سارة الموسوي خزعل
تنتشر اليوم في الأسواق منتجات الصويا على أنواعها، من
حليب وخبز ولحم وجبن وغيرها... والبعض قد باشر استهلاكها وبعض يتساءل عن سبب
استهلاكها عوضاً عن غيرها من المنتجات. فما هي الصويا؟ وما هي منافعها؟ وهل يمكن
للصويا أن تقدّم حلاً للنباتيين فتكون لهم بديلاً عن اللحوم الحيوانيّة؟ وكيف تساعد
الصويا النساء في مرحلة انقطاع الطمث؟ وما هي فوائد كلّ من المنتجات المختلفة
للصويا؟
*ما هي الصويا؟
الصويا هي نوع من البقول مثيل الحمص والفول والفاصولياء. وتصنّف من البذور
الزيتيّة. جرت زراعتها واستخدامها بداية في الصين منذ 5000 سنة لتساعد في زيادة
المحاصيل الزراعية، ولاستخدامها كطعام ودواء.
*مميّزات الصويا
1- هي مصدر ممتاز للبروتين الكامل، إذ إنها يمكن أن تحلّ محلّ اللحوم لاحتوائها على
جميع الأحماض الأمينيّة الأساسيّة الثمانيّة الضرورية لجسم الإنسان، بخلاف البقول
الأخرى التي تحتوي على بعض هذه الأحماض.
2- منتجاتها عديدة: الحليب، الأجبان، الألبان، الخبز، الطحين، الزيت والسوس،
بالإضافة إلى لحم الصويا. كما وتؤكل بذورها محمّصة أو في الطبخ. وكذلك تدخل في
مكوّنات الأغذية الصناعيّة.
3- بالرغم من أنّ منتجات الصويا شبيهة بالمنتجات الحيوانيّة، إلّا أنّها قليلة
الدسم والدهون.
*اللائحة الغذائية للصويا
يحتوي فول الصويا المسلوق (30غ)على:
سعرات حرارية | 40 كالوري |
دهون | 2 غ |
كوليسترول | 0 غ |
نشويات | 3 غ |
ألياف | 1 غ |
بروتين | 3 غ |
أوميغا 3 | 99 مغ |
أوميغا 6 | 744 مغ |
كالسيوم | 40 مغ |
حديد | 0،7 مغ |
مغنيزيوم | 17 مغ |
مانغانيز | 0،1 مغ |
بوتاسيوم | 151 مغ |
فيتامين c | 4،8 مغ |
فوليك أسيد | 31 مكغ |
*الصويا رفيقة النباتيّين
يبتعد النباتيّون في غذائهم عن بعض المنتجات الحيوانيّة أو جميعها. وإذا لم يحرص
هؤلاء على تنظيم غذائهم فإنّ ذلك قد يؤدي إلى نقص في بعض الفيتامينات والمعادن،
وبالتالي إصابتهم بمشاكل صحيّة.
فالابتعاد عن اللحوم، مثلاً، يؤدي إلى نقص في الحديد، ونرى أنّ الصويا غنيّة جدّاً
بالحديد، وكذلك منتج لحم الصويا الذي يمكن استخدامه بديلاً عن اللحم في الطعام.
*أسرار الصويا الغذائيّة
1- تحافظ على قلب سليم: لقد أظهرت دراسات عديدة أنّ نظاماً غذائيّاً يعتمد
على الصويا (74غ يومياً) يخفّض من نسبة الكوليسترول الإجمالي وكذلك الكوليسترول
السيّئ والـتريغليسيريد، فالنبات في طبيعته لا يحتوي على كوليسترول. كما إنّ الصويا
تحتوي على ألياف ذائبة تساعد في تقليل امتصاص الكوليسترول في الدم.
2- لعظام سليمة:
- تحتوي بذور الصويا على كمية كبيرة من الكالسيوم، إذ يؤمّن كوب واحد منها نصف
الحاجة اليوميّة من الكالسيوم (515 مغ).
- أما حليب الصويا فهو قليل الاحتواء على الكالسيوم نتيجة لتصنيعه من البذور، ولكنه
عادة ما يُدعَّم بالكالسيوم، فيصير بمنزلة الحليب الحيواني من حيث جودة الكالسيوم
فيه.
- تحتوي الصويا على الماغنيزيوم والبورون وهما معدنان يساعدان على ترسّب الكالسيوم
في العظام، على عكس البروتينات الحيوانية التي تحفّز تصريف الكالسيوم.
- في الصويا مادة الـ(isoflavone)، التي تشبه في تركيبتها نوعاً من أنواع الأدوية
التي تستخدم لعلاج ترقّق العظام في أوروبا وآسيا.
- وفي دراسة أجريت على نساء في مرحلة انقطاع الطمث، (حيث إنّ النساء في هذه المرحلة
يزداد تعرضهنّ لترقّق العظام)، ظهر أنّ النساء اللواتي تناولن 40غ من الصويا يومياً
لمدة 6 أشهر، ازدادت كثافة عظامهن مقارنة بالأخريات اللواتي لم يتناولن هذه الكمية.
- وفي دراسة أخرى شبيهة، تبيّن أنّ تناول منتجات الصويا يترافق مع انخفاض نسبة
الكسور خاصّة عند النساء في مرحلة انقطاع الطمث.
3- للنساء في مرحلة انقطاع الطمث: بيَّنت الإحصاءات أنّ المرأة في اليابان
والتي تستهلك منتجات الصويا بشكل يومي، هي أقل معاناة من عوارض انقطاع الطمث
والهبات الساخنة من المرأة الغربية.
وقد أثبت بعض الدراسات أن الصويا أكثر فعاليّة في منع ظهور هذه العوارض من تقليلها.
كما أثبت بعض الدراسات، والإحصاءات، أنّ الذين يتناولون منتجات الصويا هم أقلّ عرضة
لسرطان الثدي، والقولون، والبروستات خصوصاً.
*خصائص فول الصويا ومنتجاته
إنّ فول الصويا غنيّ بالبروتين الكامل، وقد يقدّم طبق من فول الصويا نفس الكمية أو
أكثر من البروتينات من طبق من اللحوم.
1- يحتوي فول الصويا على النشويات بخلاف اللحوم الخالية نهائيّاً من النشويات.
2- يحتوي على كمية كبيرة من الأوميغا 3، المفيدة للقلب والدماغ والتركيز وغيرها.
3- تشير وكالة الغذاء والدواء إلى أن تناول حوالي 120غ من فول الصويا (يعدل طبقين
متوسطين) قد يخفّض نسبة دهن الـ LDL في الدم.
*كيفية استهلاكه
- في الطبخ: كغيره من البقول، يتم نقع فول الصويا في الماء لمدة 8 ساعات،
ومن ثم يصفى من الماء، ويسلق لمدة 40 دقيقة بدون ملح حتى لا تطول مدة نضوجه.
يمكن إضافته إلى الحساء، والسلطات، أو حتى طبخه مع الأرز كالفول، وبالطبع ينكّه حسب
الرغبة.
- كوجبة خفيفة: يمكن تحميصه وتناوله كوجبة خفيفة؛ وذلك عبر نقع فول الصويا في
الماء من 10 إلى 24 ساعة، ثم تصفيته من الماء، وتحميصه في الفرن على حرارة 170 درجة
مئوية لمدة 20-30 دقيقة. كما يمكن إضافة الملح وبعض البهارات لتنكيهه.
*لحمة الصويا
تصنع لحمة الصويا من طحين الصويا. وتوجد في الأسواق بأشكال شبيهة باللحم المفروم
المجفّف. ويمكن استخدامها كبديل للحمة الحمراء أو حتى الدواجن في جميع الأطعمة.
ويحتوي 30غ من لحم الصويا على 113 كالوري ما يعادل تقريباً كمية الكالوري في
اللحوم. كما تبيّن أنه قد يقلّل الدهون في منطقة البطن شريطة أن لا تضاف إليه كميّة
كبيرة من الزيوت.
*حليب الصويا
يشابه الحليب الطبيعي من حيث احتواؤه على الكالسيوم، إذ إنّه مُدعَّم بنفس الكمية.
وهو أقل احتواء على السعرات الحرارية.
حليب الصويا جيّد لمن لديه الحساسية من اللكتوز أو سكر الحليب أو الذين لا يحبون
طعم الحليب البقري، فهو خال من اللّاكتوز، وطعمه مختلف قليلاً. أضف إلى أنه يحتوي
على كميّة جيدة من الأوميغا 3.