لستُ شيعيّاً وأحبُّ السيّد مرقد السيّد: ملاذُ القلوب في لبنان إحسان عطايا: السيّد في وجدان فلسطين سيّد شهداء الأمّة: طالبُ علم من النجف حتّى الشهادة الشيخ جابر: شهيدنا الأســمى كـان سيّد القوم وخادمهم السيّد الحيدريّ: ارتباطي بالسيّد نصر الله ولائيّ وفقهيّ مع الإمام الخامنئي | أوّل دروس النبيّ : بنــاء الأمّــة* نور روح الله | تمسّكـوا بالوحدة الإسلاميّة* أخلاقنا | سوء الظنّ باللّه جحود* فقه الولي | من أحكام مهنة الطبّ

قصة وعبرة | من استغنى.. أغناه الله*


بعد أن استبدّ به الفقر، وحرمه قوت يومه، قصد الشابّ مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلّه يعطيه شيئاً من الصدقات. جلس في مجلسه صلى الله عليه وآله وسلم وانتظره حتّى خلا المجلس وحانت الفرصة لطلب حاجته، يقول الشابّ: قبل أن أطلب، التفت إليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال لي: «من سألنا أعطيناه، ومن استغنى عنّا أغناه الله». عندما سمع الفقير هذه الجملة، رجع إلى المنزل من دون أن يطلب حاجته. وبقيت حالته على ما هي عليه، إلى أن طلبت منه زوجته أن يذهب مرّة أخرى إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فذهب إليه، فكرّر صلى الله عليه وآله وسلم خلال حديثه الجملة نفسها.

عاد كما المرّة السابقة من دون أن ينبس بكلمة، لكنّ حاله أخذت تزداد فقراً وحاجة، وبدأ الجوع ينهشه وأسرته، فألحّت زوجته عليه بالذهاب مرّة ثالثة.

للمرّة الثالثة، لم يطلب شيئاً، بل سمع الجملة نفسها من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. عندها، فهم الشابّ مغزى هذا الكلام، أدرك أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يريده أن يسلك طريقاً آخر، فهم أنّ للحياة مسلكاً مختلفاً؛ فطلب حاجته ليس صحيحاً، ولا مناسباً.
فكّر الفقير قليلاً، حاول أن يبحث عن فرصة معيّنة، صالحة لتكون بدايةً لعمل يرتزق منه بكرامة وهمّة. قال في نفسه: أنا فقير مدقع، لكنّني أملك قوّتي وصحّتي، ألا أستطيع أن أجمع الحطب؟
ثمّ فكّر قليلاً، إلامَ يحتاج جمع الحطب؟ يحتاج إلى حيوان وحبل وأداة لقطع الحطب. فقاده تفكيره إلى جيرانه واستعار منهم هذه الأدوات، ثمّ جمع الحطب وباعه، فأخذ النقود التي جباها وصرفها على بيته، وكان لأوّل مرّة يشعر بلذّة تعبه ويرى نتيجة سعيه وجهده. ثمّ كرّر هذا العمل في اليوم الثاني، لكنّه فكّر أن يدّخر قليلاً من المال الناتج. ثم كرّر ما فعله أيّاماً عدّة حتّى اشترى تلك الأدوات من ماله. وشيئاً فشيئاً، استطاع أن يؤمّن حياته واحتياجات أسرته من دون الطلب والسؤال.
وفي أحد الأيّام، ذهب للصلاة في المسجد النبويّ، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم: ألم أقل لك: من سألنا أعطيناه، ومن استغنى عنّا أغناه الله؟ فلو طلبت منّي في ذلك اليوم لأعطيتك، ولكنّك كنت ستبقى تطلب إلى آخر عمرك، أمّا بتوكلك على الله وسعيك وراء العمل، أغناك الله.


*مقتبس عن كتاب: القصص المعنويّة عند الشهيد المطهريّ، لطيف الراشدي، ص 11- 12.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع