نظراً لأهمية الوصية التي كانت عصارة تجربة أعظم رجل عرفه القرن ونظراً لإمكانية تدريسها فسوف نقوم بتبويبها تباعاً حتى يسهل فهم المقاصد.
د: وصية إلى وزراء الخارجية
1- اجعلوا السفارات إسلامية
لقد أوصيت منذ بداية الانتصار وزراء الخارجية بوصايا حول المظاهر الطاغوتية في السفارات وتحولها إلى سفارات متناسبة مع الجمهورية الإسلامية، لكن بعضهم إما أنهم لم يريدوا ولم يستطيعوا أن يقوموا بعمل إيجابي والآن حيث تمضي ثلاث سنوات على النصر ورغم أنَّ وزير الخارجية الفعلي أقدم على ذلك فالمأمول أن يتحقق هذا الأمر المهم بالمتابعة وبذل الوقت.
2- اسعوا وجدوا في الحفاظ على مصالح البلد
ووصيتي إلى وزراء الخارجية في هذا الزمان والأزمنة التالية أنَّ مسؤوليتكم كبيرة جداً إن في إصلاح وتحول الوزارة والسفارات وإن في السياسة الخارجية لحفظ الاستقلال ومصالح البلد والروابط الحسنة مع الدول التي لا تنوي التدخل في أمور بلدنا، واجتنبوا بكل صلابة كل أمر فيه شائبة التبعية بكل أبعادها.
3- التبعية تؤدي إلى الضياع
ويجب أن تعلموا أن التبعية في بعض الأمور بالرغم من أنه يمكن أن يكون لها ظاهر خادع أو منفعة وفائدة في الحاضر إلا أنها في النتيجة تجر جذر البلد إلى الدمار.
4- أقيموا علاقات أفضل مع الدول الإسلامية
واسعوا في تحسين العلاقات مع الدول الإسلامية وإيقاظ رجال الحكم وادعوا إلى الوحدة والاتحاد فإن الله معكم.
هـ: أيتها الشعوب المسلمة انهضوا
ووصيتي إلى شعوب العالم الإسلامي أن لا تنتظروا أن يساعدكم أحد من الخارج للوصل إلى الهدف الذي هو الإسلام وتطبيق أحكامه، بل عليكم النهوض بأنفسكم لتحقيق هذا الأمر الضروري الذي يهبك الحرية والاستقلال.
و: وصية إلى علماء الإسلام وخطبائه
1- ادعوا الدول للتفاهم مع شعوبها
وليدعُ العلماء الأعلام والخطباء المحترمون في الدول الإسلامية الحكومات أن يحرروا أنفسهم من التبعية للقوى الكبرى الأجنبية ويتفاهموا مع شعوبهم وعندها سيحتضنون النصر.
2- ادعوا الشعوب المسلمة إلى الوحدة والأخوة
وليدعو الشعوب أيضاً إلى الوحدة واجتناب العنصرية المخالفة لتعاليم الإسلام ومد يد الأخوة إلى إخوتهم في الإيمان في أي بلد كانوا ومن أي عنصر فقد اعتبرهم الإسلام العظيم أخوة، وإذا تحققت هذه الأخوة يوماً ما بهمة الدول والشعوب وتأييد الله العي فسترون أن المسلمين يشكلون أكبر قوة في العالم. على أمل يوم تتحقق فيه بإرادة الله سبحانه هذه الأخوة والمساواة.
ز: إلى وزارة الإرشاد
1- اسعوا إلى إظهار الوجه الحقيقي للجمهورية الإسلامية
ووصيتي إلى وزارة الإرشاد في كل العصور خصوصاً العصر الحاضر- حيث أن له خصوصية مميزة- هي أن تسعى لنشر الحق في مقابل الباطل وإظهار الوجه الحقيقي للجمهورية الإسلامية.
2- لا تغفلوا عن حملات وسائل الإعلام
نحن الآن في هذا الزمان بما أننا قطعنا يد القوى الكبرى عن بلدنا نتعرض لهجوم إعلامي من قبل جميع وسائل الإعلام المرتبطة بهذه القوى. أية أكاذيب وتهم لا يلصقها المتحدثون والكتّاب المرتبطون بالقوى الكبرى بهذه الجمهورية الإسلامية الناشئة؟
3- أكثر دول المنطقة أظهرت العداوة
مع الأسف إنَّ أكثر دول المنطقة- الذين يجب بحكم الإسلام أن يمدُّوا لنا يد الأخوة- هبُّوا لعدائنا وعداء الإسلام وهجموا علينا من كل صوب خدمة لأكلة العالم، وإعلامنا ضعيف جداً وعاجز، وتعلمون أن العالم اليوم يدار بواسطة الإعلام.
4- الكتّاب المثقفون لا يعرفون طريقهم
وبكل أسف فإنَّ الكتّاب المثقفين- كما يقال- الذين يميلون إلى أحد القطبين بدلاً من أن يكون همهم استقلال بلدهم وشعبهم وحريتهما، لم تدعهم الأنانيات وحب اقتناص الفرص والمحورية يفكرون لحظة ويأخذون بنظر الاعتبار مصالح بلدهم وشعبهم ويقارنون بين الحرية والاستقلال في هذه الجمهورية وبينهما في النظام السابق الظالم، ويقارنون بين حياتهم العزيزة القيمة المقترنة ببعض ما خسروه وهو الرفاهية والترف وبين ما كانوا يحصلون عليه في نظام الظلم الملكي مقترناً بالتعبية والاستعباد والثناء والمديح لجراثيم الفساد ومعادن الظلم والفحشاء، ويكفوا عن التهم وما لا يليق بحق هذه الجهورية الفتية، ويستعملوا ألسنتهم وأقلامهم مع الشعب والدولة في صفٍ واحد ضد الطواغيت والظلمة المحترفين.
ج: وصية إلى الجميع
1- على الجميع أن يبلغوا
ومسألة التبليغ ليست فقط مسؤولية وزارة الإرشاد بل هي واجب جميع العلماء والخطباء والكتّاب والفنانين.
2- فتلقم السفارات بإصدار النشريات الإعلامية
يجب أن تسعى وزارة الخارجية لتكون للسفارات نشراتها التبليغية، لتوضح للعالمين وجه الإسلام النوراني.
3- سيكون الإسلام عالمياً
حيث أنه إذا تجلى- من تحت قناع المعارضين للإسلام والأصدقاء ذوي الأفهام المعوجة- هذا الوجه بذلك الجمال الجميل الذي دعى إليه القرآن والسنة في جميع الأبعاد فسيعم الإسلام العالم وتخفق رايته المجيدة في كل مكان.
4- إن غفلة المسلمين محزنة حقاً
ما أشدَّها وما أفجعها من مصيبة أنَّ لدى المسلمين متاعاً لا نظير له في صدر العالم إلى نهايته ومع ذلك لم يستطيعوا أن يعرضوا هذه الجوهرة الثمينة التي يبحث عنها كل إنسان بفطرته الحرة، بل هم أيضاً غافلون عنها وجاهلون بها وأحياناً فارُّون منها.