مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

كشكول الأدب

فيصل الأشمر

*دليل الحروف
كتابة الألِف في آخر الاسم فوق الثلاثي:
تُكتب الألف في آخر الاسم فوق الثلاثي مقصورة إذا لم تسبقها ياء، نحو: "بشرى" و"ذكرى" و"مستشفى"، وتُكتب ممدودة إذا سبقتها ياء، نحو: "ثُريّا" و"دنيا" و"رَعايا". ويشذّ كل اسم علَم منقول عن فعل، نحو: "يحيى"، أو عن اسم تفضيل، نحو: "أحْيى"، أو عن جمع، نحو: "رَوايَى"، أو عن صفة، نحو: "رَيّى" (اسم علم مؤنث)، فإن هذه الأسماء تُكتب بالألف المقصورة رغم كون الحرف الذي قبل الألف ياء، وذلك للتفرقة بينها وبين ما نُقلت عنه1.

*أخطاء شائعة
أبَهَ بالموضوع: أي التفت إليه وهو استعمال خاطئ، والصحيح أن يُقال: أبه للموضوع، ورد في الحديث: "كم من ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبرّه"2.

لأجل ذلك: يقال: فَعل الأمرَ لأجل كذا، والصحيح أن يقال: فعلَ الأمرَ من أجل كذا. قال تعالى في الآية 32 من سورة المائدة: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا.

إحدى وعشرون: يُقال: جاءت إحدى وعشرون امرأة، والصحيح أن يُقال: جاءت واحدة وعشرون امرأة، ولكن نقول: جاءت إحدى عشرة امرأة.

تأخّرَ على: يُقال: تأخّرَ على العمل، والصحيح أن يقال: تأخّرَ عن العمل.

*نكتة نحوية
اعتلّ رجل، وأشرف على الموت، فاجتمع حوله أولاده في وداع أخير إلّا أحد أبنائه، وكان دارساً للنحو يتَقَعَّر في الكلام (تَقَعَّرَ الخَطيبُ في كَلامِهِ قَعَّرَ، أَي أَخْرَجَهُ مِنْ أَقْصَى حَلْقِهِ)، ويفتعل الكلمات.
•قال أولاده: ندعو لك أخانا؟
•فقال الرجل: لا تدعوه، إن جاء قتلني بنحوه ولفظه وتقعّره وأنا بين يدي ملك الموت، فارحموني منه يرحمكم الله.
•فقالوا: يا أبانا، نحن نوصيه ألّا يتكلم ويجلس في حضرتك صامتاً، مؤدباً، لا ينطق بكلمة.
•ولما دعوه، دخل على أبيه فقال معاجلاً :
يا أبتِ، قلْ لا إله إلا الله تدخل الجنة وتنجى من النار، يا أبت، والله ما شغلني عنك إلا فلان، فإنه دعاني بالأمس، فأهْرَسَ وأعْدَسَ، واستَبْذَجَ وسَكْيَجَ وطَهْيَجَ، وأفْرَجَ ودَجَّجَ، وأبْصَلَ وأمْضَرَ ولوْزَجَ وافلَوْزَجَ.
•فصاح أبوه، وقد ضاق صدره منه : غمِّضوني (أي أغلقوا عينيّ)، فقد سبق هذا ملك الموت إلى قبض روحي.

*من النثر العربي
يقول الأديب المصري الراحل مصطفى صادق الرافعي عن الإيمان:
الإيمان وحده أكبر علوم الحياة، يبصّرك إن عميت في الحادثة، ويهديك إن ضللت عن السكينة، ويجعلك صديق نفسك، تكون وإياها على المصيبة، لا عدوها، تكون المصيبة وإياها عليك، فهو يكسر الحادث ويقلل من شأنه، ويؤيد النفس ويضاعف من قوتها، ويرد قدر الله لحكمة الله فلا يلبث ما جاء أن يرجع، وتعود النفس من الرضا بالقضاء والقدر والإيمان به كأنما تشهد ما يقع أمامها، لا ما يقع فيها.

*من غريب القرآن الكريم
الخَرْص: قيل هو حرز الثّمرة أي وعاؤها، وقيل: الخَرْص: الكذب، وفي قوله تعالى: ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (الزخرف: 20)، قيل: معناه يكذبون. وقوله تعالى: ﴿قُتِلَ الْخَرَّاصُون (الذاريات: 10)، قيل: لُعن الكذّابون، وحقيقة ذلك: أنّ كلّ قول مقول عن ظنّ وتخمين يقال: خَرْصٌ، سواء كان مطابقاً للشيء أو مخالفاً له، من حيث إنّ صاحبه لم يقُله عن علم ولا غلبة ظنّ ولا سماع، بل اعتمد فيه على الظّنّ والتّخمين، كفعل الخارص في خرصه، وكلّ من قال قولاً على هذا النحو قد يسمّى كاذباً - وإن كان قوله مطابقاً للمقول المخبَر عنه - كما حُكي عن المنافقين في قوله عزّ وجلّ: ﴿إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ، وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ (المنافقون: 1)3.

*الأجوبة المسكتة
ذهب كاتب شاب إلى الرّوائي الفرنسي المشهور "اسكندر ديماس" وعرض عليه أن يتعاونا معاً في كتابة إحدى القصص التاريخيّة، وفي الحال أجابه ديماس في سخرية وكبرياء: كيف يمكن أن يتعاون حصان وحمار في جرّ عربة واحدة؟ وعلى الفور رد الشاب: هذه إهانة يا سيدي، كيف تسمح لنفسك أن تصفني بأنني حصان؟

*اسمٌ ومعنى
حاتم: يُقال: حتم الأمرَ أحكمه وأتقنه، فهو حاتم. وحتَمَ عليه الأمرَ: أوجبَه، جعله لازماً ﴿كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا. والحاتِمُ: القاضي، وأيضاً: الحاتِمُ الغراب: لزعْمِهم أنه يَقضي بالفراق إذا نَعَب4.

* من بلاغة أهل البيت عليهم السلام
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من أمير عشرة إلا وهو يجيء يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه حتى يكون عمله الذي يطلقه أو يوتغه". وهذه استعارة، لأن العمل على الحقيقة لا يطلق المرء من وثاق، ولا يوثقه بعد إطلاق، وإنما المراد أنه يجيء مغلولة يده إلى عنقه، فإن كان عمله صالحاً أطلق الله عنه ربقة وثاقه، وإن كان عملاً طالحاً زاده الله خناقاً إلى خناقه، وإنما أضاف صلى الله عليه وآله وسلم الإطلاق والإيثاق للعمل، لأنه سببهما، وصلاحه وفساده مؤثر فيهما. وقوله: "يوتغه" المراد به يسلمه ويهلكه، يقال: وتغ الرجل يوتغ وتغاً إذا هلك، وقد أوتغه غيره إذا أهلكه. ومنه قولهم: أوتغ فلان دينه إذا ثلمه وأفسده، ويروى: أو يوبقه، والمعنيان متقاربان.
(المجازات النبوية للشريف الرضي رحمه الله)


1.موسوعة الحروف في اللغة العربية، د. إميل بديع يعقوب.
2.مفردات غريب القرآن، الأصفهاني، ص146 (بتصرّف).
3.الجامع الصغير، السيوطي، ج2، ص295.
4.صاح وصوّت.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع