مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص مجتمع | "الأمّ بتلمّ" مناسبة | من رُزق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حُبّها أذكار | شهر رمضان المبارك آخر الكلام | الأوراق المغلّفة الافتتاحية | ما أفضل أعمال شهر رمضان؟ القرآنُ مشروع حياة

صحة وحياة: كيف نحفظ نعمة النظر؟


تحقيق: كوثر حيدر


المكان كلّه مظلم! الرّؤية تنعدم حتّى تغدو الأشياء كلّها يشبه بعضها بعضاً؛ لا روح تسكن فيها، الألوان كلّها واحدة، المشاعر الباردة نفسها، كلّ حاسّة تتوق إلى المزيد، سوى عينيه، اللتين أطفأ البردُ زيتهما. هكذا تمرّ الصّور اليوميّة لدى "بلال"، الشّابّ العشرينيّ الّذي فقد نعمة البصر!

* ماذا يعني ضعف النظر؟
ضعف البصر (Low Vision) هو اضطرابات في الرؤية، بحيث يصعب على الشخص أداء أنشطته اليوميّة كقيادة السيّارة، أو التعرّف على وجوه الأشخاص، أو مشاهدة ما تعرضه الشاشات بوضوح، أو القراءة، دون إجراء طبّي: عبر النظّارات أو الأدوية أو الجراحة أو العدسات اللاصقة.

ولأهميّة هذه النعمة الكبرى، ووجوب الحفاظ عليها، توجّهنا لمقابلة الدّكتور علي الحاج حسن، المتخصّص في طبّ العيون، للوقوف عند مزيد من التفاصيل حول هذه المسألة.

* ضرورة الفحص
أكّد الدّكتور علي على ضرورة إجراء فحص نظر لجميع الأطفال الذين يبلغون 4 أو 5 سنوات قبيل توجّههم إلى المدرسة. أمّا الأطفال الّذين يعانون من ضعف النّظر، فيجب معاينتهم كلّ ستّة أشهر إلى سنة حتّى يبلغوا الثامنة عشرة؛ لتصبح بعدها زيارة طبيب العيون مرّة واحدة كلّ سنة. أمّا من هم فوق الأربعين عاماً، فيجب أن يراجعوا الطبيب كلّ سنتين.

* كيف نكتشف ضعف النظر؟
لضعف النظر مجموعة أعراض وجب على من يشعر بأحدها التوجّه إلى زيارة طبيب العيون، وهي:

1. التشويش في الرّؤية في المسافات القريبة أو البعيدة.

2. الشّعور بألمٍ في العينين عند التّركيز أو أثناء القراءة.

3. حدوث آلامٍ في الرّأس، وهو ما يُعرف بالصداع الناتج عن ضعف النظر أو اضطرابات الرؤية، أو بالصداع النصفيّ العينيّ أو البصريّ (Ocular migraine).

4. وجود إزعاجٍ حادّ في العينين مع الزّيادة في التّرميش.

عندها تجب زيارة الطبيب ليُشخّص ضعف البصر عبر إجرائه فحصاً كاملاً للعين؛ لمعرفة المشاكل والاضطرابات التي تصيبها.

* علاج ضعف النظر
عادةً، لا يعالَج ضعف النظر عبر الأدوية، بل ثمّة إجراءات عمليّة من شأنها مساعدة الأفراد على ممارسة حياتهم بشكلها الطّبيعيّ قبل التّوجه إلى الإجراء الطبيّ، ومن بينها العلاج عبر ارتداء النّظارات أو العدسات الطّبيّة، وهو الإجراء الأكثر شياعاً لدى من يعاني من ضعف النظر.

ويشير الدّكتور علي الحاج حسن إلى أنّ العدسات لا تناسب الصّغار الّذين لا يعرفون كيفيّة الاعتناء بها بالشّكل المطلوب، فضلاً عن الأشخاص الّذين يعملون في أماكن جافّة وفيها الكثير من الغبار. كما أنّها لا تناسب الأشخاص الّذين يعانون من جفاف في العينين، والتهاب أو تحسّس فيهما.

أمّا العلاج الطّبي باللّايزر، أي عمليّة تصحيح النّظر، فهي آخر الخيارات التي يتمّ اللجوء إليها لمن توقّف لديه تطوّر ضعف النّظر، وهو يحصل إجمالاً بعد سنّ الثّامنة عشرة.

* كيف السبيل إلى حماية النظر؟
يقدّم الدّكتور علي الحاج حسن بعض الإرشادات الّتي من شأنها حماية العين من خطر ضعف النّظر، منها:

1. اتّباع نظام غذائيّ صحيّ، يشمل الفواكه والخضراوات، خاصّة ذات اللّون الأصفر الفاقع كالجزر، وكذلك الأسماك؛ لأنّها غنيّة بأحماض الأوميغا 3 الدهنيّة، لما لذلك من دور في تعزيز صحّة العينين والوقاية من ضعف البصر أو فقدانه.

2. إراحة العينين عبر التوقّف عن استعمال الأجهزة الإلكترونيّة في فترات متقطعة أثناء العمل، بحيث لا ينظر إليها فترة طويلة ممتدة.

3. ترميش العين بمعدل طبيعي (رمشة بين 3-10 ثوانٍ)، خاصّة لمن يقومون بأعمال نظر تركيزية، كقراءة التحاليل والتجارب المخبرية، والكتابة والدراسة، حيث ينخفض معدل "الترميش" إلى النصف أثناء القراءة، فكلّ عمل يجهد العين يحتاج بمقابله الحفاظ على رطوبة العين وذلك بالحفاظ على وتيرة "الترميش"، وعدم استخدام وضعية "التحديق"؛ فترة مجهدة للعين (أكثر من 20 ثانية).

4. القيام ببعض التمارين لتحريك عضلات العين ووقايتها من التعب أثناء استخدام الأجهزة الإلكترونيّة، منها ما يُعرف بقاعدة 20-20-20؛ التي تقضي بأن يستخدم الفرد الجهاز الإلكترونيّ لمدّة 20 دقيقة، ثمّ يسرّح عينيه من خلال النظر بعيداً لمسافة 20 قدماً، أي ما يعادل 6 أمتار، لمدّة 20 ثانية، وهكذا.

5. ارتداء نظّارة شمسيّة في حال التعرّض للشمس، ونظّارة طبيّة تحمي من يستخدم الأجهزة الإلكترونيّة من الأشعّة الزّرقاء.

6. التجوّل في الطبيعة والنظر إلى النباتات والأشجار الخضراء، يوميّاً لمدّة لا تقلّ عن ساعة؛ لأنّ من شأن ذلك إراحة العينين وتخفيف احتمال الإصابة بضعف النّظر.

وأخيراً، النظر نعمة ثمينة قد لا يقدّرها إلّا من يفقدها. وحتّى لا نتحسّر على ضعفها أو فقدانها يوماً ما، فلنعمل بالخطوات الوقائيّة التي من شأنّها أن تجنّبنا الكثير من المشاكل في المستقبل.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع