مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

أول الكلام‏: أميركا عدوّة الإنسانية

الشيخ أحمد وهبي

 



قبل أكثر من أربع عشرة سنة وقف الإمام الخميني قدس سره وأطلق شعاراً ما زال هادراً حتى الآن وسيبقى كذلك وهو "الموت لأميركا" ويفسر قدس سره في كلامٍ آخر له السبب في إطلاقة هذا الشعار بقوله: "أمريكا الشيطان الأكبر"، وفسر كونها الشيطان الأكبر بقوله: "كل مصائبنا من أمريكا" ويقول قدس سره أمريكا تحتل المرتبة الأولى بين أعداء الشعوب المحرومة والمستضعفة في العالم، وهي لا تتورع عن ارتكاب أية جريمة في سبيل هيمنتها السياسية والثقافية والعسكرية على البلدان الخاضعة لسيطرتها، إنها تستغل الشعوب المظلومة في العالم عن طريق دعايات واسعة تخطط لها أجهزة الصهيونية العالمية".

لقد رأى الإمام قدس سره ببصيرته الثاقبة وخبرته بأمور العصر مصدر كل آلام الشعوب في أمريكا شيطان العصر ونمروده وفرعونه الذي يمثل منبع الشر ومحوره وجذوره، فقد اجتمعت فيها كل ما جمعه الشيطان من صفات. أولها الاستكبار، وتاليها الظلم للإنسانية واستعبادها بقوة المال والسلاح، وسرقة ثروات الشعوب وموارد عيشها وحياتها، وإثارة الحروب وإشعال الفتن من أجل تحقيق مآربها، وفرض سيادتها وهيمنتها المنفردة على الأرض. لذلك لا نجد الآن مكاناً في الأرض فيه مصائب وآلام وقتل لا يكون لأمريكا دور فيه بشتى أنواع الحيل والمكائد والأساليب الخادعة والقاهرة. لقد أضحت أميركا عنواناً للظلم في القرن الماضي، وها هي تبدأ بأقسى أنواع الظلم قرناً آخر، لقد افتتحت القرن الماضي وفي مثل هذا الشهر في 30 حزيران عام 1922 بمصادقة الكونغرس الأميركي على إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، واستمرت بمناصرة الصهيونية وطوال القرن؛ هذا غير الجرائم بحق الإنسانية التي نفذتها بعدّة شعوب في العالم. وقد افتتحت هذا القرن أيضاً بما جرّته من المآسي على الشعب العراقي وقبله الأفغاني وآخرها مئات القتلى في الفلوجة والنجف الأشرف وكربلاء والبصرة، فجرّت على هذا الشعب المظلوم من القتل أشد مما ينزله الكيان الصهيوني الغاصب بالشعب الفلسطيني المجاهد الصامد. وآخر المآسي فضائح سجن أبي غريب التي يندى لها جبين الإنسانية. لقد باتت أميركا اليوم عدوّة الإنسانية، وبات شعار الموت لأميركا شعاراً للدفاع عن الإنسانية. فمن قتل إنساناً ظلماً فقد قتل الإنسانية، فإن اللَّه تعالى يقول:﴿مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع