أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

علوم: الزهرة، المريخ وعطارد

 


لكي نصل إلى المريخ انطلاقاً من الأرض، لا بد من رحلة تدوم ستة أعوام على متن سفينة بعيدة المدى! وهذا الكوكب هو أقرب جار لنا. فما قولنا بالمسافة التي تفصلنا عن الزهرة أو عطارد.
هذه الكواكب الثلاثة تشكل مع الأرض مجموعة الكواكب المسماة بالسيارات السفلية، بسبب موقعها بالنسبة إلى الشمس. وإن مميزاتها تفرقها عن الكواكب الخمسة الأخرى في النظام الشمسي الذي تنتمي إليه الأرض. أي جوبيتير، وزُحل، وأورانوس، ونبتون، وبلوتون.
وقد راقب علماء العالم أجمع هذه الكواكب منذ العصور، فنشأت عنها نظريات شتى: حتى أن بعضهم أعتقد بوجود كائنات حية فيها! وقد أجاب تقدم علم الفلك والبعثات الفضائية عن أسئلة عديدة، ولكن بقيت غوامض شتى.

* الزهرة:
إنه أقرب كوكب إلى الأرض، و المسافة التي تفصلنا عنه تتراوح بين 40 و260 مليون كلم. ذلك أن الزهرة والأرض تدوران حول الشمس في سرعتين مختلفتين.
وبرغم التغيرات الكبيرة في المسافة بالنسبة إلى الأرض. فإن إشراف الزهرة يبقى ثابتاً. لأن حين يبتعد هذا الكوكب إلى أقصى مدى - وبالتالي حين يبدو لنا أصغر حجماً - فإنه يتلقى نور الشمس على كل مساحته؛ وإذا كان على منتصف الطريق - وبالتالي إذا كان حجمه متوسطاً بالنسبة إلينا -، فإنه لا يُنار إلاّ جزئياً؛ وأخيراً إذا كان على أقرب مسافة منا (وبالتالي أكبر)، فإنه لا يبدو إلاّ هلالاً دقيقاً من النور.
ويحيط بالزهرة غلاف جوِّي كثيف، تعبره رياح عنيفة جداً، تبلغ في الطبقات العليا سرعة 400 كيلومتر في الساعة! وكلما اقتربنا من سطح الكوكب كلما خفت سرعة الريح؛ وفي الوقت ذاته تلاحظ زيادة في الضغط الجوي (أكثر تسعين مرة على سطح الزهرة منها على سطح الأرض) والحرارة التي قد تصل إلى 500 درجة مئوية، والغلاف الجوي مؤلف بشكل أساسي من انهيدريد الكربون والغيوم تنزل أمطاراً من حمض الكبريتيك.

* المريخ:
منذ قديم الزمان، حين كان البشر يتخيلون كائنات من خارج الأرض، كانوا يفكرون في أبناء المريخ. ولأن المريخ يرى بسهولة حتى بالعين المجردة، فقد روقب دائماً باهتمام خاص على أمل أن يكون في النظام الشمسي كوكب آخر يؤوي كائنات حية. وفي نهاية القرن المنصرم، وضع الفلكي الإيطالي شياباريلِّي Schiaparelli خريطة للمريخ تظهر عليها سلسلة من «القنوات». فالمريخ إذا مأهول، ولكنه بالإضافة إلى ذلك، يعرف بالتأكيد حضارة متقدمة جداً...
ولكن هذه الاكتشافات الشاعرية لم تصمد مع الأسف أمام تقدُّم العلوم. فقد دلّت المراقبة بواسطة آلات أكثر تطوراً، والمعطيات المنقولة عبر مسابر فضائية عديدة، وخصوصاً الصور الشمسية المهمة التي أخذتها مارينر 9 عام 1971 عن بعد 9000 كلم، إلى أن الأقنية لا وجود لها. ولكنها أتاحت، على الأخص، اكتشاف المظهر الحقيقي للكوكب، مظهره القريب من مظهر القمر: فوهات بركانية لا تحصى ولا تعد تثقب عالماً موحشاً. وكانت تلك نهاية حلم جميل.

* ما نعرفه الآن:
لقد اكتشف أن الكوكب يملك غلافاً جوياً وأن هذا الغلاف الجوي، وإن كان يفتقر إلى الأوكسيجين، ليس «جهنمياً» كما هي الحال بالنسبة إلى الزهرة. إنه يتألف خصوصاً من انهيدريد الكربون، والآزوت والأرغون. حتى الحرارة ليست قاسية تماماً، مع أنها منخفضة جداً عن حرارة الأرض: فهي تتأرجح، في أكثر المناطق اعتدالاً، بين 15 درجة خلال الصيف، ظهراً، و100 درجة تحت الصفر في الشتاء، منتصف الليل. زيادة على ذلك، تبين أن الماء كان يجري منذ أزمنة غابرة، على سطح الكوكب، وقد ترك آثاراً محددة لأنهار، واليوم أيضاً، على مقربة من القطبين، توجد أراض ذات مظهر جليدي، مكونة في جزء منها، من انهيدريد الكربون، والجزء الآخر ماء، وكلاهما مجلّد.
وعلى خلاف الأرض فإن المريخ ليس محمياً بدرع فضائي، فحضيض الكوكب مثقوب كالمنخل بآثار النيازك. وهو كذلك مزروع بفوهات براكين يبلغ أكبرها عمق 26000م بسعة 500 إلى 600 كلم! وفي المريخ مساحات سهلية شاسعة تغطيها طبقات كثيفة من الرمل الذي، حين تأتي تغيرات الطقس، يتطاير على شكل غيوم من الغبار تستطيع أن تغطي الكوكب بأكمله. وهبوب هذه العواصف الرملية تسببه رياح تتحرك بسرعة تفوق 150 كلم في الساعة.

عطارد: الكوكب ذو الأرقام القياسية:
إنه أقرب كوكب إلى الشمس في النظام الشمسي؛ وهو أصغر الكواكب (أصغر بمرة ونصف من القمر)؛ وأسرع كوكب على مداره: 9,47 كلم - ثانية. ولسنوات خلت، لم يكن يعرف بعد بشكل أكيد إلا القليل عنه. والحق أن مراقبة عطارد بالناظور كانت صعبة جداً، وتفتقر إلى الدقة لقربه من الشمس. ومع ذلك، ففي العامين 1974 و 1975 مرّ المسبار الفضائي الأميركي مارينر عشرة ثلاث مرات بالقرب من عطارد (على مسافة 700 كلم فقط من الكوكب) ونقل إلى الأرض معلومات عديدة تخوِّلنا اليوم أن نتحدث بدقة عن هذا الكوكب.

* بلا غلاف جوّي:
لقد خوَّلت المعاينة المعمقة للفوهات للعلماء، أن يفهموا أن أشكالها تعود فقط إلى آثار النيازك، وليس إلى فعل الماء أو الريح. لأن هذا الكوكب يفتقر كلياً إلى الماء على سطحه ولا يملك أي غلاف جوي. إذاً يستحيل وجود الحياة على كوكب عطارد، على الأقل، كما يتصورها العقل البشري. وبهذا الخصوص، فإن عطارد لم يعاين إلا في بعض المواضع، وثمة منحدرات من الحدة بحيث توجد مناطق كثيرة تحت الظل. ونظرياً، يمكن أن نجد تحت هذه «الملاجى‏ء»، ماء أو انهيدريد الكربون في الحالة الجليدية.

* درجات حرارة قصوى:
إن الحرارة على سطح عطارد، بسبب قربه من الشمس ودورانه البطيى‏ء حول نفسه، تبلغ 350 درجة مئوية على الجزء المعرض لأشعة الشمس وعلى الجزء الآخر المظلم تبلغ 170 درجة مئوية تحت الصفر.


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع