مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

تربية: أعلى حاجات طفلي... تقدير ذاته


داليا فنيش(*)


احترام الذات هو صورة يحملها الطفل في ذهنه عن نفسه، وتتكوَّن من الخبرات، وتتأثّر بشكل قويّ بالرسائل التي يتلقّاها من الآخرين. فالتقدير الجيّد يعني الشعور بالحبّ، التقبّل، الثقة، القدرة على الإنجاز والنجاح، الشعور بالرضا والطمأنينة. وإنّ عدم تقدير الطفل لذاته أمر مخيف، حيث يجعل منه أسوأ عدوّ لنفسه.

* كيف يبدأ احترام الذات؟
1 - الحبّ والتقبّل والتشجيع:
- عبّر له عن الحبّ يومياً، من خلال التلفُّظ بكلمات جميلة، اللمس والعناق. اكتب له خطابات وملاحظات إيجابيّة معبّرة عن الحبّ وضعها تحت الوسادة، أو في حقيبته المدرسيّة.
- شجّعه على أهميّة التجربة: حاول مرة أخرى، رائع لقد تقدّمت أكثر، مع الوقت سيقتنع فعلاً بأهميّة المحاولة، شجّع روح المغامرة فيه.
- حفّزه بأنّه قادر على أن ينجز كلّ ما يطلب منه.
- اجعله يقارن بين حالاته، أحسنت اليوم أفضل من الأمس، وصلت بنفسك إلى صندوق الألعاب، محاولتك كانت رائعة.
- اضحك لنكات طفلك الجميلة، وإن كانت سخيفة بنظرك، فالدعابة تلعب في حياته دوراً كبيراً.
- اقضِ وقتاً معه: العب، تحدّث، اضحك. خطّط لوقت نوعيّ، وابتعد عن عدد الساعات التي دون نتيجة.
- اسأله عن آرائه الشخصيّة في الأمور العامّة.
- ابحث عن التعبيرات التي تحفّزه.
- ادعم اهتماماته بالمشاركة والمناقشة والمساعدة حين الحاجة.

2 - النجاح والإنجاز:

- ساعده ليضع أهدافاً يصل إليها.
- ادعمه للتعرّف إلى النواحي القويّة في نفسه (مشاعر جيّدة - طريقة تفكير - معاملات - سلوك طيّب - قدرات)، وإبراز الإيجابيّات بقوة دون مبالغة، وشجّعه على المزيد.
- أخبره بأنّه يستطيع، وضَعه في موقف الاستطاعة حتّى لو كنت تساعده، دعْه يصدّق أنّه يعرف.
- دعْه يجرّب الكثير من الاهتمامات حتّى يجد ما يتميَّز فيه: رياضة، موسيقى، رسم.
- ضعْ قواعد ثابتة ونظاماً، وعلّمه الاختيار الصحيح، والمسؤوليّة، دعه يتحمّل تبعات اختياره.
- ذكّره بأنّنا ننمو ونكبر، وتزداد فرصة الإنجاز والمهارات كلّما خطونا نحوها وتدرّبنا عليها. لا تجعله يعتمد عليك، أعطه بعض المسؤوليات واتركه ينجزها وليكن له دور فعّال في الأسرة.
- نمِّ قدرات الطفل عقليّاً ونفسيّاً، وزد المساحات التي يتحرّك بها.

3 - الاتّصال الجيّد:

- ساعده على كسب الأصدقاء وأشركهم في نشاطات مع بعضهم بعضاً، رحّب بهم في منزله فيشعر بالفرح والثقة أمامهم.
- ساعده ليعبّر عن السلوك غير المقبول من الآخرين، وليوضح آثاره.
- استمع جيداً وأنصت له باهتمام.
- اجعل تعليقاتك إيجابيّة، فالكلمة الطيّبة كالشجرة الطيّبة.
- لا تقاطعه، التفت إليه بعقلك وقلبك وعينيك وجسمك، أرسل إليه رسالة أنّك تهتمّ به كثيراً، وتريد أن تسمع المزيد، فهذا يشعره بأهميّة ما لديه.
- أخبره كيف واجهت صعوبات في حياتك، وتغلّبت عليها، بأسلوب مشوّق.
- لقّبه بألقابٍ إيجابيّة: بطل، صادق.

4 - التعرّف إلى نفسه:

- ساعده ليتحدّث عن نفسه وأفكاره ومشاعره، لتفهمه جيداً.
- نمِّ قدرته للتعرّف إلى المشاعر والتعبير اللفظيّ وتسميتها بدقّة: حزين، محبط، غاضب، لوضع حلول لهذا الشعور.
- نمِّ لديه فَهمه لنفسه وللآخرين، فمثلاً اسأله: ماذا تظنّ أنّه يشعر الآن؟ كيف يفكِّر في هذا الأمر؟ لماذا فكَّر في هذه الطريقة؟... إلخ.
- نمِّ نفسك وزِد من قدراتك، فتعزيز ذاتك ينتقل لطفلك.
- أثبتت الدراسات أنّ السنوات السبع الأولى من عمر الطفل هي التي تحدّد مدى ثقة الشخص بذاته وتقديره لها، ويكتسب حوالي 90 % من أفكاره عن نفسه وعن الآخرين. عليك أن تعامله باحترام منذ ولادته وخلال مراحل نموّه.

* ما هي اللغة التي تساعد على تقدير الذات؟
يُمثِّل الأهل بالنسبة إلى الطفل مصدر الأمان والراحة، والمرآة التي تعكس له صورته لديهم من خلال تعاملهم معه. يدرك من ابتسامتك أنّك راض عنه، ومن غضبك أنك منزعج منه، ومن صراخك أنّه مرفوض لديك. أساليبك وتصرفاتك هي التي تبني صورته عن نفسه، إيجاباً أو سلباً.

فاللغة التي تستخدمها مع أبنائك عبر المواقف اليوميّة، تعكس لهم صورة أنفسهم. وتشمل لغة تقدير الذات خطوات، هي:
- وصْف سلوكه دون أن تحكم عليه، لقد تأخّرت عن موعد نومك.
- توضيح ردّ فعلك تجاه سلوكه: يزعجني أن أراك مستيقظاً لهذه الساعة المتأخرة.
- الاعتراف بمشاعره وعدم الاستهزاء بها: أنا أفهم كم أنت مهتمّ بهذا البرنامج.
- التعبير بوضوح عمّا هو متوقّع منه يساعده على إدراك ما هو متوقّع منه فتصله الرسالة: أريدك أن تذهب للنوم خلال عشر دقائق.

من خلال ذلك، تبيّن السبب الذي من أجله يرغب أحد الوالدين في تغيير السلوك، وتعترف بمشاعر الطفل وأحاسيسه، وتحدّد ما هو متوقّع منه بوضوح.

* أساليب تدمير ذات الطفل
- العنف، السخرية - كثرة التعليقات والانتقادات واللوم - المقارنة مع الأقران والإخوة - التلاعب بالحبّ والمشاعر - تجاهل الأشياء التي يحبّها ويهتمّ بها - عدم الإنصات له - وصفه بتعابير سيئة: أنت كسول، عصبيّ، مزعج - المبالغة في حمايته والخوف المبالغ فيه، والتساهل المفرط، عدم الحزم في وضع الحدود لتصرّفاته - كذلك عدم اتّفاق الأبوين على طريقة واحدة في تربيته.

* السلوك الإيجابيّ مطلوب لتقدير الذات
الثناء على سلوكيّات الطفل الجيدة أمر مهمّ، كتعاونه مع الآخرين وجمع ألعابه، والتزامه بمواعيد مشاهدته للتلفاز، انتباهك لتصرّفاته يزيد من سلوكياته الجيّدة، فيعمل الطفل ليكون أفضل لأنّك تراه، فيميل لتقدير ذاته.فالإطراء والثناء مطلوبان في تربية الطفل، لكنّ المبالغة فيهما تجعلهما يفقدان تأثيرهما. يجب أن يقوم بعمل يستحقّ ذلك، فمعظم الأطفال لا يشعرون بالارتياح عند سماع التعليقات المستمرة على سلوكهم حتى لو كانت إيجابيّة. في بعض الأحيان يتصرّفون تصرّفاً سيّئاً عمداً ليبرهنوا أنكم لستم على صواب.


* أخصائية تربوية

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع