نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

على ضفاف "الآداب المعنوية للصلاة"



* سبب تأليف الكتاب
الإمام الخميني مفجّر ثورة الإسلام العظمى في القرن العشرين، ومحطم عرش الطاغوت ومزلزل أركان الكفر والاستكبار ألّف كتاباً عرفانياً سلوكياً لتحضير الناس لهذه الثورة التي ينبغي لها أن تغيّر المجتمع والأفراد.
علم الإمام أنّ طريق العبودية لله تبارك وتعالى هو السبيل الوحيد، وأنّ سلوكه لا يحصل إلاّ في الجهاد ومقارعة الطواغيت ومعايشة هموم المستضعفين واستنهاض المسلمين وتوعيتهم والوقوف بوجه الظالمين هذا ما يظهر بشكل جلّي من كلمات الإمام "قدس سره".
 

وليس هذا شيئاً جديداً في الإسلام، أو أمراً خفياً يحتاج إلى اجتهاد واستنباط بل هو من الضروريات المؤكّدة في هذا الدين الحنيف ولكن الذي يميز الإمام أنّه جعله نهجاً سلوكياً في حياته واستفاد من ضروريته وأرجحيته مذهباً عاماً يحكم مسار حياته. لم يُخف الإمام هذا الرجحان الواضح للجهاد في سبيل الله على كلّ شيء تحت أي حجج أو مبرّرات بل قاد حياته بكلّ مفرداتها تحت هذا العنوان العظيم الذي هو باب الله لخاصّة أوليائه.
وتمكّن الإمام من فتح هذا الباب على أمّة بأكملها فهو شريك كلّ شهيد ومجاهد رفع الله تعالى في العليين درجاته.
 

لماذا قدمنا بهذا الحديث المشهور والواضح؟!
لأنّ الإمام لم يتحرّك بحركة واحدة في حياته إلاّ إذا كانت تصب في تيار الجهاد الأصيل فقد أوقف نفسه كلّها في سبيل هذا العمل العظيم "وما زال!!".
وبالتالي، فإن الانشغال بعمل من هذا النوع: تأليف كتاب يسترعي الانتباه حيث يبحث الإمام دائماً عن كل طريق أصيل لبناء الإنسان فهو يعبر عن ذلك بقوله:
"وبعد، ففي الأيام الماضية أعددت رسالة، وأودعت فيها ما تيسّر لي من أسرار الصلاة، وحيث أنّها لا تناسب أحوال عامّة الناس، خطر ببالي أن أضع في سلك المعراج الروحاني، لعلّها تكون للأخوة في سبيل الإيمان ذكراً، وتترك في قلبي القاسي منها أثراً.."
 

إنّ الاشتغال بالتأليف عند الإمام لا يعقل أن يكون لأجل التأليف وإبراز المعارف فقط. بل إنّ الإمام قد جعل أكبر همّه نشر تعاليم الإسلام الأصيلة والدفاع عن مدرسة الروحانية العظيمة لأجل إحياء النفوس الميتة وإيقاظ الغافلين.
هذا من يمكن استنتاجه من أهداف الإمام ودوافعه لتأليف كتاب الآداب المعنوية للصلاة.
أمّا الهدف الغائي للكتاب فهو بيان البعد الآخر للدين الحنيف الذي هو غاية بعثة الأنبياء والرسل، وهو إماطة اللثام عن باطن الشريعة الذي يتوجّه إلى باطن الإنسان حيث أنّ الباطن هويته وحقيقته.
أراد الإمام بالدرجة الأولى أن يبيّن في وقت غابت الروحانيات بدرجة كبيرة عن المجتمع والحوزة إنّ لهذا الدين باطناً ولحقائقه أسراراً ولتشريعاته روحاً هي الثمرة المرجوّة من كلّ ما نزل وهذا ما يظهر في أول

جملة قدم بها كتابه الشريف بقوله:
"أمّا المقدّمة فاعلم أنّ للصلاة غير هذه الصورة لمعنىً، ولها دون هذا الظاهر باطناً".
 

ويقول قدس سره:
"ولكن ما لا بدّ من التنبيه عليه ها هنا من أعلى مراتب الخسران والضرر والاقتناع بصورة الصلاة وقشرها والحرمان من بركاتها وكمالاتها الباطنية التي توجب السعادات الأبدية، بل إنّها توجب جوار ربّ العزّة، وهي مرقاة العروج إلى مقام الوصول بوصل المحبوب المطلق الذي هو غاية آمال الأولياء، ومنتهى أمنية أصحاب المعرفة وأرباب القلوب، بل هو قرّة عين سيد الرّسل صلّى الله عليه وآله وسلّم".

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع