* أصول ووصايا
الأصل الثاني عشر: القوى المسلحة
نظراً لأهمية الوصية التي كانت عصارة تجربة أعظم رجل عرفه القرن نظراً لإمكانية تدريسها سوف نقوم بتبويبها تباعاً حتى يسهل فهم المقاصد.
أ: أهمية القوى المسلحة
1- حماة الجمهورية الإسلامية
للقوات المسلحة من الجيش والحرس والدرك والشرطة إلى اللجان الثورية والتعبئة والعشائر خصوصية خاصة. هؤلاء الذين هم الأذرع القوية والمقتدرة للجمهورية الإسلامية وحماة الحدود والطرق والمدن والقرى وفي النهاية حماة الأمن الذين يهبون الهدوء للشعب، يجب أن يحفظوا بعناية خاصة من الشعب والحكومة والمجلس.
2- الخطر العظيم في انحراف القوى المسلحة
ومن اللازم أن تنتبهوا أن القوى المسلحة هي هدف للاستغلال من قبل القوى الكبرى والسياسات التخريبية أكثر من أي شيء وأية فئة أخرى، فالقوى المسلحة هي التي تقع بواسطتها، عبر الألاعيب السياسية، الانقلابات وتغيير الحكومات والأنظمة، ويشتري النفعيون المكرة بعض قادتها فيسيطرون عبر مؤامرة القادة المخدوعين على الدول ويخضعون الشعوب المظلومة لسلطاتهم ويسلبون الدول الحرية والاستقلال.
3- صفاء وإخلاص القادة وقاية من الانقلابات
ولو أنَّ المتصدين للأمور قادة منزهون، لما أتيحت أبداً لأعداء الدول إمكانية الانقلاب أو احتلال دولة.. أو أن ذلك إذا اتفق وقوعه فيتم إجهاضه بواسطة القادة الملتزمين ولا يمكنه النجاح.
4- دور القوى المسلحة في انتصار الثورة الإسلامية
وفي إيران تحققت معجزة العصر هذه على يد الشعب وكان للقوات المسلحة الملتزمة والقادة الطاهرين المحبين للوطن سهم وافر.
5- دورها في الحرب المفروضة
واليوم حيث تواجه الحرب الملعونة والمفروضة- من صدام التكريتي بأمر أمريكا ومساعدتها وسائر القوى وبعد حوالي سنتين- الهزيمة السياسية والعسكرية لجيش البعث المعتدي والمؤيد من الأقوياء وعملائهم، فإن القوى المسلحة، من الجيش وقوى الأمن الداخلي والحرس والقوات الشعبية وبالدعم الذي لا يعرف الكلل من الشعب في الجهات وخلفها، قد صنعت هذا الفخر الكبير وأعزت إيران.
6- دورها في المؤامرات الداخلية
وكذلك فإن الفتن والمؤامرات الداخلية التي أوجدتها الدمى المرتبطة بالغرب والشرق للإطاحة بالجمهورية الإسلامية قد أحبطتها السواعد المقتدرة لشباب اللجان وحرس التعبئة والشرطة بمساعدة الشعب الغيور، إنهم الشباب المضحون الأعزاء الذين يسهرون الليالي لتنام العوائل بهدوء... كان الله ناصرهم ومعينهم.
ب: ما العمل؟
1- التفتوا وانتبهوا إلى أطماع الأعداء
إذاً وصيتي الأخوية في خطوات آخر عمري إلى القوات المسلحة بشكل عام: هي أنه أيها الأعزاء الذين يعمر قلوبكم عشق الإسلام، وبعشق لقاء الله تواصلون التضحية في الجبهات وأعمالكم القيمة في جميع أنحاء البلاد، كونوا متيقظين حذرين فإن خلف الستار أصحاب الألاعيب السياسية والساسة المترفين المنبهرين بالغرب والشرق والأيدي المشبوهة للجناة.
حد أسنة سلاح خيانتهم وجنايتهم موجه من كل جهة إليكم أكثر من أية فئة. أيها الأعزاء الذين نصرتم الثورة وأحييتم الإسلام بتضحياتكم، يريدون استغلالكم والإطاحة بالجمهورية الإسلامية ويريدون فصلكم عن الإسلام والشعب باسم الإسلام والخدمة للشعب والوطن ليلقوا بكم في حضن أحد القطبين آكلي العالم ويلغوا كل جهودكم وتضحياتكم بالحيل السياسية والمظاهر المدعية للإسلام والوطنية.
2- لا تكونوا أحزاباً
وصيتي الأكيدة للقوات المسلحة هي، كما أن ضوابط العسكر عدم الدخول في الأحزاب والتجمعات والجبهات، فليلتزموا هم بذلك أيضاً، ولا تدخل القوات المسلحة مطلقاً، من الجيش وقوى الأمن الداخلي واالحرس والتعبئة وغيرهم، في أي حزب وتجمع، وليبعدوا أنفسهم عن الألاعيب السياسية، عندها يمكنهم أن يحفظوا قوتهم العسكرية ويبقوا بمنأى عن الخلافات لأحزاب. وعلى القادة منع الأفراد الذين هم تحت إمرتهم من الدخول في الأحزاب. وبما أن الثورة من جميع الشعب فحفظها واجب الجميع.
3- توقّوا انحراف القوى المسلحة
فإن الواجب الشرعي والوطني للحكومة والشعب ومجلس الدفاع ومجلس الشورى الإسلامي إن إذا أرادت القوات المسلحة سواء القادة والمسؤولون في المواقع العليا أم المواقع التي تليها، القيام بعمل مخالف لمصالح الإسلام والبلد أو الدخول في الأحزاب، الأمر الذي يؤدي دون شك إلى جرهم إلى الدماء، أو أن يشتركوا في الألاعيب السياسية، أن يمنعوهم من ذلك منذ الخطوة الأولى. وعلى القائد وشورى القيادة أن يحولوا دون هذا الأمر بكل حزم ليبقى البلد آمناً من الضرر.
4- وصيتي المشفقة، كانوا أوفياء للإسلام
وأنا أوصي القوات المسلحة مشفقاً في آخر هذه الحياة الأرضية أن تستقيموا في وفائكم للإسلام كما أنتم اليوم أوفياء، فهو المنهج الوحيد للاستقلال والتحرر، والله المتعال يدعو الجميع بنور هدايته إلى مقام الإنسانية السامي (استقيموا) فذلك ينجيكم وينجي بلدكم وشعبكم من عار التبعيات والارتباطات بالقوى التي لا تريدكم إلا عبيداً لها، وإبقاء بلدكم متخلفاً وسوقاً استهلاكية يرزح تحت تقبل الظلم وجمله المهين... وفضلوا الحياة الشريفة ولو مع المشكلات على حياة العبودية للأجانب المذلة ولو مع الرفاه الحيواني.
5- اجتنبوا التبعية الصناعية
واعلموا أنكم ما دمتم تمدون الأيدي إلى الآخرين في احتياجات الصناعة المتطورة وتقضون العمر بالاستجداء فلن تتفتح فيكم طاقة الابتكار والتقدم في الاختراعات. وقد رأيتم جيداً وعياناً خلال هذه المدة القصيرة بعد الحصار الاقتصادي كيف أن أولئك الذين كانوا يرون أنفسهم عاجزين عن كل شيء أو كانوا يائسين من تشغيل المعامل حركوا أفكارهم وأمنوا كثيراً من احتياجات الجيش والمعامل. وقد كانت هذه الحرب والحصار الاقتصادي وإخراج المستشارين الأجانب تحفة إلهية كنا غافلين عنها. الآن إذا قاطعت الحكومة والجيش بضائع أكلة العالم وكثفوا جهدهم وسعيهم في مجال الإبداع فالمأمول أن يحقق البلد اكتفاءه الذاتي ويتخلص من الاستجداء.
6- أرسلوا الجامعيين إلى الدول غير الاستعمارية
وأيضاً يجب هنا أن أضيف أن حاجتنا بعد كل هذا التخلف المصطنع إلى الصناعات الكبرى في الدول الأجنبية حقيقة لا تقبل الإنكار وهذا ليس بمعنى أننا يجب أن نرتبط في مجال العلوم المتطورة بأحد القطبين... يجب أن تسعى الحكومة والجيش لإرسال الطلاب الجامعيين إلى الدول التي تملك الصناعات الكبيرة المتطورة والتي ليست استعمارية واستغلالية يمتنعوا عن إرسالهم إلى أمريكا وروسيا والدول الأخرى التي تسير في ركاب هذين القطبين.
7- هل فاءت أمريكا وروسيا إلى مسيرة الإنسانية؟
إلا إذا جاء يوم- إن شاء الله- تعترف فيه هاتان القوتان بخطئهما وتلتحقان في مسير الإنسانية وحب الإنسان، واحترام حقوق الآخرين، أو أن يفرض عليهما ذلك مستضعفو العالم والشعوب اليقظة والمسلمون الملتزمون. على أمل يوم كهذا.