نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

مشكاة الوحي: مجالسة المحبوب


مثلما يحتاج قلب الإنسان إلى نبض يضخ فيه الحياة فهو يحتاج إلى نور يؤنسه ويرشده، ويكون له جلاء وشفاء وتبصرة يبعد عنه الذبول والخمول، ويمده بالحياة، ويعينه على جهاد نفسه. وهذا النور هو ذكر الله الذي يعتبر من أحب الأعمال إلى الله تعالى، فلماذا لا يكون من أحب الأعمال إلى المؤمن، وقد جاء في الرواية أن الله جلّ‏َ جلاله عندما سأله موسى عليه السلام يا رب أبعيد أنت مني فأناديك أم قريب فأناجيك؟ أوحى إليه: أنا جليس من ذكرني.


* أهمية ذكر الله:
إن الآيات التي تؤكد على ذكر الله كثيرة، فالله سبحانه وتعالى يشدد على هذه المسألة ويأمر عباده بالقيام بها ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ الأعراف/205 وذلك لتأطير العلاقة بينهم وبينه وإضفاء روح الآمان والاطمئنان في نفوسهم حيث أن ذكر الله مصدر لاطمئنان القلوب ﴿الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب الرعد/28. ومن ثمرات الذكر أيضاً انه أمان من النفاق حيث تقول الآية الكريمة: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا النساء:142.

* مراتب الذكر:
الذكر يعني أن نتذكر الله، والذكر الواجب له مراتب ثلاثة هي:
1- عند مشاهدة المخلوقات يجب تذكر من أوجدها والإقرار بقدرته وحكمته وصفات كماله والإقرار بأنه عزَّ وجلّ‏َ مصدر النعم اللامحدودة وإسكان محبته في القلوب، فعندما يعرف الإنسان الله ويؤمن به ويحبه يذكره دائماً ولا ينساه ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ آل عمران/191، فهم لا ينسونه أبداً وهم على ذكره مقيمون. وذكر الله يجب أن يغدو وسيلة لمعرفة الله والإيمان به ويتوجب على الإنسان أن يذكر الله دائماً ويحمده ويشكره ويرجوه ويسترشد به ولا ينسى أن نعمة الهداية هي منه عزَّ وجل ﴿وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ البقرة/198.
2- من مراتب وجوب ذكر الله إذا أدى الإنسان واجباً أو ابتلي بمحرم فعليه أن يذكر الله في أدائه لهذا الواجب أو تركه لهذا الحرام وهذه المرتبة تعني الاعتراف بأن الله تعالى حاضر وناظر ورقيب على عباده وعلى العبد أن يراقب حضوره ويواظب على مراقبة نفسه ولا يرتكب معصية في محضره.
3- المرتبة الثالثة هي الذكر اللساني ووجه وجوبه هو وجوب الصلاة ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي طه/14.

* مواطن ومواضع:
لقد ذكرت الآيات القرآنية مواضع ومواطن أمرت فيها بذكر الله تعالى وهذه هي:
1- عند العشي والإبكار ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ آل عمران/14.
2- عند فعل الذنب: فالمؤمنون والمتقون إذا ما غفلوا أو فعلوا فاحشة تذكروا مباشرة وبادروا إلى التوبة والاستغفار. قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ آل عمران/135.
3- عند الانتهاء من الصلاة ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُم النساء/103.
4- عند الأمان: فعند ذهاب أي خطر أحدق بالإنسان عليه أن يذكر الله سبحانه ويشكره على هذه النعمة لأن الإنسان لا يملك دفع الضر عن نفسه ﴿فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ البقرة/239.
5- في جميع الحالات والأوقات ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ آل عمران/191، وفي مواطن أخرى ذكرتها الآيات القرآنية عند ملاقاة العدو وعند انقضاء مناسك الحج.

* ثمرات الإعراض عنه:
بعد التشديد على أهميته والتأكيد على المداومة عليه لا بد من الإشارة إلى جزاء الإعراض عنه فهو إذا كان وسيلة للقرب من الله عز وجل والفوز بنصيب من مقام الشاكرين فإن نسيانه يوجب التعاسة والحرمان ونسيان النفس لأن الإنسان عندما ينسى الله ينسيه الله نفسه ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ الحشر/19. وفي صريح العبارة تقول الآية القرآنية مبينة عقاب المعرضين عن ذكر الله: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى طه/124 - 126.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع