الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله الكريم الأمين وعلى آله الميامين وأصحابه المخلصين والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
﴿وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق﴾ (الحج، 27).
أقبل شهر ذي الحجة بكل ما يحمله من عطاء أبدي ثري للأمة الإسلامية. فالحمد لله سبحانه على ما أنعم به من هدية خالدة وينبوع دفاق يستطيع المسلمون أن يتزودوا منه كل سنة بقدر همتهم وبقدر معرفتهم.
* التكلم في منافع الحج
إن المصالح والمنافع التي أودعها العلم الإلهي والحكمة الإلهية في فريضة الحج تبلغ من السعة والتنوع بحيث لا يرى لها نظير في فريضة إسلامية أخرى.
فالذكر والحضور المعنوي ووعي الإنسان المسلم على نفسه في خلوته مع الله، وغسل القلب من صدأ الذنب والغفلة، والإحساس بالحضور في المجموع، واستشعار وحدة كل مسلم مع جميع الأمة المسلمة، وتحسس القدرة المنبثقة عن عظمة جماعة المسلمين، وسعي كل فرد لأن يبرأ من أسقامه وأمراضه المعنوية (الذوبان)، ثم البحث والسعي لمعرفة ما يعاني منه جسد الأمة المسلمة من آلام وجراحات عميقة ومعرفة دوائها وعلاجها، ومواساة الشعوب المسلمة التي تشكل أعضاء هذا الجسد العظيم... كل ذلك جميعاً قد أودع في الحج... في تركيب أعماله ومناسكه المختلفة.
* القرآن يرفض القوى المهيمنة بأي شكل من الأشكال على جسم الإنسان وروحه
القرآن يطلق على أعمال الحج اسم "الشعائر" وهذا يعني أنها لا تنحصر في أعمال فردية وتكاليف شخصية، بل أنها معالم تثير شعور الإنسان، وتفتح معرفته على ما ترمز له تلك المعالم وتدل عليه. ووراء هذه المعالم يقف التوحيد أي رفض كل القوى التي تهيمن بشكل من الأشكال على جسم الإنسان وروحه، وترسيخ الحاكمية الإلهية المطلقة على كل الوجود. وبعبارة واضحة ومألوفة حاكمية النظام الإسلامي والقوانين الإسلامية على الحياة الفردية والاجتماعية للمسلمين.
في آيات الحج نرى القرآن يدعو الجميع إلى البراءة من أوثان المشركين
﴿فاجتنبوا الرجس من الأوثان﴾ (الحج، 30).
هذه الأوثان قد كانت يوماً ما تلك الأوثان المنتصبة في الكعبة، لكنها اليوم ودائماً ستكون دون شك تلك القوى التي تمسك، دون حق، بزمام الحاكمية على نظام حياة البشر. وتتجلى اليوم بوضوح أكثر من قدرة الاستكبار وقدرة أمريكا الشيطانية وقدرة ثقافة العربدة والفساد والتحلل المفروض على البلدان والشعوب المسلمة. ومن الواضح أن العملاء من أذناب الحكومات المهزوزة ومأجوريها سيصرون على أن الأوثان المقصودة ليست إلا "مناة" و"لات" و"هبل" وأنها هي نفسها التي سحقت وحطمت تحت أقدام جيش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم في الفتح الإسلامي الظافر.
هدف وعاظ السلاطين هؤلاء أن يفرغوا الحج، كما يصرحون هم أنفسهم بذلك، من أي محتوى سياسي، غافلين عن أن هذا التجمع المليوني الإسلامي من كل حدب وصوب في بقعة معينة وفي زمان معين ينطوي بنفسه على أكبر مضمون سياسي، أنه استعراض للأمة الإسلامية تذوب فيه الاختلافات العنصرية واللغوية والجغرافية والتاريخية وينبثق من الجميع "كل" واحد.
هؤلاء وأسيادهم يلفقون كل ألوان الأكاذيب والخداع والأباطيل من أجل ألا يعي المسلمون حقيقة هذا التجمع الكبير ولا يستشعروا الروح الجماعية فيه.. ولكي يضيقوا الساحة على الداعين إلى الوحدة والمنادين بالبراءة من أئمة الشرك.
* إيران تدعو المسلمين إلى الاتحاد والبراءة من أئمة الشرك
إيران الإسلام أرادت أن تقوم بأقل عمل، إن لم يكن بأكبر عمل، يتناسب مع موضوع الحج وهو دعوة المسلمين إلى الاتحاد وتبادل الأخبار بين الشعوب وإعلان النفرة والبراءة من أئمة الشرك والفساد. وكل من يجابه هذه الأهداف السامية القيمة فهو. مهما قال، فقد قال زوراً والقرآن يقول..
﴿واجنبوا قول الزور﴾ (الحجر، 30).
* الإساءة إلى الجمهورية الإسلامية لرفضها حاكمية الصهاينة على فلسطين الإسلامية
و"قول الزور" هو ذلك الحديث الباطل الذي أساء إلى الجمهورية الإسلامية، لأنها رفضت حاكمية دولة الصهاينة على فلسطين الإسلامية، وردّت كل تسوية يقوم بها حفنة من الفاسدين المطرودين مع الغاصبين، وأدانت التدخل الأميركي الاستيلائي في البلدان العربية، واستنكرت خيانة بعض حكام العالم الإسلامي لشعوبهم المسلمة إرضاء لأمريكا والصهيونية.
* إيران تدعو المسلمين لمعرفة قوتهم الكبرى والتحذر من الثقافة الغربية
ودعت المسلمين إلى معرفة قوتهم الكبرى التي لا تقوى أية قوة كبرى اليوم أن تقف في وجهها، وقررن أن المعرفة الإسلامية وأحكام الشريعة قادرة على إدارة البلدان الإسلامية، وحذرت من غارة الثقافة الغربية على البلدان الإسلامية، متمثلة في التعرّي والسكر وزلزلة الإيمان... وبعبارة موجزة أصرّت على اتباع القرآن.
واليوم فإن أي بلد من البلدان الإسلامية يتبنى صراحة مثل هذا الخط وهذه المواقف، أي يرفض إسرائيل الغاصبة، ويرفض التدخل الأمريكي المتغطرس، ويرفض الانغماس في الخمور والتحلل والفساد الجنسي والاختلاط، ويرفض اختلاط الجنسين، ويرفض خيانة المداهنين مع الصهاينة، ويدعو المسلمين إلى الوحدة والمقاومة أمام القوى الكبرى، وإلى تطبيق الأحكام الإسلامية في الحكم والاقتصاد والسياسة وغيرها من مجالات الحياة... أيّ بلد يفعل ذلك سيتعرض لنفس الإعلام المعادي الموجه اليوم ضد إيران الإسلام، ستمتلىء الدنيا بهذه التهم نفسها، وبالسباب والشتائم ضد ذلك البلد وزعمائه. ووكالات الأنباء الاستكبارية والصهيونية وإذاعات أمريكا وبريطانيا ومن لف لفها ستوجه إليه هذا التطبيل والتزمير نفسه. وهذا هو قول الزور الذي قرنه الله سبحانه بالشرك.
* ابتلاء بعض رجال الدين في بعض البلدان المسلمة بالتعامل مع السلاطين
ومن المدهش أن وعّاظ السلاطين أيضاً في بعض مناطق العالم، يحذون في هذا العمل الحرام المعادي للإسلام حذو الأبواق الأمريكية والصهيونية. طبعاً الاستسلام المطلق أمام حكام الجور الذي ابتلى به، مع الأسف، رجل الدين في بعض البلدان المسلمة لا يدع مجالاً للدهشة والتعجب من هذا الأمر.
وها هو ذا الحج مثال أمامكم. إذ لا بد أن يعم عطاء هذه النعمة الإلهية الكبرى كل أبناء الأمة الإسلامية، فالله سبحانه قال:
﴿جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس﴾ (المائدة، 97). ولا بد أن يستثمروه لإقامة وصلاح دينهم ودنياهم.
دين المسلمين اليوم معرض للخطر بسبب الغزو الثقافي العدواني، وإشاعة الفساد والظلم، وزلزلة الإيمان، والتحلل بين المجتمعات الإسلامية على يد القوى المعادية للإسلام تأثراً بوسائل إعلامهم، ودنيا المسلمين في غمَّة بسبب السيطرة الاستكبارية المتزايدة على شؤون البلدان الإسلامية، وبسبب ما يوجهه المستكبرون من ضغط مضاعف وعدوان مضاعف على كل حكومة، أو مجموعة تستهدف دفع أفكار الأمة نحو إقامة حاكمية الإسلام بالمعنى الحقيقي، ونحو استقلال الشعوب المسلمة واقتدارها. ورأس هذا الهجوم الشامل على الإسلام طبعاً الشيطان الأكبر، أي حكومة الولايات المتحدة الأميركية، فكل عين بصيرة تستطيع أن ترى يد هذه الحكومة المعادية للإسلام، أو إرادتها وراء ما يحل بالإسلام والمسلمين من مصائب.
في فلسطين المحتلة تشكل أميركا العامل الأساس في تعنّت الصهاينة وصلفهم، وتشكل أهم عامل لدفع الحكومات العربية نحو المزيد من التنازل أمام الأهداف التوسعية الإسرائيلية. فبدون حماية أمريكا لا تستطيع الحكومات الرجعية المعروفة بعمالتها لأمريكا في المنطقة أن تتحول إلى مدافع عن الدولة الغاصبة، وإلى متحدث باسم الشعب الفلسطيني الرافض للاستسلام. وبدون حماية أمريكا لا تستطيع أولئك الذين يفرض عليهم الواجب الإسلامي مجابهة إسرائيل أن يرتدوا بزة مجابهة كل أعداء إسرائيل. وبدون حماية أمريكا المطلقة ما كانت الحكومة الغاصبة تجرأ على ارتكاب مأساة كبرى، مثل مذبحة الحرم الإبراهيمي، ثم تتنصل بكل سهولة من عواقبها.
مثل هذا الأمر يصدق أيضاً بشأن مسلمي البوسنة والهرسك، فالمعجزة التاريخية الرهيبة التي تعرض لها أهالي كوراجده وساراييفو بواسطة أمريكا، المنجزة التي تعتبر وصمة عار في جبين البشرية المعاصرة تقع مسؤوليتها الثقيلة على عاتق القوى العالمية المسيطرة وخصوصاً أمريكا.
لولا تدخل هذه القوى وتخطيطها لما حرم ومنع مسلمو البوسنة من الحصول على أية أسلحة أمام الصرب المسلحين والمدججين، ولما أضحى شعب أعزل محاصر ضحية وحش صلف مدعوم.
ومن المؤلم أن أمريكا والناتو، بعد كل هذا التمهيد الظالم لذبح المسلمين البوسنيين، وبعد أن سخروا الأمم المتحدة وأمينها العام في اتجاه هذه السياسة، وبعد أن أبدوا رضاهم على قمع المسلمين بيد الصرب، وبعد انقضاء عدة أسابيع من الهجوم الوحشي على النساء والأطفال والشيوخ والشباب المسلمين وقتل آلاف الأبرياء وحلول مأساة هائلة بأهالي جوراجدة... بعد كل هذا يوجهون تهديداً بالهجوم الجوي على الصرب، من أجل إيقاف عمليات التعذيب والقتل... ثم يتباهون بموقفهم الإنساني المواسي المحايد!! كما لو أن شخصاً تعرض لساعات وأيام للتعذيب، ثم أوقف جلاده التعذيب مستدلاً على ذلك بمحاربة التعذيب؟!!
مثل هذا الموقف الذي ظاهره الحياد وواقعه العدوان تجاه المسلمين مشهود من قبل أمريكا وحلفائها الأوروبيين في جميع القضايا التي يشكل المسلمون المظلومون طرفاً فيها، ويتعرضون فيها لظلم الأعداء واضطهادهم. ومن الأمثلة الواضحة لتلك القضايا المفجعة كشمير ومحنة المسلمين في قرباغ وطاجيكستان.
* موقف أمريكا من الحكومة الإسلامية
أية حكومة أو جماعة رفعت شعار الإسلام وشعب إلى تحكيم الإسلام، تتعرض دون قيد أو شرط إلى إهانة أمريكا. وتهمها وتشددها وعدائها الخبيث. ومن الأمثلة الواضحة حكومة السودان، والجماعة الإسلامية في الجزائر، وحزب الله في لبنان، وحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، والإسلاميون في مصر وأمثالهم.
ففي كل هذه المواضع، تسلك عناصر الاستكبار العالمي وخصوصاً أمريكا سلوكاً متعصباً، يشبه السلوك القبلي في المجتمع العشائري.
وحديث العداء الأميركي الحاقد تجاه إيران الإسلام حديث ذو شجون... هذا العداء المليء بالسخط والإجحاف والخائب بمشيئة الله وفضله، لا يخفى على الكثيرين في أرجاء العالم.
بعد كل هذا، ألا تتحمل الأمة الإسلامية الكبرى وزعمائها وساستها ومثقفوها وعلماء الدين في مجتمعاتها مسؤولية تجاه هذا الوضع المؤلم للمسلمين في جميع أرجاء العالم؟!
أولئك المؤمنون بكلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، حيث يقول: "من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم". هل يجدون موضعاً لإظهار هذا الاهتمام أفضل من مكان الحج، وزماناً أفضل من الأيام المعلومات؟
من المؤكد أنه لم يكن اعتباطاً اختيار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أيام الحج لإعلان البراءة من المشركين، وهو عمل سياسي تماماً في إطار السياسة العامة للنظام الإسلامي والدولة الإسلامية، وإبلاغ النداء القرآني الإلهي:
﴿وأذن من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله برىء من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذي كفروا بعذاب أليم﴾ (التوبة، 3).
نعم، الحج فريضة يمكن أن تحل بها وفيها أهم المشاكل السياسية للأمة المسلمة. وبهذا المعنى فإن الحج فريضة سياسية، حيث يتضح ذلك بجلاء من طبيعة هذه الفريضة وخصائصها. وأولئك الذين ينكرون ذلك ويدعون إلى ما يخالفه، يعارضون في الواقع حل تلك المشاكل. الحج - بشكل موجز - فريضة أمة، فريضة وحدة، فريضة اقتدار المسلمين، فريضة إصلاح الفرد والمجتمع، إنها بعبارة واحدة فريضة الدنيا والآخرة.
أولئك الذين يرفضون المحتوى السياسي للحج إنما يستهدفون في الواقع فصل الإسلام عن السياسة. شعار فصل الدين عن السياسة هو ذاته الذي بشر به أعداء حاكمية الإسلام على المجتمعات الإسلامية، منذ شعرات السنوات. واليوم حيث أقيمت حكومة على أساس الشريعة الإسلامية في كل العالم الإسلامي، فإن ذلك الشعار يطرح بشكل أكثر حدة وقلق من أي وقت مضى، وأينما توفرت أرضية تحقق هذا الهدف، فإنهم - إن استطاعوا - يدخلون معه في مقارعة خشنة حادة.
حاكمية الإسلام تتضمن مقاومة تدخل المستكبرين في البلدان الإسلامية، وتستلزم كفّ يد أذناب هذه القوى وعبيد الشيطان، وشيطان الاستكبار عن إدارة هذه البلدان. فمن الطبيعي إذن أن يكون الاستكبار وأذنابه والشياطين وأتباعهم ساخطين وغاضبين بهذا القدر على حاكمية الإسلام، وبهذا القدر نفسه يجب أن يكون المؤمنون بالله واليوم الآخر والمعتقدون الحقيقيون بالإسلام ملتزمين بتحقيق هذه الحاكمية ومجاهدين في سبيلها.
وإذ وفّق الله سبحانه جمعاً من السعداء الذين توافدوا من كل فج عميق، لينالوا حظهم من الأيام المعلومات وحج بيت الله الحرام، فإني أتضرع وأبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يكون حجهم مقبولاً مأجوراً، وأن ينعم بمنافعه على كل الأمة المسلمة.
وأتقدم ضمناً بتوصيات إلى الأخوة والأخوات بما يلي:
* تهذيب النفس:
1- اغتنموا هذه الفرصة لبناء النفس والإنابة والتضرع، وخذوا منها زادكم المعنوي لجميع عمركم.
* الاهتمام بالمسلمين:
2- اسألوا الله سبحانه أن يفرج عن المسلمين مشاكلهم الكبرى، وكرروا هذا الطلب مرات ومرت في أدعيتكم ومناجاتكم.
*
التعرف على المسلمين الوافدين والسعي للاستفادة من تعاليم الإمام الراحل قدس سره:
3- اغتنموا كل فرصة للتعرف على المسلمين الوافدين من جميع أرجاء العالم، واستفيدوا مما في مجريات حياتهم من جونب سلبية أو إيجابية، وعلى المسلمين غير الإيرانيين خاصة، أن يسمعوا حقائق وقضايا إيران الإسلام من لسان أخوتهم الإيرانيين، ليميزوا الصحيح من غير الصحيح مما سمعوه بشأنهم من الإعلام العالمي.
وليسعوا اليوم دائماً أن يستوعبوا تعاليم الإمام الراحل العظيم الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه بشأن ما يرتبط بمسائل المسلمين، وأن يتعرفوا عن قرب، وبشكل أفضل، على هذا المصلح الكبير في تاريخ الإسلام.
*
تبليغ الإسلام الصحيح...
4- انقلوا كل معلوماتكم واطلاعاتكم الصحيحة عن وضع الأمة الإسلامية، أو عن بلدكم إلى المسلمين القادمين من البلدان الأخرى.
*
شمولية الإسلام وعالميته.
5- في حديثكم مع إخوانكم المسلمين، من أي صقع كانوا، ركّزوا على مسألة "الأمة الإسلامية" والنظرة الشمولية التوحيدية للعالم الإسلامي، ولتتجاوز أفكاركم وأفكار من تحاورونه إطار الحدود الجغرافية والعنصرية والعقائدية والحزبية وأمثالها، وارتفعوا إلى مستوى هموم الإسلام والمسلمين.
* ثروات الأمة الإسلامية
6- ذكّروا مخاطبيكم دائماً بما أنعم الله به على المسلمين من نفوس تزيد على المليار، وبلدان تبلغ العشرات، ومن ثروات مادية ومعنوية ضخمة، وتراث عظيم ثقافي وحضاري وديني أخلاقي.
* عدم الخوف من القوة الأميركية وحتمية انهيارها
7- حطموا أسطورة قدرة الغرب التي لا تقهر خصوصاً أمريكا. هذه الأسطورة التي يحاول الاستكبار العالمي دائماً أن يلقيها في أذهان المسلمين عن طريق تهويل قوته. وذكروا أنفسكم وذكروا المسلمين ا لآخرين أن قوة المعسكر الشيوعي ، التي كانت تبدو أنها لا تقهر، قد تحطمت منذ قريب أمام أعين هذا الجيل، وأصبحت أثراً بعد عين... القوى المتعملقة الحالية، ومنها قوة أمركيا، هي الأخرى من الممكن أن تنهار بالسهولة نفسها وينقطع أثرها.
* مسؤولية علماء الدين والمثقفين في البلدان المسلمة
8- ذكروا علماء الدين والمثقفين في البلدان بمسؤولياتهم الكبرى الثقيلة دائماً، وذكروا ا لآخرين أيضاً بذلك.
* وحدة المسلمين والابتعاد عن القوى الاستكبارية
9- انطلاقاً من واجب النصيحة لأئمة المسلمين، ذكروا زعماء البلدان المسلمة بمسؤوليتهم تجاه الأمة المسلمة، وتجاه إقامة وحدة المسلمين والابتعاد عن القوى الاستكبارية... ذكروهم بضرورة التوجه إلى شعوبهم والاعتماد عليها، وإحلال الرابطة الحسنة بين الشعوب والحكّام. واطلبوا من الله سبحانه إصلاح أمورهم.
* تحمل المسؤولية وتفاهم الزعماء وأفراد الشعوب المسلمة
10- كونوا متفهمين دائماً أن مسؤولية الزعماء لا تعني تحمل المسؤولية عن كل فرد من أفراد الشعوب المسلمة، فكل أبناء الأمة يستطيعون أن يكون لهم دور فاعل في كل هذه الأهداف الكبرى.
آمل من الله بفضله، وبدعاء ولي الله الأعظم المهدي المنتظر (أرواحنا فداه وعجل الله تعالى فرجه) أن يمنّ بحج مقبول على الحجّاج المحترمين، وبرحمة واسعة ونعمة سابغة على الأمة الإسلامية وآحاد المسلمين.
والسلام على عباد الله الصالحين - 4 ذي الحجة الحرام 1414 هجرية قمرية.
علي الحسيني الخامنئي دام ظله