مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

المسلمون في اليابان‏

* الموقع
يضم الأرخبيل الياباني الذي يتخذ شكل قوس عدة جزر كبيرة، إلى جانب آلاف الجزر الصغيرة، التي تشكل مجتمعة القوس الكبير، القابع على صفحة المحيط الهادي‏ء. يبلغ طول الأرخبيل الياباني نحو 3800 كلم، وبسبب الطبيعة الجيولوجية الضعيفة لهذا البلد، فهو معرَّض لكثير من الزلازل والهزات الأرضية، وهو يضم 195 بركاناً.

* المساحة وعدد السكان
تبلغ مساحة اليابان حوالي 377,708، كلم‏2. وينتصب على هذه المساحة أكثر من 580 جبلاً، أعلاها جبل فوجي، وهو بركان خامد منذ سنين عديدة.
أما عن السكان اليابانيين، فيبلغ تعدادهم أكثر من 130,000,000 نسمة، بينهم أكثر من 100,000 من المسلمين، ويعيش نحو 70% من مجموع السكان في المدن الكبرى، أما الباقون فيعيشون في قرى متباعدة ومتفرقة.
كانت اليابان فيما مضى بلداً منغلقاً على ذاته، يعيش في عزلة تامة بعيداً عن العالم الخارجي، غير أن هذه الدولة حين خرجت من عزلتها وانفتحت على الدول الأخرى، أصبحت من كبريات الدول الصناعية، ومشت نحو التقدم العلمي والتقني، بخطوات واسعة جداً، وبسبب حاجاتها للخامات من أجل الصناعة، دخلت اليابان الحرب العالمية الثانية، وسيطرت على الهند الصينية والفيليبين واندونيسيا والملايو، وعندما ترك اليابانيون هذه البلاد، وكانوا قد اتصلوا بالمسلمين فيها، عادوا وقد اعتنق عدد لا بأس به منهم الإسلام على أيدي سكان تلك المناطق التي احتلوها.

* الاقتصاد الياباني
كما عرفنا، اليابان دولة صناعية كبرى، ولذا فالصناعة هي أهم الأنشطة الاقتصادية فيها، وتشمل معظم الصناعات المعروفة، فمنها الخفيفة والثقيلة والالكترونية والكيمياوية والتحويلية، بالإضافة إلى صناعة الملابس والمنسوجات وما إلى ذلك.
وتعتبر الزراعة من الحرف المهمة بالنسبة للسكان، وتشكل الأراضي الصالحة للزراعة نحو 15% من مساحة اليابا، وأما أهم المحاصيل الزراعية فهي الأرز الذي يتعدى إنتاجه السنوي 10,000,000 طن، كما ويزرع اليابانيون القمح والشعير والفاكهة، وهم يستغلون أشجار الغابات في العديد من المشاريع الاقتصادية، ويشتهر اليابانيون بحرفة صيد الأسماك التي يمارسها كثير من السكان والتي تعتبر من أهم الحرف اليدوية، وبرغم كون اليابان بلداً صناعياً فإنه يفتقر إلى الخامات التي يتم استيرادها من الخارج.

* كيف دخل الإسلام إلى اليابان؟
لقد كانت اليابان - كما مر معنا - دولة منغلقة على نفسها، وزاد في عزلتها موقعها الجغرافي كأرخبيل جزر بعيد نسبياً، قابع في المحيط، ولهذا لم يصل الإسلام إليها إلا متأخراً، على الرغم من وجوده في الصين المجاورة، وفي الفيليبين منذ فترة طويلة، ولعل تلك العزلة التي عاشتها اليابان قبل بداية النهضة الصناعية هي السبب في تأخر وصول الإسلام إليها، فقبل عام 1308 للهجرة، لم يعرف اليابانيون سوى معلومات ضئيلة عن الإسلام، من جيرانهم الصينيين، ومن بعض الكتب القديمة، وبعد ذلك التاريخ بدأ الاتصال بين اليابانيين والمسلمين، فكان أول اتصال عبر إحدى السفن التركية التي تحطمت إثر زيارتها لليابان على أحد شواطئها، وانتقل ملاحوها بدعوة رسمية إلى اليابان بغية المعالجة، عقب ذلك الحادث توطدت العلاقة بين المسلمين واليابانيين، الأمر الذي أدى إلى اعتناق عدد من هؤلاء للإسلام.
 

وفي سنة 1342 للهجرة، وصل إلى اليابان أول لاجي‏ء مسلم من تركستان، وبعد نحو 10 سنين من وصوله بنى أول مسجد في طوكيو العاصمة، وكان قد تبعه بعيد لجوئه نحو 600 مسلم، وكما أشرنا سابقاً، فإن عودة الجنود اليابانيين من الحرب العالمية الثانية، وقد اعتنق بعضهم الإسلام، هو ما قد وطد دعائم هذا الدين في ذلك البلد.
تشير إحصائيات نشرت في السبعينات إلى أن عدد المسلمين اليابانيين يصل إلى 120,000 مسلم، ولكن بعض المراكز المختصة بشؤون المسلمين في العالم، تشير إلى أن هذا العدد وصل إلى مئات الآلاف خلال السنوات الماضية، ومع ذلك، فإن نسبة المسلمين في اليابان ضئيلة جداً مقارنة مع نسبة عدد السكان البالغة نحو 130,000,000 نسمة، فالمسلمون الذين حاولوا نشر الإسلام في اليابان لم يحصلوا على النتائج المرجوة، إلا أن حركة الإسلام تنمو بشكل جيد، حيث أن أغلبية المسلمين هناك هم من أصل ياباني، تعرفوا على الإسلام بواسطة الجمعيات الإسلامية والمراكز المختصة، وقد ذكر تقرير صادر عن أحد هذه المراكز إن إعداداً كبيرة من اليابانيين تدخل الإسلام بعد أن أتيحت لهم الفرصة لمعرفة الدين الحنيف معرفة صحيحة، وتوجد حسب هذا التقرير أعدادٌ كبيرة لديها الاستعداد التام للتفرغ الكلي من أجل متابعة محاضرات ودراسات متواصلة عن الإسلام، وإذا رجعنا إلى دستور اليابان نجد مادة تختص بالأديان، وهي المادة العشرين والتي تقول: إن حرية الدين مكفولة للجميع، ولا يحق لأي تنظيم ديني أن يتلقى امتيازات من الدولة، أو أن يقوم بأي نشاط سياسي.

لعل هذه المادة من الدستور الياباني توحي ببعض المتنفسات لإتباع الدين الإسلامي الذين، وإن حرموا من عملهم السياسي، فإن بإمكانهم المحافظة على ممارسة شعائرهم وتطبيق تعاليم دينهم دون أي خطر.
إن طبيعة المجتمع الياباني، غير المتعصب، والذي لا يكن العداء للمسلمين ولا يتمسك بأي موقف محدد ضد الإسلام، قد ساعدت كثيراً على تنامي الحركة الإسلامية في ذلك البلد، ولكن، دون شك، هناك عقبات أخرى تتعلق بمفهوم الفرد الياباني للدين بشكل عام.
فتاريخياً، نرى أن البوذية والمسيحية تحولتا عند مجموعات من اليابانيين إلى مفاهيم وطقوس محلية، عرفت بدين "الشانتو"، حيث أخذ أهل اليابان من هاتين الديانتين نقاطاً متفرقة، وجمعوها لتصبح ديناً موحداً يتبعه الكثير منهم الآن.
المسلمون في اليابان أقلية تعيش بين أكثرية بوذية، وأعداد غير قليلة من المسيحيين وذوي بعض الأديان الأخرى "كالشانتو".
فما هي مؤسسات المسلمين؟ وما هي الصعد التي يعملون عليها؟

في اليابان ذات المئة والثلاثين مليوناً، والتي تضم أكثر من مئة وعشرين ألف مسلم، يوجد أربعة مساجد فقد، وهذا ما يحتاج إلى تفسير، خاصة في ظل الحرية الدينية المكفولة لجميع الأديان.
هذه المساجد هي (مسجد طوكيو) الذي بناه أول مهاجر تركي مسلم إلى اليابان (محمد عبد الحي قربان) سنة 1357 للهجرة، ثم مسجد (مدينة اوزاكا) وقد بني عام 1397 للهجرة، ثم مسجد (مدينة كوب) وأخيراً مسجد في مدينة (ناجويا).
ويوجد في اليابان أيضاً خمس جمعيات إسلامية تعمل على نشر الثقافة الدينية وطبع كتيبات مختلفة، وتقوم هذه الجمعيات الإسلامية بجهود حثيثة لنشر العقيدة الإسلامية، وقد توسعت علاقة مسلمي اليابان بالعالم الإسلامي، عبر اتصالاتهم وعلاقاتهم مع أكثر من دولة إسلامية، رغم بعدها الجغرافي، عن البلاد الإسلامية في المنطقة.

وفي الوقت الذي تعرف فيه المعاهد الثقافية في اليابان بأنها على درجة عالية ومرموقة، فإن المسلمين في هذا البلد يتعلمون قواعد الدين الإسلامي وأسسه في المساجد الأربعة الموزعة على أربع مدن، إذ لا توجد أية مدرسة إسلامية، يمكن أن يتوجه إليها الطلاب المسلمون، وذلك على الرغم من عمل بعضهم في الاختصاصات العالية كالطب والهندسة.

* وضع المسلمين في هذا البلد
مسلمو اليابان بعيدون عن حال الفقر، فهم ليسوا كإخوانهم في بعض الدول الأخرى (كاثيوبيا) مثلاً، وبعيدون عن الاضطهاد السياسي والديني، وعن عمليات الإبادة الجماعية التي يتعرض لها مسلمون في كثير من مناطق العالم كالهند، وإذا تحدثنا عن المئة والعشرين ألف ياباني مسلم، فإننا نتحدث عنهم كشعب حر يحتفظ بكرامته، ويعيش بعيداً عن الظلم والاضطهاد والتجهيل والأبعاد، ولكن هناك نقطة ضعف قد تبدو غير ذات أهمية، إلا أنها تمثل خطراً لا يمكن تجاهله، وتحمل الكثير من علامات الاستفهام، وهي أن المسلمين اليابانيين، على الرغم من علاقاتهم مع أكثر من دولة عربية وإسلامية، وعلى الرغم من الإمكانيات المتوفرة لديهم، فإن المدارس الإسلامية لا وجود لها في بلدهم على الإطلاق، والمساجد الأربعة الموجودة منذ زمن بعيد لا زالت أربعة، ولم يعمل على إنشاء أي مسجد آخر، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الجمعيات والمراكز الإسلامية، وبرغم نشاطها، فإنها لم تحقق ما يأمله المسلمون من نجاح على مستوى نشر الثقافة الإسلامية بشكل كبير، والأخطر من هذا وذاك هو بعد مسلمي اليابان عن أخوانهم المسلمين المجاهدين في أكثر من مكان ضد أكثر من ظالم ومحتل ومضطهد، وذلك على مستوى الفكر والاهتمام، لعدم وجود قنوات مختصة لتغذية الوعي الإسلامي المتصاعد بينهم، فهم يلاقون مصاعب كثيرة في إدراك الحقائق الكامنة وراء الصحوة الإسلامية في الكثير من دول العالم هذا الواقع المر يظهر من خلال عدة أمور.
 

\فمسلمو اليابان لا يعرفون حق المعرفة لماذا تشن الحرب على كل التيارات الإسلامية في مناطق متعددة من العالم على سبيل المثال، وصحيح أن دخول فرد ياباني أو جماعة يابانية في الإسلام هو حدث عادي وصحيح أن الإسلام مؤهل في هذا البلد للانتشار رغم بعض المصاعب، غير أن الوعي السياسي ما زال ناقصاً بدرجة كبيرة، وإذا كان اليابانيون بحاجة إلى مدارس إسلامية، فإنهم بحاجة أكثر إلى امتلاك الوعي، وإلى روح الأخوة التي تربطهم مع أخوانهم المسلمين في جميع أقطار العالم، وهذا النقص لا بد له من سبب، ولا بد لكل مسلمي اليابان يتصلون ويرتبطون بشكل كبير مع مسلمين من دول خليجية كالإمارات العربية والمملكة السعودية وما إلى ذلك، وبمعنى آخر أن علاقات مسلمي اليابان مع غيرهم من المسلمين، تتركز بشكل كبير على أصحاب الخط الرجعي، المتمثل في هذه الدول، مما يشكل حاجزاً أمام دخول الوعي الإسلامي الحقيقي، وبالتالي يمنع وصول الفكر الجهادي إليهم.

إن الشعب الياباني بشكل عام، لديه القابلية اللازمة لتقبل الدين الإسلامي، ولكن أن يدخل (الإسلام الأميركي) - على حد تعبير الإمام الخميني قده - إلى اليابان لهو أمر ينذر بالكثير من الأخطار، فهل يعي المسلمون هذه الحقيقة، وذلك الخطر ويعملون على إيصال الإسلام المحمدي الأصيل إلى مسلمي اليابان؟
إنه أمر خطير وعظيم، وعلى المسلمين أن يعوا هذا الخطر، وأن يقفوا أمامه بثبات.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع

التواصل مع شيعة اليابان

حسين آل مهدي

2016-07-02 10:13:22

هل أستطيع الحصول على عنوان لمسجد أو جمعية أو عالم دين في اليابان؟ شكرًا