زينب ترمس سعد(*)
تتعدّد أنواع الفيتامينات والأملاح المعدنيّة والعناصر
الغذائية التي يحتاجها جسم الإنسان، وتختلف نسبة احتياجه لكلّ منها باختلاف عمره
وجنسه ونظامه الغذائيّ، إلى جانب اختلاف دور هذه العناصر الغذائيّة، فمنها ما هو
ضروريّ بشكل يوميّ، ومنها ما تقلّ حاجته عن ذلك.
* الفيتامينات والأخطاء الشائعة
من الأمور الشائعة الخاطئة أنّ كلّ ما هو مركّب طبيعيّ يمكن تناوله بشكل عشوائيّ
دون وصفة طبيب مختصّ، كأقراص الفيتامينات، أو المتمّمات الغذائية، أو شراب
الفيتامين (C) المركّز (المعروف بالفوّار)، أو الشراب المركّز بالأملاح المعدنية
(المعروف بالمصل)، إلى جانب مشروبات البروتين، التي يلجأ إليها كثير من الرياضيّين.
ولكنّ هذه وغيرها من المركّبات الغذائية يجب عدم الإفراط في تناولها، حيث لا يستطيع
الجسم تصريف الفائض منها، دون الوقوع في عوارض سلبيّة. كما يجب السعي إلى تحصيلها
من مصادرها الطبيعية في الأطعمة بقدر حاجة الجسم لا أقلّ ولا أكثر.
لذا من المهمّ التعرّف إلى أهمّ أنواع هذه المتمّمات ومخاطرها ومصادرها الطبيعية
وأهم أدوارها.
* المتمّمات الغذائية: مصادرها ومخاطرها
1- الفيتامين B3 المعروف بالنياسين (Niacin):
يُستخدم عادة كأقراص بنسبة مكثّفة؛ لتحسين مستوى الكولستيرول والدهون في الدم.
ولكنّ إدخال نسبة عالية منه إلى الجسم قد يؤدّي إلى:
- عدم وضوح في الرؤية.
- اللعيان والتقيّؤ.
- هيجان مؤلم في مساحة الجلد كافّة مُرفق باحمرار وحكّة.
- تضرّر في الكبد.
علماً أنّ هذا الفيتامين متوفّر في الحليب، البيض، اللحوم، الدواجن، السمك، الحبوب
الكاملة (غير المقشورة) ومُجمل الأطعمة الغنيّة بالبروتينات.
2-الفيتــاميـــن B6 الـمعــــروف بالبيريدوكسين (pyridoxine):
يُنصح بتحصيله من اللّحوم والأسماك والدواجن، البطاطا، الصويا، الحبوب، الفواكه غير
الحمضيّة؛ إذ إنّ أخذ نسبة عالية منه قد تتسبّب بـ:
- الصداع - التعب في العضلات – الإرهاق - التوتّر والكآبة - ومشاكل في الجهاز
العصبيّ.
3- الفيتامين B9 المعروف بالفوليك أسيد (Folicacid):
وهو من أهمّ الفيتامينات للدم وتكوين الخلايا، لكنّ الإفراط في تناوله من الكبسولات
قد يؤدّي إلى حجب النقص الموجود للفيتامين B12 المفيد للدم أيضاً.
لذا يُنصح بتحصيله من الخضراوات الخضراء والبذور، الحبوب، الكبد، والأطعمة المدعّمة
به.
4- الفيتامين (C):
وهو متوفّر بشكل واسع في بعض الأطعمة كالحمضيّات، والفواكه، والخضار الخضراء
كالبروكولي وغيرها من البندورة، والفريز والمانغا و...
وهو يتوفّر في أقراص الفوّار التي غالباً ما يأخذها المصابون بالزكام أو التعب،
لِما لهذا الفيتامين من دور في محاربة الرشح والزكام وتنشيط الجسم.
ولكنّ الإفراط في تناول الأقراص التي تحتوي نسباً عالية من الفيتامين (C) قد يؤدّي
إلى الإصابة بالعديد من العوارض السلبيّة التالية:
الغثيان - الإسهال - حصى الكلى - الصداع - تشنّجات المعدة - هبّات جلديّة ساخنة.
5- الفيتامين (A):
وهو فعّال في تنشيط المناعة، والحفاظ على بشرة نضرة، وزيادة القدرة على الإنجاب.
وهو متوفّر في الخضار الخضراء، والفاكهة الملوّنة والبرتقالية، والحليب المدعّم به
ومشتقّاته.
ولكن مع أهميّته يجب الالتفات إلى أنّ تناوله بنسبة عالية قد يؤدّي إلى: وجع
المفاصل - تأخّر التئام الجروح - صداع - غثيان وتقيّؤ - إسهال - وجع البطن - ضعف
الشهيّة - تساقط الشعر وتكسّر الأظافر - مشاكل عند الجنين.
6- الفيتامين (D):
وهو فيتامين يعمل على تقوية العظام، ومنع ترقّقها والحدّ من الخمول وغيره.
هذا الفيتامين يصنعه الجسم عبر التعرّض لأشعة الشمس، كما إنّه متوفّر في الأطعمة
المدعّمة به كالحليب ومشتقّاته، إلى جانب البيض والسمك.
وغالباً ما يتوفّر هذا الفيتامين على شكل كبسولات، ولكن يجب الحرص على عدم الإفراط
في تناوله؛ لتجنّب هذه الآثار:
كَثرة التبول - فقدان الشهية - حصى الكلى - العطش الزائد - ارتخاء العضلات - ووجع
المفاصل - الغثيان والتقيؤ.
7- البروتينات الصناعية:
تتعدّد أسباب تناول هذه البروتينات الصناعيّة، فالرياضيون يتناولونها لزيادة الكتلة
العضليّة، وآخرون يتناولونها لخسارة الوزن أو الحصول على نوم أفضل، أو لتخفيف بعض
الآلام والحدّ من الكآبة. لكن كلّ هذه المبرّرات ليست أسباباً وجيهةً لتناول هذه
البروتينات؛ إذ من السهل جداً تحصيلها من الأطعمة كالحليب واللحوم، والدجاج،
والأسماك، والحبوب وكافّة مشتقّات الحليب.
* لا تتسرّع في تناولها
هل تعلم أنّ هذه البروتينات الصناعيّة لها بعض السلبيّات؟ منها:
أ- تُعتبر هذه البروتينات غالية الثمن مقارنةً بالبروتينات الطبيعية، التي يمكن
تحصيلها من الطعام.
ب- لا يَهضم الجسم البروتينات المصنّعة بشكل سليم، كما يفعل بالبروتينات الطبيعيّة.
ج- إنّ تناول البروتينات الصناعيّة بنسبة عالية، قد يؤدّي إلى مشاكل في الكلى.
د- قد يؤدّي الإفراط الشديد في تناول هذه البروتينات إلى الموت.
* المتمّمات الغذائية: لمن؟
1- يحقّ للذين يعانون من نقص في أحد العناصر الغذائية تناول المتمّمات بمقدار لا
يُعالج بالنسب المتوفّرة في الطعام.
2- يحقّ تناولها للذين يعجزون عن تحصيل حاجاتهم الغذائية عبر الطعام (كالعجَزة غير
القادرين على المضغ أو الرُضَّع غير القادرين على تحصيل الحديد من اللحوم وغيرها).
3- يحقّ للذين يتّبعون نظاماً غذائياً محدوداً، لا يشمل الفئات الغذائية كافّة
كالنظام الغذائيّ النباتيّ، فقد يحتاج هؤلاء إلى تناول كبسولات الفيتامين B12.
4- النساء اللواتي يخسرن كميّة كبيرة من الدم في فترة الحيض، قد يحتجن إلى نسبة من
الحديد.
5- الذين يعانون من حساسيّة معينة من بعض أنواع الطعام كالحساسيّة من الحليب
ومشتقاته، هؤلاء قد يحتاجون إلى كبسولات الكالسيوم.
6- الذين يمرّون بمراحل معيّنة يحتاجون فيها إلى نسبة أعلى من بعض العناصر
الغذائيّة كالحامل مثلاً.
7- الذين يعانون من بعض الأمراض أو الجروح أو الحروق البليغة أو مشاكل في امتصاص
بعض العناصر الغذائية.
ويبقى "الغذاء المتوازن خيرٌ من قنطار متمّم غذائيّ".
(*) أخصائيّة تغذية.