نظراً لأهمية الوصية التي كانت عصارة تجربة أعظم رجل عرفه القرن ونظراً لإمكانية تدريسها، سوف تقوم بتبويبها تباعاً حتى يسهل فهم المقاصد.
أ- مميّزات الإسلام
الإسلام والحكومة الإسلامية ظاهرة إلهية يُؤمّن العمل بها سعادة أبنائها في الدنيا والآخرة بأفضل وجه، وباستطاعتها أن تشطب بالقلم الأحمر على كل المظالم واللصوصيات والمفاسد والاعتداءات، وتوصل الإنسان إلى كماله المطلوب، والإسلام مدرسة على خلاف المدارس غير التوحيدية، يتدخل في جميع الشؤون الفردية والاجتماعية، والمادية والمعنوية، والثقافية والسياسية والعسكرية والاقتصادية ويشرف عليها، ولم يهمل أية نقطة، ولو كانت صغيرة جداً، مما له دخل في تربية الإنسان والمجتمع وتقدمه المادي والمعنوي، ونبَّه على الموانع والمشكلات التي تعترض طريق التكامل في المجتمع والفرد، وعمل على رفعها...
ب- مسؤولية الناس
1- مسؤولية الشعب الإيراني العظيم
والآن وقد تأسست الجمهورية الإسلامية بتوفيق الله وتأييده... وباليد المقتدرة المشعب الملتزم، وما تطرحه هذه الحكومة الإسلامية هو الإسلام وأحكامه السامية، فإن على الشعب الإيراني العظيم الشأن أن يسعى لتحقيق محتوى الإسلام بجميع أبعاده وحفظه وحراسته، فإن حفظ الإسلام على رأس جميع الواجبات.
2- سعي الأنبياء عليهم السلام
وفي هذا الطريق سعى جميع الأنبياء العظام- وكانت تضحياتهم التي لا تطاق- من آدم عليه السلام حتى خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يصرفهم أي مانع عن هذه الفريضة العظيمة.
3- سعي أئمة الهدى عليهم السلام
وهكذا كان أصحابهم الملتزمون بعدهم وأئمة السلام عليهم السلام، فقد بذلوا الجهود الجبّارة التي لا تحتمل إلى حد تقديم دمائهم من أجل حفظ الإسلام.
4- وظيفة مسلمي العالم
واليوم فإن من الواجب على شعب إيران خصوصاً وعلى جميع المسلمين عموماً، أن يحفظوا بكل ما أوتي من قوة هذه الأمانة الإلهية التي أعلنت رسمياً في إيران، وحَققت في مدة قصيرة نتائج عظيمة، وأن يبذلوا جهدهم لإيجاد المقتضيات لبقائها ورفع الموانع والمشكلات، والمأمول أن يسطع سنا نورها على جميع الدول الإسلامية، وأن تتفاهم جميع الدول والشعوب على هذا الأمر الحياتي، وأن يقطعوا وإلى الأبد أيدي القوى الكبرى أكلة العالم وجناة التاريخ عن مصائر المظلومين والمضطهدين.