمثال، أبو هلال العسكري، ج 1، ص 111.
5.مآثر الإناقة في معالم الخلافة، القلقشندي، ج 1، ص 127.
6.فقه اللغة وسرّ العربية، النيسابوري، ص 106.
7.م. ن، ص 109.
8.م. ن، ص 112.
9.الزاهر في معاني كلمات الناس، ابن الأنباري، ص 9.
10.فقه اللغة وسر العربية، م.س، ص 25.
11.معجم الأدباء، ياقوت الحموي، ج 16، ص 110.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع