مرة أخرى نقف أمام تلك اللحظات المصيرية ونستشرف واحداً من تلك الامتحانات الهامة، المسألة أن أمريكا في بحبوحة ما يسمى بالانتصارات بعد انتهاء الحرب الباردة، وبفضل السكوت المرعب المخيم على بعض بلدان المنطقة، وبالاستناد إلى التواجد العسكري الغاصب في الخليج الفارسي، تستهدف حل مشكلتها ومشكلة الصهاينة الغاصبين، وأن يعترف العرب بإسرائيل وينطفيء صوت فلسطين إلى الأبد.
أن تتخلص إسرائيل من شعورها بدغدغة معارضة الدول العربية سيؤمن أولاً الفرصة لربيبة أمريكا لكي تؤدي مهمتها، أي قمع التحرك الإسلامي في المنطقة باعتباره أكثر خطر جاد يهدد أمريكا.
ثم أنه ثانياً سيحقق انتصاراً جديداً على طريق تحقيق أمالها في توسيع رقعة احتلالها من النيل إلى الفرات.
يهدف العدو إلى أن يقتطع فلسطين عن جسد العالم الإسلامي وأن يبقي الشجرة الملعونة الصهيونية في ديار المسلمين.
تريد أمريكا بتثبيت النظام المحتل أن تمسك بكل زمام الأمور في هذه المنطقة الحساسة، وأن تخلص نفسها من هاجس الصحوة الإسلامية في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وهذا الحدث لا يمكن أن يقارن بأي من المؤامرات التي شهدها الشرق الأوسط خلال الأعوام الأخيرة، فالحديث عنا عن اغتصاب وطن وتشريد شعب تشريداً مستمراً أبدياً وانتزاع عضو من جسد العالم الإسلامي ومركز جغرافي للوطن الإسلامي الكبير وقبلة المسلمين الأولى انتزاعاً نهائياً.