مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

تربية الطفل: أمي ! أبي !كيف أعبر ؟!


سكنة حجازي


بسم الله الرحمن الرحيم‏
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ

             قال الله تعالى ...  ﴿وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا


ما أسعد تلك اللحظات، عند الأهل، عندما يسمعون أول كلمة من أطفالهم، ثم أول عبارة ينتظرونها لحظة بلحظة، خصوصاً إذا ترافقت مع حركات تنمّ عن ذكاء أو حيوية لدى الطفل!
لكن ماذا لو تأخر النطق عند فلذات أكبادنا؟ أو كان هذا النطق غير سليم؟
لا شك أن القلق سيبدأ عند الأهل وتسيطر الحيرة وتكون التساؤلات:
ما سبب تأخر النطق؟ وما هي التأتأة؟ وما هي أسبابها؟ وطرق علاجها؟ ومتى يجب أن يقلق الأهل لذلك؟
متى يبدأ النطق؟ ومتى يبدأ القلق؟!


تتفاوت أعمار الأطفال وقدراتهم في درجات النطق أو البدء به. فمنهم من يبدأ الأحرف الأولى من الشهر العاشر، ومنهم من يبقى حتى الشهر الثاني عشر أو أكثر والمعروف أنّ الأطفال الذكور يتأخرون عن الإناث مقدار ثلاثة أشهر على الأقل. وعندما يتم الطفل عامه الثاني يكون قد اكتسب بعض المفردات إلا أنه قد يحذف أواخرها أو يغيّر بعض الحروف فيها أو يقلب مخارجها كلفظ السين شين، والدال كاف، والراء لام.... وقد نجد بعض الأطفال الذين لا يستطيعون الكلام قبل سن الثالثة، والى هنا يبقى الأمر طبيعياً، فلا ينبغي القلق. أما إذا تجاوز هذا الحد فهنا تبرز المشكلة وينبغي معالجتها، وأيضاً إذا بقي كلامه غير مفهوم إلا من قبل أفراد الأسرة. أو يحذف الحروف الأولى من الكلمة، فعندئذٍ ينبغي الرجوع إلى المختصين فإنهم وبالتعاون مع الأهل يستطيعون حل المشكلة وتجاوزها.

* ما هي التأتأة؟ وما هي آثارها؟
هي ما يُعرف بالتلعثم أو عدم الوضوح في النطق كتكرار الحرف أو التوقف عند بعض الحروف وقف في مجرى الكلام، تقلّص بتكرار غير مرغوب، تردد أو تشنّج... تبدأ التأتأة في السنة الثالثة أو الرابعة من سني الطفل، وقد تستمر إلى مرحلة المراهقة والبلوغ وربما بعد ذلك. وممّا تجدر الإشارة إليه أن الذين تتطور هذه الحالة عندهم قد تسبب لهم مشكلات نفسية كثيرة كالخجل، وعدم الثقة بالنفس، والانطواء على الذات... لذا كان من الضروري متابعة هذه الحالة للتعرف إلى أسبابها وأساليب علاجها.

أسباب التأتأة:
أما أسبابها فكثيرة ومختلفة منها:

1- أسباب عضويّة:

قد تكون أسباباً وراثية من الأهل وهي كثيرة، وقد تكون ناتجة عن مشكلة في الجهاز السمعي، أو الجهاز العصبي الخاص بالنطق، أو من أسباب خَلقية كعيوب في الفم واللسان والأسنان والفكين... أو إصابات في الدماغ أو الأنف والحنجرة...

2- أسباب بيئية:

وهي إما أن تكون ناتجة عن تكلم الوالدين لغتين مختلفتين العربية والأجنبية وإما أن تكون عن الممارسة الخاطئة عندما يحاول الأهل تدليل أطفالهم فيتكلمون ألفاظاً خاطئة. وقد تنتج من خلال معاشرته لأشخاص كبار أو صغار يعانون التأتأة فيقلدونهم بها.

كذلك فإن محاولة إجبار الأطفال على نطق بعض الكلمات أو تصحيحها يسبب التوتر لهم وبالتالي يؤدي إلى التأتأة، أو العكس قبول الأهل لها ووصف الأطفال بها أمام الآخرين يعززها عندهم. ومنها:

3- أسباب نفسية:
وهي كثيرة نختصرها بالقلق النفسي والاضطرابات العصبية والتوتر الدائم. وهذا ينتج عن عدم شعور الطفل بالأمن والطمأنينة في البيت من خلال الشجار المتواصل للوالدين، أو الحرمان العاطفي والحنان اللازمين، أو التعلق الدائم للأهل والذي ينعكس على الأطفال. وقد يكون عن عدم الوعي التربوي في التعامل مع الطفل كإجباره على أفعال أو كلام يفوق قدرته الفكرية. كإجبار الولد الأعسر على استخدام اليد اليمنى بدل اليسرى، على سبيل المثال. أو الخوف من الاخرين خصوصاً عند الانتقادات اللاذعة والسخرية من طريقة كلامه. وما إلى ذلك من الحالات النفسية التي تؤدي إلى حالات عصبية.

إضافة إلى ما ذكرنا من أسباب فإن هناك أسباب مختلفة:
- كالبطء في النمو الفكري لدى الطفل.
- أو الاتكالية والكسل.
- أو الذكاء الحاد الذي يتغلب فيه تفكير الطفل على تعبيره.

* فما هي سبل الوقاية والعلاج لحالات التأتأة؟
يقال إذا عرفت الداء فقد عرفت الدواء.

فالعلاج لا شك يتبع الأسباب وهو هنا:
- علاج عضوي طبي:
إذ يحتاج المصاب بهذه الحالة إلى فحص طبي فإذا كان ناتجاً عن خلل عضوي يحدد الطبيب العلاج المناسب فقد يكون بإجراء عملية جراحية في المكان المصاب أو بعلاجات أخرى كالعقاقير والتمارين والمختصين في هذا المجال هم أطباء: الأنف والأذن والحنجرة والأسنان. أو اختصاصي الجهاز العصبي الدماغي... الخ، فلا بد من الرجوع إليهم لتشخيص الحالة وكيفية علاجها.

* أو علاج بيئي:
إذا كان السبب بيئياً فيحتاج إلى العلاج البيئي ويتمثل في دفع الطفل إلى المجتمع وخصوصاً إلى مجتمع أطفال يتكلم اللغة السليمة على أن يكون دفعاً رقيقاً رويداً رويداً. إضافة إلى تصحيح نطق الأهل معه ومحاولة تصحيح أخطائه بدون ضغط أو إكراه حتى لا نزيد من توتره، أيضاً اعتماد الترغيب بالمكافأة عند انقطاعه عنها لفترة قصيرة وذلك بالثناء عليه. وما تجدر الإشارة إليه هنا أن الخطوة الأولى هي تجاهل حالته تعقبها فترة تدريب يسيرة كي لا تشكل ضغطاً نفسياً عليه. ولا شك أن كل ذلك يلزمه دقة متناهية ورعاية تامة من الأهل خصوصاً، ومن المربين عموماً، ومن ثم دمجه في مجتمع من نوع آخر كالنادي الرياضي أو الكشفي وما إلى ذلك.

وقد يحتاج إلى العلاج النفسي:
لا بد هنا من معرفة الأسباب النفسية الكامنة عند الطفل أولا، ثم محاولة تخليصه منها. فالكشف عن حالة التوتر والقلق والاضطراب وأسبابها مهمة وضرورية وأساسية لتكون الخطوة الأولى لتخليصه منها. فوضعه في جو من الاسترخاء، ثم تنمية شعور الثقة بالنفس عن طريق إقناعه بأنواع الكفاءة لديه وذلك عن طريق اكتشاف بعض المهارات والقدرات التي يملك تفوقاً فيها، تساعد أكثر من غيرها وذلك للإحساس بالقدرة والمساواة مع الآخرين. فتعزيز شعور الثقة بالنفس والقدرة تجعل الطفل قادراً على تخطي المشكلة بسرعة أكبر.

وتبقى التدريبات العملية:
لا بد في نهاية المطاف من التدريبات والتمارين العملية اليومية التي ينبغي متابعتها من خلال بعض الأناشيد التي يحبها الطفل والعبارات المحببة لديه كذلك بعض السور القرآنية القصيرة والسهلة. ويعزز كل تقدم بتدريبات ومكافات معنوية، على أن لا يحمّل الطفل أكثر من طاقته فيراعي المشرفون أهل ومربون حالة كل طفل وقدرته ومستوى التحمل عنده. والمسألة الأساس عدم استعجال النتائج لأن ذلك يعيق العملية العلاجية.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع