نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

مشاركات القراء: البُعد السياسي لمصطلح "الشيطان الأكبر"

السيد د. علي فضل الله(*)

في اليوم التالي لاقتحام الطلّاب الثوريين في إيران مجمع السفارة الأميركية الضخم في طهران، وفي 5 تشرين الثاني 1979، وصف الإمام الخميني الولايات المتحدة بأنها "الشيطان الأكبر". فلماذا اختار الإمام قدس سره مصطلحاً دينياً عميقاً هو الشيطان؟

*الشيطان عدوّ مفسد
الشيطان، لغةً، هو كل متمرّد مفسد، إنساناً كان أو جانّاً، وسيلته الغواية لجذب الإنسان لفعل الشرّ. لذلك، وصف القرآن الكريم الشيطان بالعدوّ: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً (فاطر: 6)، فهو الذي يُبعد الإنسان عن طريق الخير: ﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ (الأنفال: 48). وهو الذي يترصّد بالبشر لحرفهم عن الصراط المستقيم: ﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (الأعراف: 16).
لم يكن اختيار الإمام الخميني قدس سره لهذا المصطلح لوسم الإدارة الأميركية به اعتباطيّاً، يقول ويليام بيمان: "كان استخدام الخميني مصطلح الشيطان الأكبر، في الحقيقة، وسيلة بلاغيّة ذكيّة حققت تأثيراً كبيراً خلال مسار أزمة الرهائن". لكن اختيار المصطلح يتجاوز هذه الحادثة.

*سلاح شياطين الإنس
الفارق كبير بين الظالم الذي يُعلن ظلمه، وبين من يظلم الناس، ربما بمعدلات أشد، لكنه يجذبهم إليه. الظالم الفجّ غبيّ ومباشر، كما كثير من أنظمة القهر العربية والشمولية. أما الظالم، الذي "يمكر ويفجر"، فخطير؛ لأنه يجعل الناس تتعلق بجلّاديها. هذا هو حال الإدارة الأميركية، وهذا هو حال الشيطان.
لا يمتلك الشيطان سوى وسيلة الجذب بالوسوسة، لكن شياطين الإنس يمتلكون القوتين الصلبة والناعمة. هنا تكمن خطورة القيادة الأميركية للعالم في شنّ مئات الحروب، مباشرة أو بالواسطة، وقتل ملايين البشر، وتشريد أُمم بأكملها، والتورط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، والهَيْمَنة على مقدَّرات الشعوب، وفي الوقت نفسه، تتقدّم إلى شعوب العالم بخطاب إنساني، تدعمها مؤسسات مثل هوليوود وهارفرد والناسا وفورد وشيفرون وجنرال إلكتريك وآبّل وIBM ومايكروسوفت وMIT وغيرها.

*أميركا وما نهوى!!
ثمّةَ من ينادي: "الموت لأميركا" ويتمنى جنسيتها لو عُرضت عليه، وثمّة من يكره أميركا وفي الوقت نفسه يدخّن سيجارتها ويتباهى بماركاتها ويتلذّذ بطعامها السريع. لقد أوقع الأميركيون كثيراً من الشعوب، حتى الأوروبية منها، بحبائل مكرهم. فالشيطان لا يأتي الإنسان إلّا من حيث تهوى النفس، لا من حيث تنفر. وأخطر أنواع الاستعباد عندما يظنّ العبد نفسه حراً، ويجد نفسه سعيداً، رغم تعرّضه لظلم جلّاده.

* وصف الإمام الخميني قدس سره دقيق
وصفُ الإمام الخميني قدس سره الولايات المتحدة بالشيطان الأكبر وصف دقيق. وقد انعكس الأمر على سلوكه المثابر ضد سياساتها والحذر من ألاعيبها، وهو مسار مستمر في الجمهورية الإسلامية. لهذا السبب تعادي أميركا إيران، وقد ﴿كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ (الشورى: 13). هذا ليس خطاباً ثيولوجياً، أو وسماً عبثياً بالشيطنة (Demonization)، على طريقة تعالي بعض المستشرقين أو المنبهرين، بل أطروحة تدعو للتأمل. عندما تتحدث إلى الأميركيين، يجب التأسّي بأمير المؤمنين عليه السلام، الذي وصفه "وحشي"، قاتل سيد الشهداء الحمزة عليه السلام: "أمّا عليّ فرأيته حذراً كثير الالتفات".


(*) أستاذ حوزوي وجامعي.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع

مقال جميل جدا

خالد

2015-04-18 11:42:53

مقال جميل ويا ليت تكثرون منها

اصل بني اميه

محمد الحسيني

2015-04-27 21:33:16

ان اصل الاعراب الذين خانوا النبي محمد ص واصل بنوا اميه يعود الى ابرهه وارياط وجيشهما لان ابرهه عندما حاول هدم الكعبه وكان ذلك في زمن عبد شمس وليس في زمن عبد المطلب وقد زور بنوا اميه التاريخ حتى لايعرف احد نسبهم الاصلي لان ابرهه وجيشه كلما كان يمر بقبائل العرب كان هو جيشه يعتدي على نسائها ويقتل الكثير من رجالها وكذلك فعلوا باهل مكه عندما حاول هدم الكعبه وكان ذلك في زمن عبدشمس الذي كان له زوجه عربيه له ولد منها اسمه هاشم وايضا له زوجه من الاماء وهذه الامه كان ابرهه قد اعتدى عليها فولدت غلاما نسبه عبد شمس لامه الامه لانه كان يعرف ان ابو هذا الغلام الحقيقي هو ابرهه لذلك سماه اميه وهو تصغيرا لام الغلام الامه هوجد بني اميه ولم يعرف الا القليل من العرب هذه القصه وزعم بنوا اميه ان غزو ابرهه للعرب ومحاولته هدم الكعبه هو كرامه من كرامات النبي محمد لانهم زعموا ان النبي محمد ولد في هذا العام المشؤوم وزعموا انه عام الفيل مع العلم ان عام الفيل من كرامات اميه جد بني اميه وايضا فان افعال بني اميه كافعال جدهم ابرهه فقد قتل معاويه الكثير من اشراف العرب مثل الامام الحسن ع وتسبب معاويه بمقتل الامام علي ع وكذلك قتل معاويه الكثيرمن اصحاب النبي محمد ص المخلصين واما ابنه يزيد فافعاله وصفاته كجده ابرهه فابرهه حاول هدم الكعبه ويزيد ضرب الكعبه بالمنجنيق واحرقها وكذلك ما فعله يزيد باهل المدينه في موقعة الحره حيث استباح المدينه المنوره لجيشه وابرهه قتل سادات العرب وكذلك فعل يزيد وخاصة عندما ذبح الامام الحسين ع وحيدا فريدا في كربلاء وسبى بنات رسول الله