داليا فنيش
هل قضْم الأظافر مشكلة تحتاج إلى التوقّف عندها واستشارة متخصّصين، أم هي أمر طبيعيّ؟ كيف يمكن معرفة أسبابها، ومعالجتها بطريقة صحيحة؟
هذه الحالة، قضم الأظافر، تعبّر عن قلق الطفل، وهي وسيلة لتخفيف حدّة شعوره بالقلق. فالتوتّر الذي ينتاب الطفل يدفعه إلى وضع شيءٍ في فمه، فيلجأ إلى قضم الأظافر، وهو غير مرتبط بمرض أو عارض نفسيّ معيّن، ويزداد عند الملل والغضب.
*في أيّ مرحلة عمرية يبدأ قضْم الأظافر؟
ما يقارب 60% من الأطفال و45% من المراهقين يقومون بقضْم أظافرهم! فهي أكثر العادات العصبيّة شيوعاً، وقد تظهر في عمر الرابعة أو الخامسة، ويمكن أن تستمرّ لفترات متقدّمة من العمر، ونسبة 10% منهم تبقى لديهم المشكلة حتّى العشرين، وهي عند الإناث أكثر منها عند الذكور.
هذه العادة شائعة بكثرة، ويجد الأهل صعوبة في تغييرها، وهي تأخذ أشكالاً متعدّدة، منها:
1- قضم أظافر الأيدي.
2- قضم أظافر الأرجل.
*أسباب قضم الأظافر
القلق هو السبب الأساس للمشكلة، فقد يبدو قلق الطفل بسيطاً أحياناً، لكن ينبغي مراعاته، فهو مخلوق ضعيف وحسّاس، فلا يمكن إخضاعه لمقاييس الكبار. وتتعدّد أسباب القلق عنده، منها:
1- توتر في العلاقة بين الطفل ووالديه.
2- توتر بين الطفل وأقرانه.
3- انتقال الطفل من مرحلة الرضاعة التي يكون مرتبطاً فيها بأمه إلى الاختلاط بالمجتمع الخارجيّ في محيط الأسرة.
4- تغييرات حياتية: حدوث تغييرات كثيرة في حياته في الوقت نفسه، مثل: الذهاب إلى الحضانة، إصابته بمرض طويل المدى أو قدوم مولود جديد للأسرة.
5- سوء التوافق الانفعاليّ: قد يمارس عادة قضم الأظافر رغبة في إزعاج الوالدين ومعاقبتهما بها.
6- شعوره بالسخط: عقاب الطفل لنفسه، نتيجة غضبه وشعوره بالسخط.
7- شعوره بالفشل أو خيبة الأمل: إحاطته بتوقّعات أكبر منه، عندما يشعر بعدم قدرته على تحقيق ما يُتوقّع منه، فيظهر عليه التوتر والقلق.
8- تقليد الآخرين: عندما يحاول الطفل أن يُثبت للكبار قدرته على مجاراتهم أو انعكاس قلقهم الخاص، الذي يظهر عليهم كقضم الأظافر.
*الآثار السلبية الناتجة عن قضم الأظافر
1- تشوّه الأسنان.
2- صعوبة في التنفس.
3- تشوّه الوجه.
4- الانقطاع عن العالم الخارجيّ، لأنّه محطّ للسخرية منه.
5- إخلال بالنشاط اليوميّ الذي يشغل ذهنه وقواه العقلية، فعدم الانتباه يقلّل من تفاعله.
6- تأثّر لغته وتطوّر قدرته التعبيريّة سلباً.
*متى يكون قضم الأظافر خطيراً ويحتاج إلى مساعدة متخصّصين؟
1- عندما يقوم بقضم أظافره بشدّة ويجرح نفسه.
2- استخدام سلوكيّات كقَرصِ نفسه أو شدّ رموشه أو شعره.
3- إذا تغيَّر نمطه في النوم بشكلٍ ملحوظ.
4- إذا أصبح عدوانيّاً مع الآخرين.
5- عند انزوائه.
*كيف تعالجين المشكلة؟
1- حدّدي سبب توتّر الطفل من خلال الملاحظة ومراقبة الحوادث التي تزيد من قضمه.
2- ابحثي عن سبب قلقه حتّى تفهمي مشكلته للبحث عن الحلّ.
3- قلّمي أظافره بانتظام.
4- شجّعيه ليعبّر عن مشاعره وأفكاره دون قلق.
5- عرّفيه مدى خطورة العادة وأثرها على صحّته، وعلى تشويه شكل يديْه، بكلمات مشجّعة تبثّ الثقة في نفسه.
6- اتّفقي معه على علامة سريّة لتنبيهه أمام الآخرين.
7- ألبسيه قفازات أو ضعي لواصق طبية على أطراف أصابعه، ويمكنك أن تفعلي في أظافرك كذلك مع القول: "أخشى أن أنسى وأقوم بهذه العادة السيئة، أريد أن يكون مظهر أظافري جميلاً".
8- ضبط مشاعر الأهل أمامه وعدم التصرّف بانفعال عند رؤيته يقضم أظافره.
9- عدم محاولة ضربه أو إهانته والسخرية منه، بل توفير جوّ من الأمان والمحبة لخفض التوتر لديه.
10- يجب ملء فراغ الطفل بأمور تسلّيه، والاهتمام بتمضية وقت أكبر من قبل الأهل معه.
11- إشغال يديه قدر المستطاع باللّعب أو بالكتابة أو الرسم.
12- مكافأة الطفل بتعزيز سلوكه عندما لا يقوم بقضم أظافره، أو عند التقليل من هذه العادة، بجائزة يحبّها.
13- عند تلويث إصبع الطفل بأيّ مادّة كريهة الطعم، ينبغي أن نفهمه أننا نفعل ذلك لتذكيره فقط وليس لنعاقبه.
14- التدريب على زيادة الوعي: وضع مرآة أمام الطفل صباحاً ومساءً نصف ساعة، فحين يهمّ بقضْم أظافره سيتفاجأ بسلوكه، مع تدريبه على ترديد عبارة: "لن أقضم أظافري" كلّما كرّر الفعل.