صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

المسلمون في الفيليبين


* الموقع والمساحة
تظهر الفيليبين كأرخبيل متمدد من جنوب شرقي آسيا وأول جزيرة فيه من الشمال هي جزيرة (يامي) التي تبعد 78 ميلاً من فرموزا وآخر جزيرة فيه من الجنوب هي جزيرة (سالوج) التي تبعد 34 ميلاً من بورينو.
ومجموع جزر الفيليبين 7100 جزيرة وهي تشبه تقريباً شكل المثلث، وأكبر الجزر فيها هي جزيرة (لوزون) التي فيها العاصمة (مانيلا) ومساحتها 40814 ومجموع مساحة الأرخبيل الفلبيني 115600 ميلاً مربعاً، وتعتبر الفيليبين ذات طقس استوائي ذي فصلين: الفصل الجاف والفصل الممطر، وهذا الجو مع شدته مطاق ومحتمل حتى من الرجل الأبيض الذي ينتمي إلى البلاد الباردة.

* جنسية السكان في الفيليبين
إن السكان في الفيليبين يتكونون من أجناس مختلفة فهم خليط من الزنوج والأندونيسيين والهنود والصينيين واليابان والعرب والأوروبيين والأمريكان.
ويوزع السكان على طوائف متعددة أهمها الكاثوليك البالغ عددهم 75% من السكان، ثم المسلمون في الدرجة الثانية ويبلغ عددهم حوالي 11% من مجموع السكان.

* وصول الإسلام إلى الفيليبين:
اتفق معظم المؤرخين على إن الإسلام وصل إلى الفيليبين بعد انتشاره في أراضي الشعوب الملايوية في جنوب شرقي آسيا وقد وصل إليها عن طريق التجارة البحرية ورسخ أقدامه بصورة عامة أولاً في جزر المحيط الهندي القريبة إلى مراكز الإسلام القديمة، فقد وجد التجار المسلمون في أكثر جزر المنطقة الماليزية وأرخبيل الملايو الذي يشمل جزر الأميو وجزر أندونيسيا وبرنيو والفيليبين.
في أواخر القرن الثالث عشر ميلادي كان في شمال سومطرة جالية إسلامية كبيرة وما أن حل القرن الربع عشر حتى وجدت مستوطنات إسلامية في جزيرة (هولد) جنوبي الفيليبين. وفي الرجوع إلى الدراسات الأثرية التي وجدت في جبل (داتو) في جزيرة سولو جنوبي الفيليبين والتي كتب فيها على أحد القبور باللغة العربية:

* انتشار الإسلام في الفيليبين
وصل الإسلام إلى هذه الجزر يحمله التجار والدعاة، وإن كثيراً من أبناء البلاد قد اعتنق الإسلام بعدما رأى ما يتحلى به التجار في معاملتهم الإسلامية.
ولقد سلك المسلمون الذي قدموا إلى هذه الجزر أقوم الطرق لنشر الإسلام فتعلموا لغة السكان وعرفوا عادات أهلها وتزوجوا من نسائهم وعملوا على توحيد كلمتهم بحذق وتناسق أكثر مما يصنعه أهالي البلاد وبدلاً من أن يعتزلوا في أنفة وكبرياء امتزجوا شيئاً فشيئاً مع عامة الشعب واستخدموا كل ما يتميزون به من تفوق في العلم والحضارة في القيام بأعمال الدعوة إلى الإسلام وطبقوا مبادئ دينهم وسلوكه ونجحوا آخر الأمر على أن يصيروا من زمرة الزعماء الذين يتبوؤن أرفع مكان في الدولة فزاد ذلك من قوتهم شيئاً وانتشر الإسلام بسرعة في جنوب الفيليبين بعدما اجتهد المسلمون في أمور كانوا يرونها لازمة لتقريب هذا الدين من أذهان الشعب.

* جهاد المسلمين ضد المستعمرين المسلمون والاستعمار الأسباني
من الحروب التي خاضها المسلمون في الفيليبين تلك التي وقعت مع المستعمرين الأسباب والتي جعلها الأسباب حرباً دينية ضد مسلمي الفيليبين وحملوا المسيحيين فيها على قتال المسلمين واستمر جهاد المسلمين في الدفاع عن أراضيهم ومعتقدهم الديني أكثر من ثلاثة قرون في منداناو وسولو وأسباب هذه الحرب معروفة، حقد الأسبان ضد الإسلام والمسلمين ولرغبة هؤلاء باستعمار البلاد واستغلال ثروتها ونهب خيراتها.
وقد أطلق الأسبان على المسلمين في الفيليبين كلمة مورو MORO بمعنى المسلمين من الكلمة اللاتينية MOURUS ويطلقها الأسبان قديماً على المسلمين في أسبانيا وشمال أفريقيا وأخيراً أطلقوها على مسلمي الفيليبين.
والمورو أو المسلمون الذين يقطنون جنوب الفلبين يقسمون إلى:
1- ماجنداناو: وهم الذي يسكنون كوتاباتو.
2- مرناو: الذين يسكنون حول بحيرة لاناو.
3- سمال: الذين يسكنون على شاطىء سمونجا والجزر القريبة شمال سمونغا وتاوى تاوى.
4- سانجل: الذين يسكنون خليج داباو.
5- يكن: الذين يسكنون باسيلان.
6- هلوانوا: الذين يسكنون سولو.
وقد عمل المستعمرون الأسباب بالضغط على المسلمين بمحاولة إدخالهم بالدين المسيحي وقاموا بالقبض على علماء المسلمين وحرق المساجد والمدارس وإخراجهم من أرضهم، وقاوم المسلمون الأسباب بكل ما أوتوا من قوة حيث أعتصم المسلمون بدينهم وتمسكوا بعقيدتهم وكتبوا بدمائهم الطاهرة أعظم وأجل صفحات مضيئة في التاريخ الفيليبيني.

* المسلمون والمستعمرون الإنجليز:
استطاع الإنجليز أن يحتلوا مانيلا سنة 1792م. بدعوى حمايتها من غارات المسلمين والصينيين ولكنهم عادوا وسلموها إلى الأسباب بموجب معاهدة باريس سنة 1763 وفي سنة 1772م. ظهر الإنجليز في سولد وطلبوا من سلطان المسلمين آنذاك السماح لهم أن يقيموا مصنعاً لكن السلطان رفض طلبهم فعمدوا إلى جزيرة صغيرة في أرخبيل سولو واستولوا عليها وأقاموا فيها الاستحكامات وجعلوها قاعدة حربية ولكن في سنة 1776 هاجم المسلمون الجزيرة وقضوا فيها على الإنجليز.
 

*المسلمون والمستعمر الأميركي والياباني
بعد انتصار أميركا على أسبانيا في سنة 1898م. طمع هؤلاء المستعمرون بأراضي المسلمين وقد قاوم مسلمو الفيليبين الاستعمار الأميركي وقدموا الشهداء من أبنائهم في السنين المتتاية فقد تقابل المسلمون مع قوى الاحتلال الأميركي في موقعة قريباً من (هولو) سنة 1906 حيث استشهد من المسلمين أكثر من 600 شهيد من الرجال والنساء والأطفال وكانت الموقعة الثانية قريباً من (هولو) أيضاً في سنة 1913 وقدم فيها المسلمون كثيراً من الشهداء.
واستبدل الأمريكان كلمة السلطان التي كان يتمتع بها المسلمون (بالوزارة الخاصة) والتي كان المسلمون يتولون زعامة عدة سلطات فى جنوب الفيليبين وهي سولو، لاتاو، كوتاباتو، وسمونغا، داباو، واغلاس، بوكيدنن، وبذلك أفل نجم السلاطين والمسلمين.
وفي سنة 1936 وافقت أميركا على استقلال الفيليبين تدريجياً بإعطاء السكان في الفيليبين مدة عشر سنوات كفترة انتقال واختير أول رئيس للبلاد وألغى مكتب شؤون غير المسيحيين وبذلك صار المسلمون فيليبينيين دون أن يدروا من أمرهم شيئاً وأستمر الوضع على ذلك إلى أن قامت الحرب العالمية الثانية واحتل اليابانيون الفلبين وهب المسلمون يكافحون الغزاة الجدد وأعلنوا عصيانهم على الحكومة وزج بكثير من المسلمين في السجون ومعسكرات الاعتقال التي أقامها اليابانيون لمعارضتهم احتلال جزرهم وقاوموا الإبادة الجماعية التي نفذها اليابانيون ضد المسلمين.

* وضع المسلمين بعد استقلال الفلبين
وعندما هُزم اليابنيون وقامت الحكومة الوطنية الكاثوليكية رفع المسلمون لواء العصيان ضدها وضد العصابات المسيحية التي ظلت تمارس أعمالها الإرهابية حيال الأقليات المسلمة في بعض الجزر مما أدى إلى إثارة المسلمين وقيام الحكومة بتهجير العديد من المسيحيين إلى المناطق الإسلامية مما يؤدي إلى جعل المسلمين أقلية في بلادهم.
وبعد استقلال القيليبين 1946 صارت إدارة شؤون المسلمين في يد رئيس الدولة الكاثوليكي اعتباراً من سنة 1950 فأخذ يعمل على تفتيت القرى الإسلامية وحرمانها من الحقوق التي تتناسب مع تعدادها بالنسبة لمجموع سكان الفيلبيين.
ونتيجة لسياسة القهر والاضطهاد وإخراج المسلمين من أراضيهم ومنحها للمهاجرين المسيحيين فإن مساحة الأرض التي يعترف بها اليوم لا تزيد عن 35% من أصل 92% من مساحة مينداناو وإن كانوا يضعون أيديهم فعلاً على 65% والمسلمون لا يتركون أرضهم إلا بعد أن يقدموا الكثير من أبطالهم شهداء في مقاومة جماعة (ايلاجاس) وهي تنظيم سري هدفه الاستيلاء على أراضي المسلمين وقد درب أفرادها على حرب العصابات في إسرائيل، فالمسلمون في الفلبين يواجهون الكثير من المشكلات السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية حالياً.

* الوضع الديني
يلاحظ لدى الكثير من المسلمين في الفيليبين الرغبة الأكيدة في التمسك بالدين الإسلامي والحرص على فهم تعاليمه وإقامة شعائره وتطبيق مبادئه على الرغم من أنهم أقلية في الفلبين وأنهم في المحيط الهندي إلا أنهم يفتخرون بدينهم ويقومون على المحافظة على شعائره قدر المستطاع ويظهر ذلك جلياً في احتفالاتهم الدينية.

* الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
ويكون الاحتفال فيه على مستوى المحافظة ويشترك فيه جميع المدارس وفي جميع القرى وكل الهيئات الجمعية فإذا حل العيد يوم المولد المبارك زينت المدينة وأضيئت الأنوار في الشوارع واجتمع الناس في يوم مهرجان فرح كبير.

* يوم عاشوراء
في ليلة العاشر من محرم يقوم المسلمون في الفلبين بطهي الطعام وإطعام الزائرين ويغضبون ممن لا يأكل منه وكل أسرة تعطي الماء لمن يجاورهم لأنهم يتذكرون بذلك عطش أبي عبد الله عليه السلام، وكذلك في شهر رمضان وليلة القدر.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع