نبيلة حمزي
الشمس نعمة من نعم الله عزّ وجلّ. ولأشعّة الشمس فوائد
صحية عديدة، تجعل كثيراً من الناس يعتقد أنّها مفيدة دائماً، فيتمادون في تعريض
أجسامهم لها.
صحيح أنّ مدّة التعرّض لأشعة الشمس خلال الحياة العادية غير إرادية وتحدث خلال
قيامنا بنشاطاتنا اليومية كالقيادة والاعتناء بالحديقة والمشي نحو السيارة أو مكان
العمل. ولكن قد يؤدّي تعرّضنا لأشعة الشمس في أوقات معيّنة وأثناء ظروف معيّنة إلى
ما يعرف بضربة الحرارة، أو كما هو شائع "ضربة الشمس"، التي هي شَكل من فرط الحرارة
أو الأمراض الناتجة عن الحرارة، ينتج عنها ارتفاع غير طبيعيّ في حرارة الجسم تصحَبه
أعراض جسدية تتضمّن تغيّرات في وظيفة الجهاز العصبيّ. وتعدّ ضربة الشمس حالة طبية
تحتاج إلى إسعاف سريع؛ لأنّها قد تكون مميتة إنْ لم تعالج فوراً، وكما ينبغي.
•أعراض ضربة الشمس
من أعراض "ضربة الشمس":
1- ارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية لأكثر من 40,5° درجة مئوية، وأحياناً يكون
الإغماء العلامة الأولى.
2- الصداع.
3- الدوخة.
4- قلّة التعرّق بالرغم من الحرارة العالية.
5- علامات جلدية: جفاف، سخونة واحمرار.
6- التشنّجات والضعف العضلي.
7- الغَثيان والتقيّؤ.
8- تسارع ضربات القلب، وأحياناً قد تكون بطيئة.
9- التنفّس بصعوبة أو بسرعة.
•الإسعافات الأولية
في حال الاشتباه بإصابة شخص ما بضربة الحرارة أو "ضربة الشمس"، يجب الاتّصال
بالإسعاف مباشرة أو نقله على وجه السرعة إلى أقرب مستشفى؛ لأنّ أيّ تأخّر في الوصول
إلى المساعدة الطبية قد يكون مميتاً.
وتبدأ الإسعافات الأولية في أثناء انتظار المساعدة الطبية، حيث يجب نقل المصاب إلى
مكان فيه هواء أو مُكيّف أو على الأقلّ إلى الظلّ وإزالة أيّ ثياب غير ضرورية عنه.
ويجب قياس درجة حرارة الجسم الداخلية والشروع في الإسعافات الأوّلية لخفض الحرارة
إلى 38°. وفي حال عدم توفّر ميزان حرارة، يجب عدم التردّد في بدء الإسعافات الأولية.
•تبريد سريع
يُمكن اتّباع استراتيجيات التبريد التالية لتبريد سريع للمُصاب:
1- تبليل جسد المُصاب باستخدام إسفنجة مُتشرّبة بالماء، مع استخدام مروحة هوائية
موجهة فوق رأسه، لا عليه مباشرةً.
2- وضع كمّادات ثلج على الحفرة الإبطية والمنطقة الأربية (أصل الفخذ) والرقبة
والظهر؛ لأنّ هذه المناطق مليئة بالأوعية الدموية القريبة من الجلد، وبالتالي قد
يؤدّي تبريدها إلى خفض حرارة الجسم.
3- غمر المريض في حوض استحمام مليء بماء بارد، أو غسله بماء مثلج.
•الوقاية من ضربة الشمس
يمكن الوقاية من ضربة الحرارة أو ضربة الشمس عادةً بأخذ احتياطات ضروريّة عندما
يكون الطقس حاراً جدّاً في الصيف، واعتماد النصائح التالية للوقاية من الحرارة
والمشاكل الناجمة عنها:
أولاً: الابتعاد عن الحرارة ومصادرها
1- عدم التعرّض لأشعّة الشمس بشكل مباشر، من الساعة 11 صباحاً إلى 3 مساءً.
2- في حال الاضطرار إلى الخروج في الحرّ الشديد، يجب السير في الظلّ واستخدام كريم
واقٍ من الشمس، ولبس قبعة ووشاح خفيف، أو استخدام مظلّة أيضاً.
3- تجنب الإجهاد الجسديّ المفرط تحت الشمس.
4- لبس ثياب قطنية خفيفة.
5- في حال السفر إلى بلدٍ حارٍّ، يجب الحذر خلال الأيام القليلة الأولى، حتّى يعتاد
الجسم على درجة الحرارة.
ثانياً: تبريد الجسم
1- شرب كميّة كافية من المشروبات الباردة، وتجنّب شرب الكافيين والمشروبات الحارّة.
2- تناول أطعمة باردة، وخصوصاً السلطة والفواكه الغنيّة بالماء.
3- الاستحمام بماء معتدل البرودة.
4- رشّ الجلد أو الثياب بالماء، أو وضع قطعة قماش مبلّلة خلف الرقبة.
ثالثاً: مراقبة علامات الجفاف
من العلامات التي تدلّ على حدوث الجفاف: قلّة التبوّل أو لون البول الداكن، وعندها
يجب شرب كمية أكثر من السوائل.
رابعاً: الحفاظ على برودة المنزل
1- إبقاء النوافذ والستائر المطلّة على الشمس مغلقة أثناء النهار، وفتح النوافذ في
المساء عندما تنخفض درجة الحرارة.
2- النوم في غرفة باردة قدر الإمكان.
3- استعمال المراوح الكهربائية أو المُكيّفات قليلاً.
4- عدم تشغيل المعدّات الكهربائية والمصابيح غير الضرورية؛ لأنّها تولّد حرارة.
خامساً: الاهتمام بمن حولنا
1- الانتباه للأشخاص المنعزلين والمسنين والمرضى والصغار، والتأكّد من وجودهم دوماً
في مكان معتدل الحرارة.
2- عدم ترك الرضّع والأطفال والمسنّين وحدهم في السيارات المتوقّفة في مكان مشمس.
تذكّر: شمس الصيف جميلة وأشعتها منعشة، ما دمنا نُحسن التعامل مع حرارتها،
والاستفادة من فوائدها.
عطلة صيف ممتعة.