إعداد: نبيلة حمزي
الوشم هو رسم ثابت يُنفّذ على جلد الإنسان، وتُستعمل لذلك المواد الملونة والأدوات الثاقبة للجلد. قد يكون مرتبطاً أحياناً بالخرافات والتعاويذ الباطلة حيث إن قدماء المصريين كانوا يعتقدون أنه يشفي من الأمراض وأنه يدفع العين والحسد.
ويعتبر الوشم أحياناً أخرى نوعاً من افتداء النفس، فلقد كان من تقاليد فداء النفس للآلهة أو الكهنة أو السحرة الذين ينوبون عنها قديماً، إذ إن الظروف كانت تتطلب من الشاب أو الرجل، وفي مناسبات خاصة، أن يعرِّض جسده لأنواع من التشريط والكي على سبيل الفداء، ولتكسبه آثار الجروح مناعة، وتجلب له الخير!! ينفَّذ الوشم من خلال تقنيَّتين: الأولى من خلال أدوات ثاقبة للجلد، مثل الإبر والسكاكين الدقيقة التي تمكّن من إحداث جروح جلدية. أما التقنية الثَّانية، فتعتمد على ملوِّنات حيوانيَّة ومساحيق مختلفة من الكحل والفحم وعصارة النّباتات.
وقد تنبّهت كثير من الدول إلى ضرره فحاولت منع استخدامه، كما حذّرت لجنة أوروبية مختصة من أن هواة رسم الوشوم على أجسامهم يحقنون جلودهم بمواد كيمياوية سامة بسبب الجهل السائد بالمواد المستخدمة في صبغات الوشم. واعتبرت أن غالبية الكيمياويات المستخدمة فيه هي صبغات صناعية صُنعت في الأصل لأغراض أخرى مثل طلاء السيارات أو أحبار الكتابة. وسألت اللّجنة في بيان مصاحب لتقرير عن المخاطر الصحيّة للوشم وثقب الجسم "هل ترضى بحقن جلدك بطلاء السيارات؟". وأكد التقرير أنه إضافة إلى مخاطر العدوى بأمراض مثل فيروس (إتش آي في HIV) المسبب للإيدز والتهاب الكبد أو الإصابات البكتيرية الناجمة عن تلوث الإبر فإن الوشم يمكن أن يتسبب في الإصابة بسرطان الجلد والصدفية.
هذا وذكر أطباء استشاريون للأمراض الجلدية أن الوشم له تأثير سلبي على المخ والجهاز العصبي للإنسان مؤكدين أن الوشم يؤدي إلى إتلاف الجلد والأنسجة الموجودة تحته كما يفعل الحرق!! بالإضافة إلى ذلك، فإن الوشم يسبّب التهابـات جلدية خصوصاً الوشم "الأحمر" لاحتوائه على الزئبق والوشم "الأخضر" لاحتوائه على الكروم، ويسهّل انتقال الجراثيم، كما أن الأدوات المستخدمة في الوشم من إبر وقفازات غالباً ما تكون غير معقمة. أعزائي الشباب، ما أجمل أن نرسم في عقولنا صوراً ومخططات عن مستقبل واعد، لا أن نحقن أجسادنا بأحبار الجهل والضرر!