الشيخ محمود كريم
إلى سيد الخلق وخاتم النبيين صلى الله عليه وآله في ذكرى مولده الشريف:
|
هَلْ بَعْدَ فقدِكَ للسُرورِ مَكانُ |
وبغيْرِ وجدِكَ فَرْحَةٌ وأمَانُ |
|
وَبِحَوْرِ عَيْنَيْكَ انْبِثَاقُ مَشَاعِرٍ |
وَبِلثْمِ خَدِّكَ يَعْقِلُ الوُجْدَانُ |
|
ولكَ الزَمَانُ وَمَا حوَتْ آنَاتُهُ |
وبِقَلبِ عُشَّاقِ الكَمَالِ حَنَانُ |
|
غَرِقَتْ بِكَ النَجْوَى ومَا أسِفَتْ لَهَا |
نَفْسُ الكَتُومِ ومَا اعْتَنَى الوَلهَانُ |
|
أو يُحزِنُ العطشانَ مبلغُ وردِهِ |
والمُبْحِرُوْنَ شَوَاطِئٌ وجِنَانُ |
|
وَلَقَدْ هَرَعْتُ أنَا الغَرِيْقَ لمَقْتَلِي |
فِي حُبِّهِ وَتَعَثَّرَ التِبْيِانُ |
|
وسَألتُ رُوَّادَ الطريقِ تَشَوُّقَـاً |
عَنْ نَارِهَا فَأجَابَنِي الشريانُ |
|
عَلَمُ الهُدَى لا يستضاءُ بشاهِقٍ |
قَلْبُ المحِبِّ لوَصْلِهِ البُرْهَانُ |
|
والنَبْضُ فِي عِلْمِ الغَرِامِ وشَرْعِهِ |
فَوْقَ الدَّلِيْلِ وحَسْبُهُ الخَفَقَانُ |
* * *
|
أكبَرتُ أنْ أصِلَ المرامَ بِأدمُعٍ |
ولَوِ اغتَذَى مِنْ فرعِهَا الطُوفانُ |
|
أكبَرتُ رُوحك أن تُنَالَ بأحرفٍ |
عَيْبُ الحُرُوفُ تَلفُّظٌ وَبَيَانُ |
|
أكبَرْتُ قلبَكَ أن يضُمَّ بوسعِهِ |
نَفْساً تُعَابُ ودأبُها المَيَلانُ |
|
أكبَرْتُ عَينَكَ أنْ تمُنَّ بلحظةٍ |
مَنْ فِي الخِيانَةِ شأنُهُ فَيُدَانُ |
|
أكبَرْتُ مِرآةَ الحقِيقَةِ ميلَهَا |
لِذَوِي النُفُوسِ فَيُخْرَقُ النُكْرانُ |
|
حسبِي بِأنْ عَلِمَ اللطِيفُ صَبَابَتِي |
وذَوَى بِحُبِّ مُحمَّدَ البُنْيَانُ |
|
وشَكَتْ إلى رَبِّ العِبَادِ جَورِاحِي |
أنْ نَالَ رَيْعَ شَبَابِها الرَجَفَانُ |
* * *
|
هَذِي قَصِيدَةُ والِهٍ وَمُتَيَّمٍ |
شوقَ الوِصَالِ وهمُّه الغُفرانُ |
|
يَمضِي عَلى هَدْيِ الرسُولِ وشرعِهِ |
فَشِعَارُهُ وَطَرِيقُهُ القُرآنُ |
|
فاشفعْ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ رَاجِيَاً |
ما خَابَ مَن بِحِمَى الرسُولِ يُصَانُ |