أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

كشكول الأدب

إبراهيم منصور



* من أجمل الحديث
تقول العرب: قَنِعَ يَقْنَعُ قُنوعاً وقناعةً إذا رضيَ، وتقول: قَنَعَ - بالفتح - يقنعُ قُنوعاً إذا سألَ؛ وفي حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "القناعةُ كنزٌ لا يَنفَدُ"، لأنَّ الإنفاق منها لا ينقطع، كلّما تعذَّر عليه شيء من أمور الدنيا قَنِعَ بما دونه ورضيَ. وفي حديث آخر للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "عزَّ مَنْ قَنِعَ وذَلَّ مَنْ طمِعَ"؛ لأنَّ القانعَ لا يُذِلُّه الطلبُ فلا يزالُ عزيزاً"(1).

* من أجمل المواعظ والعِبَر
حُكي أنَّ ظالماً ظلمَ على ضعيف أعواماً، فقال المظلوم للظالم يوماً: إنَّ ظُلْمَكَ عليّ قد طابَ بأربعة أشياء: أنَّ الموتَ يعُمُّنا، والقبرَ يضُمُّنا، والقيامة تجمعُنا، والدّيَّانَ يحكُمُ بيننا!(2).

* فائدة لغويَّة
الرَّسَلُ - الرِّسْل: الرَّسَل هو القطيع من الإبل والغنم، وقيل: القطيع من كلّ شيء، والجمع أرسال، وجاءت الخيلُ أرسالاً، أي قطيعاً قطيعاً، وفي الحديث الشريف قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إني لكم فَرَطٌ على الحوض وإنّه سيُؤتى بكم رَسَلاً رَسَلاً فتُرهقون عنّي"(3)، أي سأسبقكم إلى الحوض في الجنّة.

أمَّا الرِّسْلُ فالتمهُّل والتؤدة، يُقال: على رِسْلِكَ يا فلان، أي تمهَّلْ واتَّئدْ، على هِينتِك، وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث: "أيُّما رجُلٍ كانت له إبل لم يؤدِّ زكاتَها بُطحَ له بقاعٍ قَرْقَرٍ تطؤه بأخفافها إلّا مَنْ أعطى في نَجْدَتِها ورِسْلِها". والمراد بالنجدة في هذا الحديث الشدَّة والجَدْب، وبالرِّسْل: الرَّخاء والخِصْب؛ لأنَّ من معاني الرِّسْل: اللَّبن، وإنما يكثرُ في حال الرخاء والخصب؛ فيكون معنى الحديث أنَّ على صاحب الإبل أن يُخرج حقَّها (الزكاة) في سنَةِ الضيق وسنة الجدْب، والدليل على ذلك أنَّ المسلمين - يومها - سألوا النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله، وما نجْدَتُها ورِسْلُها؟ فقال: عُسْرُها ويُسْرُها(4).

* من المتقارب لفظاً ومعنى
الخَرَصُ - الخَصَرُ؛ وبين اللَّفظين قَلْب، أي أحدهما مقلوب عن الآخر؛ ومعنى الخَرَص: الجوع مع البرد، ورجُلٌ خَرِصٌ أي جائع مقرور (بَرْدان)، من فعل خَرِصَ الرجُل خَرَصاً فهو خَرِصٌ وخارصٌ، وفي حديث الإمام عليّ عليه السلام : "كنتُ خَرِصاً"، أي في جوع وبرد. أمَّا الجوع بلا برد فيُقال له: خَصَر(5).

* طيب الكَلِم
الطيِّبات: الطيِّبُ خلافُ الخبيث، إلّا أنّه قد تتَّسِعُ معانيه فيُقال: أرضٌ طيِّبة للتي تصلُحُ للنبات، وتُربةٌ طيِّبة أي طاهرة، ومنه قوله تعالى: ﴿فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا (النساء: 43)، وطُعْمَةٌ طيِّبَةٌ إذا كانت حلالاً، وامرأةٌ طيِّبةٌ إذا كانت حصاناً عفيفةً، ومنه قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ (النور: 26)، وكلمةٌ طيِّبةٌ إذا لم يكن فيها مكروه: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ (فاطر: 10)، إنّما هو الكلِمُ الحَسَنُ كتوحيد الله والدعاء، ونفسٌ طيِّبةٌ بما قُدِّر لها أي راضية، وطعامٌ طيِّبٌ للذي يستلذُّ الآكلُ طعمَه، ونكهةٌ طيِّبةٌ إذا لم يكن فيها نَتْنٌ، وبلدةٌ طيِّبةٌ أي آمنة كثيرةُ الخير، ومنه قوله تعالى: ﴿بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (سبأ: 15)، وفي حديث الإمام عليّ عليه السلام لمّا مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "بأبي أنتَ وأُمّي، طِبْتَ حيّاً وطِبْتَ مَيْتاً"، أي طَهُرْتَ(6).

* من جذور الأسماء والصفات
الدجَّال - دِجْلة: الدجَّال هو الكذَّاب، وأصلُه من دَجَلَ الشيءَ أي غطّاه، وبذلك سُمِّيَ نهر بغداد دِجْلة؛ لأنّه يغطي الأرضَ بمائه حين يفيض، ولذا سُمِّيَ الكذَّابُ دجّالاً؛ لأنَّ الكذبَ تغطية. والدجّال هو المسيح الكذّاب، وإنما دَجْلُه: سِحْرُه وكذِبُه، وهو رجُل من اليهود يخرُجُ في آخر هذه الأُمَّة، سُمِّيَ بذلك لأنه يَدْجُلُ الحقَّ بالباطل، وقيل: لأنه يغطّي الأرض بكثرة جموعه، وقيل: لأنه يغطّي على الناس بكفره، وقيل: لأنه يدَّعي الربوبية، وكلُّ هذه المعاني متقارب. وأجمل تفسير للدجّال هو أنه المموِّه، يُقال: دَجَلْتُ السيفَ: مَوَّهْتُه وطليتُه بماء الذهب، وبه شُبِّه الدجّال لإظهاره خلاف ما يُضمِر، وتمويهه على الناس وتلبيسه وتزيينه الباطل(7).

* من أغربِ الهجاء
كان جرير والفرزدق والأخطل ثلاثة شعراء في العصر الأموي، وكانوا يتهاجَوْن ويُقْذِعون في الهجاء حتّى سُمُّوا بالمثلّث الأمويّ الأنجس. ومن أغرب الهجاء ما قاله جرير في الفرزدق:

إذا ماتَ الفرزدقُ فارجُموه كما تَرْمُون قبرَ "أبي رِغالِ"

وليست الغرابة في كون الفرزدق مؤمناً لا يستحقُّ الرجم، بل الغرابة في كُنية أبي رِغال، فمن هو أبو رِغال هذا؟ قيل: كان دليلاً لجيش الحبشة حين توجَّهوا إلى مكّة لهدم الكعبة عام الفيل، فمات أبو رِغال في الطريق؛ وقيل: بل كان عبداً للنبيّ صالح عليه السلام، فأتى ذات يوم قوماً ليس لديهم سوى نعجة حَلوب فأخذها منهم عنوةً، وكانوا يُغذّون بلبنها طفلاً يتيماً قد ماتت أُمُّه وهي مُرضع، فعاقبه الله تعالى بأن أنزل عليه قارعةً من السماء، ودُفِنَ بين مكّة والطائف، ولمّا علِمَ النبيّ صالح عليه السلام بصنيعه لعنه، فراح الناس يرجُمون قبره(8).

* من الأضداد
الدَّغَلُ: هو الشجرُ الكثير المُلتَفّ، ومن معاني الدَّغَل: المرتفع من الأرض، وكذلك الوادي، فهو من الأضداد، وأصلُ الدَّغَل: الشجرُ الملتفُّ الذي يكمُنُ فيه أهلُ الفساد، وهو من قولهم: أدغَلْتُ في هذا الأمر، إذا أدخلتُ فيه ما يُخالفُه ويُفسِدُه، ومنه حديث الإمام عليّ عليه السلام : "ليس المؤمنُ بالمُدْغِل"(9).


1- لسان العرب، ابن منظور، مادة قنع.
2- شرح أصول الكافي، ج9، ص381.
3- شرح أصول الكافي، المازندراني، ج12، ص379.
4- لسان العرب، م.س، مادة رسل.
5- لسان العرب، م.س، مادة خرص.
6- م.ن، مادة طيب.
7- م.ن، مادة دجل.
8- م.ن، مادة رغل.
9- م.ن، مادة دغل.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع