د. فلاح السعدي(*)
أقسم تعالى، في قوله: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ (التين: 1) بهاتين الثمرتين المباركتين، على جملة مسائل طرحتها سورة التين. ولأنّ ثمر الزيتون، بصموده وقوّته، وخيره، ووفرة زيته، يُعدّ أحد معالم الأرض وعطائها في لبنان، نقدّم مقالةً عن قطافه، مع حلول شهر أيلول، حيث تتلألأ حبّات الزيتون بلونها الأخضر، معلنةً للمزارعين استعدادها لقطاف موسم الخير والبركة.
• موعد القطاف
يؤثّر تحديد موعد القطاف وطريقته في جهتين، الأولى في كميّة الزيت وجودته، والثانية في نتاج العام المقبل، ما سوف يؤثّر قطعاً في المردود الاقتصاديّ للمزارع.
كما أنّ التوقيت الأفضل للقطاف هو عندما تكون الثمرة ليّنة اللبّ، وعندما يكون 50% من لونها الخارجيّ مائلاً إلى السواد، فبذلك نحصل على أكبر كميّة من الزيت.
• توصيات أثناء القطاف
إليك بعض النصائح المفيدة من مرحلة القطاف إلى مرحلة العصر:
1- اقطفْ يدويّاً أو ميكانيكيّاً: يمكن القطاف بطرق مختلفة، لكن اعتمِدْ إحدى طريقَتَين: يدويّاً، من خلال الأمشاط، أو ميكانيكيّاً، بحسب قدرة المزارع على الاستثمار في زراعته.
2- لا تستعمل العصيّ: يُعدّ استعمال العصيّ لضرب أغصان الزيتون من أسوأ الممارسات الزراعيّة خلال القطاف؛ لأنّه يؤدّي إلى كسر الأغصان الفتيّة التي ستحمل الثمار في السنة القادمة، ما يؤثّر في كميّة الإنتاج (ظاهرة المعاومة)، ويزيد نسبة الإصابة بسلّ الزيتون، كما يؤدّي إلى تجريح الثمار، فيؤثّر ذلك سلباً في جودة الزيت.
3- استعمال شبكة أو شادر: من الضروريّ وضع شبكة تحت الأشجار؛ لتقليل نسبة سقوط الثمار على التراب وتضرّرها، وحتّى يسهل جمعها وفرزها، ويفضّل إزالة الأعشاب والأغصان والأجسام الغريبة من بين ثمار الزيتون قبل عصرها. وسيلاحظ المزارع أنّ ثمّة ثماراً متساقطة على الأرض قبل أيّام عدّة من القطاف (تسمّى بالجرجير، جويل أو الموش)، وهي غير صالحة لإنتاج زيت بجودة عالية، ولكن يمكن جمعها جانباً، لاستخراج زيت مناسب لصناعة الصابون البلديّ.
4- جمع الزيتون في صناديق بلاستيكيّة: وليس في أكياس النايلون؛ للتهوئة ولتخفيف تعرض الثمار لارتفاع الحرارة من خلال التكديس؛ لتفادي زيادة حموضة الزيت.
5- حفظ الصناديق بعيداً عن الشمس: يجب أن تُحفظ الصناديق في مكان بعيد عن الشمس، ومن الأفضل تقصير الوقت بين القطاف والعصر (48 ساعة كحدّ أقصى)؛ لتفادي تخمّر الزيت وخسارة جودته.
6- اعتماد العصر على البارد: تؤثّر طريقة عصر زيت الزيتون في جودة الزيت؛ فالمَعَاصر القديمة التي تعتمد على المكابس، تعرّض الزيت للأكسدة وإمكانيّة تلوّثه بأجسام غريبة خارجيّة، ويبقى جزءٌ كبير من لبّ الثمار (التفل) في الزيت، ما يزيد من وزنه ويخفّض نوعيّته الكيميائيّة، لذلك يجب الاعتماد على المعاصر الحديثة التي تعصر على البارد، وإن كانت نسبة استخراج الزيت الصافي أقلّ من المَعَاصر القديمة، لكنّ الزيت المستخرج يحافظ على جودته مدّة أطول.
7- حفظ الزيت في أوعية زجاجيّة: إنّ أفضل العبوات لحفظ الزيت بالتوالي: العبوات الزجاجيّة، والستانلس ستيل، والتنك. أمّا العبوات البلاستيكيّة، فهي من أسوأ عبوات التخزين (يمكن استخدامها للنقل فقط). ويجب أن يحفظ الزيت في مكان نظيف، بعيداً عن أشعّة الشمس، وبعيداً عن الروائح والقوارض، ويُغطّى خلال موسم الشتاء.
نرجو للمزارعين حلول سنة مباركة كما شجرة الزيتون.
(*) مدير مديريّة الزراعة في مؤسّسة جهاد البناء الإنمائيّة.
النبطية-رومين-الساحة العامة-احمد فياض شكرون
علي أحمد شكرون
2022-09-05 13:40:43
شكرا لكم وبارك الله بكم وسدد خطاكم.. نصائح قيمة شكرا