مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

تربية: التأتأة عند الأطفال: الأسباب والعلاج

إعداد: فاطمة كريم



كثيرةٌ هي اضطرابات النطق التي من المحتمل أن يعاني منها الأطفال، والتي تتحوّل بدورها لقلقٍ مزعجٍ للآباء. ومن أهم أنواع هذه الاضطرابات "التأتأة" والتي تُعرّف بأنها "تغيير الحروف أو الأصوات بحروف وأصوات أخرى"، وبأنها "اضطرابات أو خلل في إيقاع الكلام يتميز بالتردُّدات أو الإعادة والتكرار والإطالة في الأصوات أو الكلمات، أو المقاطع الصوتية بصورة لا إرادية".

* ظواهر التأتأة
تظهر التأتأة عند الطفل في سن الثالثة أو الرابعة ويمكن أن تستمر إلى ما بعد سن المراهقة. والطفل الذي يعاني هذا الاضطراب يتميز بـ :
1ـ تكرار حرف أو مقطع معيّن في أول الكلام.
2ـ تكرار كلمة معينة في أول الجملة.
3ـ وجود صعوبة في لفظ أول حرف في الكلمة.
وعادة ما يكون ذلك مصحوباً بمجاهدة من قبل الطفل لإطلاق سراح لسانه، واضطراب في نشاطه الحركي وتوتره العصبي، ويظهر ذلك من خلال بعض الأعراض الجسمية كارتجاف الشفتين، وارتعاش الفك ورموش العين والجفون، ورفع الأكتاف وتحريك الذراعين، بالإضافة لاضطراب عملية التنفس وعدم انتظامها.

* أسبابها
1ـ الوراثة: والتي تُمثّل 60 % من الحالات الموجودة.
2ـ التأخر العقلي: حيث يتفاوت نمو الأطفال في قدراتهم العقلية.
3ـ عيوب السمع: التي قد يعاني منها الطفل مما يتسبب له في عدم سماع بعض الكلمات، ويمكن الاستدلال عليها من خلال بعض العوارض مثل: حركة الرأس نحو اتجاه الصوت باستمرار، تغيير حركة عضلات الوجه وتقليصها أثناء الإصغاء إلى الصوت، وعدم الاستجابة للنداء وعدم التقيّد بالتعليمات. بالإضافة لخروج مواد صمغية من الأذن بين فترة وأخرى.
4ـ قصور اللّفظ: حيث يكون اللفظ قاصراً عن الأداء، فيضيع الوقت في البحث عن الألفاظ المناسبة.
5ـ استعمال لغات أخرى في الأسرة: حيث إن سماع الطفل لخليط من اللغات من قبل الوالدين يؤدي لشعوره بالارتباك، الأمر الذي يؤثر أيضاً على لغة الطفل الأساس.
6ـ القلق والخوف: الذي قد ينشأ عند الطفل من التوبيخ والعقوبات المتكررة من قبل الأهل والمدرّسين.
7ـ تدفُّق الأفكار: بحيث تكون أسرع من تعبير الطفل عنها.
8ـ العصبية الموروثة: والتي تكون بفعل البيئة المحيطة بالطفل، بما فيها من تقليد وتخويف.
9ـ إلحاح الأهل: حيث يطلب الأهل من أطفالهم أن يتكلّموا أو أن يكفّوا عن عمل شيء معين.
10ـ إهمال الوالدين: ويكون ذلك من خلال انشغال الأبوين بالعمل، مما لا يترك لهم فرصة التحدث مع أطفالهم والإجابة عن كثير من تساؤلاتهم.
11ـ الأمّيّة المنتشرة في بعض الأسر: مما يسبب انتشار الأخطاء اللغوية، التي ينقلها الطفل معه إلى المدرسة فتسبب له حرجاً وسخرية من قبل رفاقه، مما يعود بالضرر على انفعالاته وحالته النفسية. الأمر الذي يؤدّي إلى البطء في نموّه اللّغوي.

* للتأتأة أنواع
1ـ تأتأة فيزيولوجية: تظهر ما بين 3 إلى 6 سنوات وتختفي مع دخول الطفل إلى المدرسة. تتميز بعدم قدرة الطفل على القيام بالعمليات العقلية بحيث يتعامل مع الأشياء كأنها حيّة كتكلّمه مع ألعابه.. وتتميز أيضاً بكثرة أسئلته وعدم اكتفائه بجواب واحد، مما يؤدي لتعرضه لإحباطات نفسية بسبب رفض أهله الاستماع له وعدم تحمّسهم لحديثه.
2ـ تأتأة تشديديّة: تظهر من خلال الشدّ على المقطع الأول من الكلمة، أو الكلمة الأولى من الجملة.
3ـ تأتأة ارتجافيّة: تظهر في تكرار المقاطع داخل الكلمات وفي وسط الجملة.
4ـ تأتأة مختلطة: تشمل الارتجافيّة والتشديديّة.
5ـ تأتأة تثبيطيّة: تظهر كعرقلة في الكلام ويصاحبها سلوك حركي متوتّر، كاحمرار الوجه وهزّ الرجل أو اليد.

* متى نطلب المشورة الطبية؟
لا يمكن اعتبار التأتأة حالة مرضية إلا إذا استمرت لما بعد الخمس سنوات. وتصبح المشورة الطبية أمراً ضرورياً عند استمرارها بعد هذه السن في الحالات التالية:
1ـ عند ازدياد الحالة سوءاً، أي عندما يصبح تكرار الكلمات والعبارات واضحاً عند الطفل.
2ـ عندما يصبح الكلام عبئاً ويتطلب جهداً كبيراً من الطفل.
3ـ عند تجنب الطّفل للمواقف التي تتطلّب منه الكلام.
4ـ عند قيام الطفل بتعابير وحركات غريبة في الوجه أثناء الكلام.
5ـ عند وجود مشاكل أخرى في كلام الطفل.

* نصائح سريعة للتخفيف من التأتأة
1ـ لا ترغم طفلك على الكلام.
2ـ أعطِ طفلك الثقة بالنفس وهو أسلوب يتطلب منك الوقت والصبر.
3ـ إياك والاستهزاء، لأن ذلك يزيد من شعور الطّفل بالنقص، وفي نفس الوقت لا تتمادَ في العطف، لأنه سيذكّره بعاهته.
4ـ لا تفرّط في تصحيح الكلام عند تلعثم الطفل، بل تقبّل الأمر بروح مرحة.
5ـ قم بالنّظر جيداً إلى طفلك خلال التّحدث إليه.
6ـ تكلّم بهدوء مع طفلك المصاب بالتأتأة وكذلك مع سائر أفراد الأسرة.
7ـ لا تطلب من الطفل إعادة الكلام ببطء أو تصحيحه.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع