صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

السيلياك: مرضٌ خفي

سارة الموسوي خزعل

إنّ بعض الأعراض التي يشعر بها المريض، كالخمول والتوتر ووجع البطن وفقر الدم أو غيرها، قد لا يكون مدعاة للقلق الشديد، خاصة إذا كان يعرض عليه أحياناً وليس دائماً. إلّا أنّ وجود هذه الأعراض بصورة مستمرّة، يستدعي البحث عن أسبابها. وقد يكون أحد أسبابها الإصابة بمرض "السيلياك"، أي الحساسيّة من الغلوتين.
فما هو مرض السيلياك؟ وما هي أسبابه؟ وفي أيّ الأغذية يوجد الغلوتين؟ وما هي عوارض السيلياك؟ وكيف يمكن اكتشافه؟ وهل من سبيل للشفاء منه؟ وما هي الأغذية المسموحة، وتلك الممنوعة لمريض السيلياك؟


*ما هو مرض السيلياك؟
هو مرض يصيب الجهاز الهضمي ناتج عن اختلال عمل جهاز المناعة في الأمعاء الدقيقة، عند تناول بروتين الغلوتين، الموجود في بعض أنواع الحبوب ومنتجاتها: كالقمح والشعير.
في الحالات الطبيعية: إنّ الأمعاء الدقيقة، تحتوي على شعيرات دقيقة، مهمّـتها إفراز الأنزيمات الهضميّة وامتصاص الغذاء من فيتامينات، ومعادن، وبروتينات وغيرها وإيصالها إلى الدم.

أما في حالة الإصابة بمرض السيلياك: فإن جهاز المناعة يخطىء في تشخيص بروتين الغلوتين الموجود في بعض الحبوب، ويعتبره عدواً للجسم كـ(الفيروس والبكتيريا) فيبدأ بمحاربته بمجرّد وصوله إلى الأمعاء الدقيقة. وهذا ما يؤدّي إلى حصول التهابات وتقرّحات في سطح الأمعاء الدقيقة، وتلف الشعيرات. وبما أن هذه الشعيرات هي المسؤولة عن هضم الغذاء وامتصاصه، فتَلفها يؤدي إلى خلل في هضم وامتصاص المواد الغذائية الرئيسة ونقصها في الجسم؛ خاصة الدهون، الكالسيوم، الحديد، والفوليك أسيد.

*أسبابه وانتشاره
إلى حد الآن، تبين أن سبب هذه الحساسيّة هو الوراثة، وقد تظهر في جميع الأعمار، إنْ في مرحلة الطفولة أو الشباب أو حتّى عند كبار السن.
ويصيب هذا المرض حوالي 1 من كل مئة، إلى 1 من كل 170 شخصاً في العالم.
وفي حال عدم المعالجة، والاستمرار بتناول غذاءٍ يحتوي على الغلوتين، قد يؤدي إلى تقرّحات في الأمعاء الدقيقة ونزيف، وفي حالات متقدمة إلى احتمال الإصابة بالسرطان.

*عوارضه
إنّ أكثر عوارض هذا المرض ناتجٌ عن سوء امتصاص الأغذية، والمعادن، والفيتامينات في الجسم، ما يؤدي إلى خروجها بشكل غير طبيعي من الجسم والشعور بالضعف في سائر أقسام الجسم، فيسبّب:

عند الأطفال: شحوباً في البشرة، إسهالاً، وجعاً في البطن وغازات، انخفاضاً في الوزن، وتأخّراً في النمو.

أما عند الكبار: فيعانون من مشاكل عديدة ومتفرّقة في الجسم عادة، وأحياناً من التعب والإسهال فقط، خاصة عند بداية الإصابة بهذا المرض.

ومن هذه الأعراض ما يصيبُ:
1- الفم: تسوّس الأسنان وفقدان لونها، وتلف طبقة المينا - التهاب في اللثة وانتفاخها - رائحة فم كريهة.

2- البشرة: أظافر هشّة - هالات سوداء حول العين - بشرة شاحبة وجافة وقد تصاحبها الحكّة - تقرّحات في الجلد.

3- الأمعاء: نفخة - إمساك - إسهال - قلّة الشهية للطعام - غثيان.

4- النساء، فيسبّب: انقطاع الطمث في وقت مبكر - الإجهاض المتكرر - التأرجح في مستوى الهورمونات في الدم - أوجاعاً شديدة أثناء العادة - العقم.

5- العظام والعضلات: أوجاع في الظهر والمفاصل - تشنّج عضلات القدمين - انتفاخ في اليدين والقدمين - ترقّق العظام.

6- ومن الأعراض ما يؤثر على السلوك: توتر دائم - عدم تركيز- عزلة - ضعف الذاكرة - تبدّل المزاج.

7- ومن الأعراض نقص في الفيتامينات أو المعادن، أضف إلى ذلك مشاكل أخرى، منها: أوجاع في الرأس - تساقط الشعر - قصور الغدّة الدرقية.

*كيف يتم تشخيص هذا المرض واكتشافه؟
بعد النظر إلى العوارض، والشك في وجود هذا النوع من الحساسية، يطلب من المريض إجراء فحص دم خاص لمعرفة مستوى وجود مادة الـ antigliadin في الدم. فإذا كان الفحص إيجابياً، تؤخذ خزعة من الأمعاء الدقيقة للمريض للتأكّد ومعرفة مدى سوء الحالة. ولأن هذا الفحص وهذا التشخيص مكلف نسبياً، قد تنصح أخصائيّة التغذية المريض باتباع نظام غذائي خالٍ من الـ glutin لفترة محدودة. فإذا ما تحسنت حالة المريض، نتأكد من أنه مصاب بالمرض، ما يستدعي الاهتمام والمعالجة.

*العلاج والحل
إنّ من حسنات هذا المرض أنه يمكن التعافي منه نهائياً إذا اتّبع المريض نظاماً غذائياً خالياً تماماً من الـغلوتين إلى نهاية عمره. وذلك لأنّ مجرد غياب هذه المادة، يعطي للأمعاء وقتاً لتجديد خلاياها.

*الأغذية الممنوعة
يُمنع تناول كلّ الأغذية التي تحتوي على الغلوتين الموجود في القمح والشعير ومنتجاتهما، والموجود في منتجات أخرى، ومن المهم جداً لمرضى السيلياك قراءة المكوّنات الغذائية في كل مُنتَج ليتمّ التأكّد من خلوّها من هذه الأصناف، ومن هذه المنتجات:

أ- من النشويات:
الخبز المصنوع من القمح والشعير أو تلك الأنواع المحتوية على أنواع من الحبوب المختلفة - البرغل (التبولة، الكبّة...) - السميد ومنتجاته (الصفوف، البيتيفور، المعمول...) - المعكرونة - المغربية.

ب- من الخضار:

تلك المعلبة مع الصلصة أحياناً (يجب البحث في المكونات الغذائية) - كريما الخضار.

ج- من الفواكه:

بعض أنواع الفاكهة المعلبة.

د- من اللحوم:

كلّ اللحوم المغطاة بالكعك والبيض (الكانتاكي- الإسكالوب- الناغتس- أصابع السمك).

*الأغذية المسموحة
كل الأغذية ما عدا المذكورة أعلاه مسموح، إلّا أنه قد يمنع المريض أحياناً من تناول الحليب ومنتجاته في بداية العلاج؛ وذلك لأنّ الحساسية من الغلوتين قد تؤدّي أحياناً إلى الحساسية من اللاكتوز أي سكر الحليب.
ويمكن للمريض استبدال منتجات الحبوب الممنوعة بمنتجات الذرة (طحين الذرة) والأرزّ والصويا.
كما يمكن استبدال حليب البقر بلبن الصويا، الخالي من اللاكتوز.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع