مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مع الشهداء: أقصر الطرق إلى الله

الشهيد هيثم دبوق

أما بعد، فأنا الفقير إلى ربي دون سواه هيثم صبحي دبوق، أؤم بأن لا إله إلا الله لا شريك له فرداً أحداً صمداً لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد لا ينازعه في وحدانيته مخلوق أو محدث، ملأت أسماؤه أركان كل شيء، وسطع نوره فظهر له كل شيء، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخليفته في أرضه بعثه رحمة بعباده ليتدرجوا في مدارج الكمال على صراط التجرد والتجافي عن خطوط الدنيا وكدوراتها. وليسيروا على هدى الوحي والقرآن ابتغاء القربة إلى الله تعالى.

أحمده وأشكره على السراء والضراء وأستعين به على مكاره الأمور وأسأله الراحة عند الموت والفوز عند الحساب والغض عن ذنوبي أنه سميع مجيب واسأله أيضاً أن لا يفضحني على رؤوس الأشهاد يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب الأرباب.
إخواني المؤمنين: لقد قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون فعلى الإنسان العاقل أن يعي ويفهم ما معنى الحياة وما هو دوره في هذه الحياة، علينا أن نعرف أن الخلق ليس عبثاً ولهواً تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً علينا أن نعرف أن الإنسان قد وجد وخلق لهدف سام لهدف إلهي سماوي رباني ألا وهو العبودية الله تعالى علينا جميعاً أن نخرج من ظلمات قلوبنا وغفلاتنا وشهواتنا وأن ندخل في سلك التطور الإنساني.

علينا أن نخرج نفوسنا الأمارة بالسوء من أسفل السافلين حتى تصل إلى أحسن تقويم، ألا وهو العبودية الحقة، التي هي براق العروج إلى رب الأرباب، وقد قال عز من قال: ﴿واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، فلنخرج من عبادة الدنيا وعبادة الطواغيت وعبادة الأهواء وعبادة الأنفس فأم الأصنام صنم نفسك حتى تليق بنا الخلافة التي أرادها الله لنا. ﴿إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض فأبين أن يحملها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً.

حرروا نفوسكم من نير العبودية لغير الله تعالى لأنها لا تكون إلا له، ولا تأخذكم الشهوات والغفلات والملاهي والملذات فتقيدكم وتحجبكم عن الله تعالى فتكونوا عمياناً لا تبصرون، قال رب لما حشرتني أعمى وكنت بصيراً، قال كذلك أتتك آياتي فنسيتها وكذلك اليوم تنسى "فيا لها من حسرة لا تزول ولا تقاس بحسرات هذه الدنيا عندما نستفيق من غبطتنا ونومنا العميق فنجد زادنا فارغاً وكنا ممن يظن أنه يحسن الصنع في حياته الدنيا.

أيها الأخوة المؤمنين: عليكم أن تعوا المسؤولية الملقاة على عاتقكم، فإن الإسلام سيقوم على أكتافكم وبجهادكم فكونوا ممن قيل فيهم: إن لله رجالاً إذا أرادوا أراد.. فإذا أردنا أن ننصر الإسلام فعلينا أن نقدم الدماء والتضحيات، فوقود الثورة، هو دماء الشهداء، إخواني المؤمنين علينا أن نستمر في جهادنا مع أمريكا وإسرائيل وأذنابهم، علينا أن نكون حسينيين، وعليكن أن تكونوا زينبيات، وثقوا دائماً بأن النصر سيكون حليفكم، أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، أن الدعوة لله ومسؤولية الدفاع عن الإسلام ملقاة على عاتق الجميع فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، أدوا الأمانة التي استودعتموها، وأدوا حقها في سبيل الله، فعلى كل إنسان مسلم أن يعبئ طاقاته كلها من أجل خدمة الإسلام، وأعيروا جماجمكم لله، فإن من تعلق قلبه بالجمال المطلق، ولاح له لائح من الكمال المطلق يشتعل شوقاً إلى لقاء حبيبه ومعشوقه، حتى تتحرر نفسه من أسر هذه الدنيا وسجنها فيكون كله لله وفي سبيل الله وإلى الله.

إخواني المؤمنين أطرقوا أبواب الشهادة فإنها أقصر الطرق وأقربها إلى الله تعالى ولا ينالها إلا ذو حظ عظيم. وأوصيكم أن لا تنسوا دعاءكم للإمام بطول العمر وأطلب السماح منكم جميعاً وكذلك من أهلي الأحباء الأعزاء فعزاؤكم بمصاب أهل البيت ولا تنسي يا أماه ما كنت ترددينه دائماً: "كل المصائب بتهون عند مصيبة كربلاء" واسأل الله تعالى أن يغفر لي ذنوبي ويكفر عني سيئاتي وإن لا يفضحني على رؤوس الأشهاد وأن يرزقني شفاعة محمد وآل محمد عليهم السلام.
إلهي وألحقني بنور عزك الأبهج فأكون لك عارفاً وعن سواك منحرفاً.

وأرجو منكم أن تصلوا لي صلاة الوحشة وأن يصوم لي كل أخ يوم هدية وأن يقرأ لي القرآن الكريم والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم وعلى أمل اللقاء بكم في الجنة.

عبد الله المحتاج إلى رحمة ربه
هيثم صبحي دبوق
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع