مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

قرآنيات: الحرب والسلم في الإسلام



آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي


يقول تعالى:
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.(البقرة: 217)

* ما هي الأشهر الحرم؟
إن الأشهر الحرم هي ثلاثة أشهر متعاقبة، ذو القعدة وذو الحجة ومحرم الحرام، بالإضافة إلى شهر رجب، حيث كُلف المسلمون بوقف القتال والهدنة مع الطرف الآخر الذي يقاتلونه أثناء هذه الشهور الأربعة في حال موافقة الطرف الآخر على ذلك، حتى لو كان المسلمون على حق في قتالهم.

* فلسفة تحريم القتال في الأشهر الحرم:

بما أن الإسلام دين الرحمة والسلام والإلفة، وينبذ الحرب وسفك الدماء والعنف، لذا أقرّ عوامل رادعة حتى في حالات الحروب المفروضة، منها حرمة القتال في الأشهر الحرم.

* المواجهة المستمرة بين المستكبرين والمسلمين:
لن يرفع المستكبرون في العالم أيديهم عن إيذاء المسلمين. وإذا تراجع المسلمون خطوة واحدة إلى الوراء، فإن أعداءهم يتقدمون إلى الأمام بذلك المقدار، ولن يرضى هؤلاء المستكبرون عنَّا إلاّ بتخلّينا عن الإسلام. لذا، يجب ألا نسعى لكسب رضى هؤلاء، بل العمل بواجباتنا فحسب.

* ضرورة البحث حول الحرب والسلام في الإسلام:

وذلك لمواجهة دعايات الأعداء المغرضة التي تسعى بشكل دائم إلى الترويج بأن الإسلام دين الحرب والعنف ولم يتقدم إلا في ظل السيف، وذلك بهدف إبعاد الناس عن الإسلام الذي مُلئ رحمة وعاطفة. وأيضاً لمواجهة التصرفات التي ترتكبها بعض المجموعات التي تقدم الإسلام على أنه دين عنف.

* المشكلات الثلاث التي يعاني منها المسلمون:

نحن المسلمين نمتلك تعاليم وثقافة قوية وغنية وراسخة، ولكننا نعاني في المقابل من ثلاث مشاكل أساسية يجب أن نعمل جاهدين على رفعها وهي:
1. عدم تضامننا وانسجامنا، لأننا لم نعمل بالآيات القرآنية والأحاديث الإسلامية الداعية إلى الوحدة والاتحاد والتضامن، إذ أحياناً نلاحظ أن جميع رؤساء الدول الإسلامية يجتمعون في مؤتمر واحد ويتباحثون ويتفاوضون فيما بينهم ظاهرياً، ولكنهم بعد انفضاض الجلسة والاجتماع يطعنون ظهور بعضهم بعضاً.

2. عدم تمييز الصديق من العدو. لذا، يقوم بعض المسلمين المنحرفين بمدّ أيديهم ووضعها في يد أمريكا وإسرائيل، حتى يقضوا على حزب الله في جنوب لبنان الذي يشكل رمزاً للمقاومة والصمود. من الذي أفشل خطة إسرائيل وجعلها تتخلى عن خريطتها دائمة التوسع لتنكفئ وتكفّ عن التوسع في الأراضي الإسلامية؟ ألم يكن حزب الله الذي حطّم أسطورة العدو الإسرائيلي في أنه لا يقهر أثناء حرب الثلاثة والثلاثين يوماً وأجبر إسرائيل على الانسحاب؟ نعم، لو عرفنا وميَّزنا نحن المسلمين بين أعدائنا وأصدقائنا، لما وصل حالنا إلى هذا السوء.

3. إن وسائل إعلامنا نحن المسلمين تعاني ضعفاً شديداً، على العكس من اليهود الذين يسيطرون على وسائل الإعلام العالمية، ويقومون بتحليل ونشر وبثّ أخبار العالم بالشكل الذي يناسب أهدافهم وسياساتهم.

* أهداف الحرب في عالم اليوم:
إن أهداف الحروب في نظر الإسلام تختلف بشكل مطلق عن أهداف ودافع عالم اليوم للحروب، إن عالم اليوم لا سيما الغربيين يسعون إلى تحقيق ثلاثة أهداف من إشعال الحروب، وكلها غير مقدسة وهي:
أ- الاستيلاء على مصادر ومنابع الثروة لدى الآخرين.
ب- الحصول على أسواق لصرف منتجاتهم.
ج- تعزيز مراكز نفوذها وسلطتها والسعي للتفوق والتسلط.

* الشعارات الكاذبة لمشعلي الحروب:
لا يدّعي أحد من مشعلي الحروب في العالم المادي هذه الأيام أنهم يقومون بذلك لرضى الله، ولكنهم يمتلكون ذرائع لخلق تلك الحروب والوصول إلى أهدافهم الثلاثة المذكورة، وتحت غطاء هذه الذرائع الثلاثة يشعلون الحروب.
1. حقوق الإنسان! تتذّرع بعض تلك الدول المذكورة التي تسعى إلى تحقيق الأهداف الثلاثة المذكورة بحقوق الإنسان، ويهيئون الرأي العام العالمي لذلك بدعاياتهم لشن الحرب على دول ما، ثم يقومون تحت غطاء ذلك الشعار الكاذب بالهجوم على تلك الدولة ويحتلونها، ولكنهم في الحقيقة يسعون إلى تحقيق أهدافهم المذكورة.

2. الديمقراطية! إن حكم الشعب عبر الشعب هي ذريعة أخرى بيد مشعلي الحروب.

3. الحرية! إنّ الغطاء الكاذب الآخر لمشعلي الحروب يتمثل في عدم وجود حالة الحرية في الدولة التي ينوون الهجوم عليها، فيحتلون الدول الأخرى للتبشير بالحرية، وباسم الحرية يسيطرون على شعوب وحكومات تلك الدول بهدف تحقيق أهوائهم الشخصية. ولعل من المثير للاهتمام أن مشعلي الحروب أنفسهم ليسوا متمسكين أبداً بحقوق الإنسان والديمقراطية والحرية، إذ ما هو حجم مراعاة حقوق الإنسان في أمريكا؟ وما هي الهوة التي تفصل أصحاب البشرة البيضاء عن الزنوج في أمريكا؟ وحول الحرية فإن ملف هؤلاء مظلم وشديد السواد، إذ عندما يقوم شخص ما بإنكار ارتكاب النازيين لمجازر بحق اليهود أو المحرقة اليهودية، أو أراد أن يتحدث في هذا المجال أو يبحث فيه أو أن يكتب مقالة فإنهم يلجأون إلى قتله أو إلقائه في السجن، ما هذه الحرية التي تتعامل مع العالم بهذا الشكل؟

* أهداف الحرب في الإسلام:
إن للإسلام أهدافاً أخرى من الحروب، تتجاوب مع الفطرة الإنسانية السليمة. ولأجل توضيح هذا البحث، نتوجه إلى القرآن الكريم الذي يعتبر أهم وأصل التعاليم الإسلامية، حيث تتضح من تلك الآيات أربع أهداف للحروب، نوردها فيما يلي:
1. الدفاع عن كيان الإسلام والمسلمين: من أهداف الحروب من وجهة نظر الإسلام الدفاع عن النفس والمال والعرض. وما يجلب الاهتمام أن أغلب الحروب الإسلامية كان لها جانب دفاعي. ونزلت آيات متعددة حول الجهاد الدفاعي، نشير إلى نماذج منها فيما يلي:
أ- يقول تعالى في الآية (39) من سورة الحج: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ. هذه الآية الكريمة صريحة في الحرب الدفاعية، وتأذن للمظلومين أن يدافعوا عن أنفسهم في مواجهة ظلم الظالمين.

ب- الآية الثانية هي الآية الشريفة (190) من سورة البقرة حيث يقول تعالى: ﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ تصرح هذه الآية الشريفة بأنه إذا تعرضتم للهجوم فيجب أن تقاتلوا وتدافعوا عن أنفسكم، ومع ذلك اجتنبوا الإفراط في الحرب الدفاعية كذلك. نعم، من وجهة نظر الإسلام، أثناء المعارك والقتال، فإن للأطفال والشيوخ والحيوانات والأشجار ومياه الشرب عند الأعداء حق الأمان، وإن استخدام أسلحة الدمار الشامل ممنوع في الإسلام.

ج- الآية (13) من سورة التوبة من الآيات الأخرى التي تسلّط الضوء على الجهاد الدفاعي: يقول تعالى: ﴿أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ. طبقاً لهذه الآية الشريفة فإن المسلمين مكلّفون بقتال من بدأهم بالقتال، والذين قاموا بإخراج الرسول والمؤمنين من ديارهم، والذين لم يفوا بعهودهم ومواثيقهم تجاههم في استمرار العداوة، فهل يعد مثل هذه الحرب غير مشروعة في أي دين أو مذهب أو عقل أو منطق؟ إن الإسلام يأمر المسلمين ألا يسكتوا مقابل ظلم الظالمين بل أن يقوموا ويثوروا عليهم، حتى وإن كان عدد هؤلاء المظلومين قليلاًَ، وعليهم ألاّ يخشوا القلّة لأن الله سوف يؤيدهم بنصره. لقد انتصر حزب الله في لبنان على عدو مسلّح حتى العظم مع قلة العدد، لأنهم توكلوا على الله فأيدهم بنصره.

د- الآية (90) من سورة النساء من الآيات الأخرى التي تؤيد الجهاد الدفاعي يقول تعالى: ﴿فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً. إن هذه الآية الشريفة تأذن باستمرار الحرب ما دام العدو مستمراً فيه، فبمجرد قيام العدو بإلقاء سلاحه والتوقف عن الحرب، فإن المسلمين مكلّفون بالتوقف عن الحرب كذلك وقبول الهدنة.

هـ- الآيتان (8) و(9) من سورة الممتحنة من الآيات الأخرى التي تدل دلالة واضحة على الجهاد الدفاعي، يقول تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ. وقد استدللنا في الفقه بهذه الآية الشريفة على أن الاحترام لا يشمل الكفار الذميين فحسب، بل يشمل جميع الكفار غير الحربيين منهم. وبناء على هذه الآية الكريمة، لا يحق لنا نحن المسلمين قتال الدول التي لا تقاتلنا فحسب، بل إننا نستطيع أن نقيم معها علاقة صداقة، وإن قطع علاقة الصداقة يشمل فقط الدول التي هي في حال حرب مع المسلمين والذين قاموا بإخراج المسلمين من ديارهم وأموالهم وشرّدوهم. وبناء على هذه الآية الكريمة، لا يحقّ لأية دولة إسلامية أن تقيم علاقة مع أمريكا وإسرائيل اللتين قد تلطخت أيديهما بدماء المسلمين، ألم تقم إسرائيل بتشريد المسلمين الفلسطينيين بدعم من أمريكا؟! لذا، كيف تقوم بعض الدول الإسلامية بمدّ يد الصداقة إلى هذه الدولة الغاصبة؟

و- يقول تعالى في الآية (60) من سورة الأنفال: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ. لقد أكدت هذه الآية الكريمة على ثلاث نقاط أساسية وهي:
1. الجهوزية الكاملة بكلّ القدرة والقوة.
2. التجهيز بأنظمة القتال الفعّالة.
3. إرعاب العدو.

2. الهدف الثاني للحرب في الإسلام هو حماية المظلومين والدفاع عنهم: يأمر الإسلام المسلمين بمقاتلة الظالمين لحماية المظلومين وإنقاذهم من ظالميهم، حتى وإن كان المظلوم غير مسلم. وإن الآية الشريفة (75) من سورة النساء وثيقة دامغة على هذا المدعى، حيث يقول تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا.

3. إيقاف المواجهات بين الدول الإسلامية: إن الهدف الثالث من الحروب في المعارف الإسلامية هو إيقاف المواجهات والمنازعات التي يمكن أن تحدث بين قبيلتين مسلمتين أو بين دولتين إسلاميتين. وهذا ما يعبّر عنه في هذه الأيام بقوات حفظ السلام في العالم، وتشير الآيتان (9) و(10) من سورة الحجرات إلى هذا النوع من الجهاد، حيث يقول تعالى: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. ونستفيد من الآيتين الكريمتين ً أنه يجب أن لا يقف المسلمون في قبالة النزاعات الفردية أو الجماعية بين المسلمين الآخرين موقف المتفرج.

4. الحرب لإخماد نار الفتنة: من الأهداف الأربعة للحروب من المنظور الإسلامي الجهاد لإخماد نار الفتنة، حيث أشار القرآن إلى ذلك في الآية (39) من سورة الأنفال، حيث يقول تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ. والفتنة في هذه الآية تعني الفساد الكبير. وللأسف الشديد نعيش في عالم لا يعتبر فيه مثيرو الفتن والساعون إليه قليلين، بل إن عجلة حياة الدول الاستعمارية تدور على محور الفتنة والفساد.

* الصلح والسلام في الإسلام:
إن القاعدة في الإسلام هي السلام، أما الحرب فاستثناء، لأن للحرب تكاليف وخسائر غير قابلة للتعويض وتمتد آثارها ونتائجها الصعبة حتى مئة عام أحياناً. وبناء على ما ورد في التاريخ، فإن عدد قتلى الحروب التي خاضها رسول الله صلى الله عليه وآله أو التي خيضت في عصره لم تتجاوز ألف شخص. أما الحرب العالمية الأولى، فقد وصل ضحاياها إلى عشرة ملايين قتيل وعشرة ملايين من الجرحى والمصابين. وأما هدية الحرب العالمية الثانية فقد كانت ثلاثين مليون قتيل، وثلاثين مليون معاق، وإن شنت حرب عالمية ثالثة - لا سمح الله - فإن إحصاءات الخسائر سوف تزيد عن أكثر من مئة مليون. لذا، يعارض الإسلام بشدة مبدأ الحروب ويدعو بشدة إلى السلام والصلح. وما دام الأعداء لم يفرضوا حرباً على المسلمين، فإنهم متمسكون بالسلام، أما إذا تعدى متعدٍّ على حريم المسلمين وقام بشن الحروب عليهم، فلن يقصر المسلمون وسوف يواجهون ذلك بحزم وشجاعة.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع