المبيدات الزراعية هي مواد كيميائية تقضي على الحشرات
وتكافح الآفات الزراعية, وتعالج الأمراض الفطرية, ولها تأثير سامّ بنسب متفاوتة على
الإنسان والحيوان والنبات. في الوقت الحاضر يتداول الإنسان ما يقارب (10000) نوع من
المبيدات وتصنف حسب عملها وفق ما يلي:
- مبيدات الحشرات (Insecticides).
- مبيدات الفطريات (Fungicides).
- مبيدات الأعشاب الضارة (Herbicides).
- مبيدات القوارض (Rodenticides).
وتصنف حسب تركيبها الصناعي العضوي إلى:
-مركبات الهيدروكربونات المكلورة.
- المركبات الفسفورية العضوية.
- الكاربامات.
- حموض الكلوروفينوكسي.
* مخاطر تفتك بالبيئة والإنسان
30% من مبيدات الآفات التي يجري تسويقها في البلاد النّامية سنوياً تشكّل خطراً على
الإنسان والبيئة، حيث إنها تخالف معايير النوعية المعتمدة دولياً. معطيات علمية
خطّتها الأرقام واستنبطتها المؤشرات. ولكن وبحسب منظمة الصحة العالمية (WHO) نجد أن
تصنيف المبيدات يندرج في ثلاث فئات وفقاً للجرعة القاتلة النصفية عن طريق الفم أو
الجلد (LD50) (عدد المليغرامات من العنصر الفعال في كل كيلو غرام من وزن المادة
اللازمة لقتل 50 في المائة من عينة حيوانات التجارب):
• الفئة الأولى وتنقسم إلى قسمين: شديدة الخطورة وعالية الخطورة.
• الفئة الثانية وهي متوسطة الخطورة.
• الفئة الثالثة وهي قليلة الخطورة
كما وتتحكم ثلاثة عوامل رئيسة في مدى الضرر الناجم عن استخدام المبيدات، ويتم
التعبير عن معطياتها باعتماد المعادلة الآتية:
الضرر = السمية × التلوث × وقت التعرض.
x Hazard = Toxicity x Contamination Occupational Exposure.
أما الطرق المعتمدة لتقليل هذا الضرر لأدنى المستويات فتعتمد على خفض واحد أو أكثر
من العوامل الرئيسة الثلاثة وهي السمية والتلوث ووقت التعرض. وقد أصبحت المبيدات
جزءاً لا يتجزأ من حركة الإنسان. فهي موجودة في كل كائن حي نباتي أو حيواني. وبما
أن الإنسان هو المستهلك الأخير في الهرم الغذائي، فإن هذه المبيدات ستنتقل إليه
بالتراكم عبر غذائه.
* المنظومة البيئية ضحية صامتة لاستخدام المبيدات
كان لاستخدام المبيدات الشأن الكبير في تلوث وتدمير الأنظمة البيئية وبالتالي إحداث
نوع من الاختلال المباشر في التوازن الطبيعي للبيئة والأحياء التي تعيش فيها.
فالخلل لحق بمكونات هذه الدورة بما فيها من أحياء ما أدى إلى انقراض بعضها وتكاثر
أعداد أخرى، بل ظهور كائنات جديدة من نوع معين لها صفات مكتسبة مقاومة للمبيدات
بأنواعها.
1 - تأثيرها على التربة
أحد أهم أسباب خصوبة التربة هو وجود الكائنات الحية التي تعيش فيها وتشكل بذاتها
حاجة ضرورية لها؛ لأنها تساعد على تفكيك الصخور والأحجار، وبالتالي تعوّض النقص
الحاصل في الطبقة السطحية، وتؤمن التهوية والتخلل اللازم لحياة النبات. ولكن
الزيادة الحاصلة في تركيز المبيد يؤدي إلى حرمان التربة من مركباتها الذاتية،
وبالتالي موت تلك الكائنات الحية وتوقف التحولات البيولوجية التي تلعب الدور
الجوهري في إحداث عملية التفكك والتحلل اللازم لخواص المبيد الأولية.
2 - تأثيرها على التنوع الحيوي
تتأثر النباتات بحسب نوعها بالمبيد، فبعضها يتحلّل في التربة ليعطي عناصر كربونية
ونيتروجينية تساعد على نمو البكتيريا والفطريات المتطفلة على النباتات وبالتالي تضر
بها, وبعضها الآخر ينعكس أثره سلباً على الفطريات, الموجودة حول جذور النباتات,
التي تلعب دوراً مهماً في مساعدتها على مقاومة الأمراض. ناهيك عمّا يحدث من حرق
للأوراق وأضرار ناتجة عن نفوذ المبيد إلى العصارة النباتية ما يؤثر على هرمونات
النباتات وأنزيماتها إضافة إلى حالات التحوّر المختلفة في شكل النباتات ما يبعث على
جفافها وبالتالي موتها. كما أن النّحل والحشرات الملقّحة تتأثر إلى حدّ كبير
باستخدام المبيدات فمعدل التّلقيح في الأزهار ينخفض، وتضعف قوة طواف النحل نتيجة
موت عدد كبير من العاملات ما ينعكس سلباً على محصول العسل والمحاصيل البستانية
نتيجة لعدم تلقيح الأزهار. وتحمل كل عبوة من المبيدات على غلافها ملصقاً ينبغي
للمستفيد قراءته بانتباه وتمعّن لاستعماله بالطريقة الصحيحة.
* الاحتياطات العامة للوقاية من التعرض المباشر للمبيدات
- ارتداء الملابس الواقية التي تمنع نفاذ المبيدات أثناء الرش:
• غطاء واق للرأس ونظارات واقية للعينين.
• قناع واق للوجه.
• أفرول عمل بقطعة واحدة.
• قفازات من المطاط أو البلاستيك.
• حذاء واق للقدمين.
- تجنب خلط أو تقليب محاليل الرش بواسطة اليد, بل بواسطة أداة خاصة للتقليب.
- تجنب الرش بعكس اتجاه الرياح.
- وجوب وضع لافتات على المساحات المرشوشة لمنع دخول هذه المناطق أو تناول ما فيها
من محاصيل الخضار أو ثمار الفاكهة.
- الامتناع عن التدخين أو تناول الطعام أثناء العمل.
- تجنب التغذية من الحشائش النامية في الحقول المعالجة بالمبيدات سواء للإنسان أم
للحيوان، مثل بعض أنواع الهندباء البرية وغيرها.
- تجنب غسل أدوات الرش في قنوات الري.
- تخزين المبيدات في مكان مغلق خارج المنزل.