نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

أول الكلام: عيد الله الأكبر

الشيخ بسّام محمّد حسين


لم يكن يوم الثامن عشر من ذي الحجّة من العام الذي حجّ فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجّة الوداع، يوماً عاديّاً في حياة أمّة الإسلام، فهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وتمّت فيه النعمة على المسلمين بولاية أمير المؤمنين عليه السلام.

ولعظم منزلة هذا اليوم، أكّدت الروايات على الاهتمام بشأنه والاعتناء بأمره، بحيث يظهر ذلك في عدد من الأعمال والطاعات، نشير إلى أهمها:

1- إنّه يوم عيد: بل إنّه أعظم الأعياد حرمةً، وأفضلها وأشرفها، فكما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام هو "عيد الله الأكبر، وما بعث الله عزّ وجلّ نبيّاً قطّ إلّا وتعيّد في هذا اليوم وعرف حرمته، واسمه في السماء يوم العهد المعهود، وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود"(2).وينبغي فيه إظهار الفرح والسرور، وعنه أيضاً: "إنّه يوم عيد وفرح وسرور"(3).

2- صلة الأرحام والإخوان والتوسعة على العيال: عن الإمام الصادق عليه السلام: "ينبغي لكم أن تتقرّبوا إلى الله فيه بالبرّ، والصوم، والصلاة، وصلة الرحم، وصلة الإخوان، فإنّ الأنبياء كانوا إذا أقاموا أوصياءهم فعلوا ذلك، وأَمروا به"(4). وعنه عليه السلام: "ويوسِّع الرجل فيه على عياله"(5).

3- تهنئة المؤمنين بعضهم بعضاً إذا تلاقوا: من ذلك ما ورد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "وليكن من قولكم إذا التقيتم أن تقولوا: الحمد لله الذي أكرمنا بهذا اليوم، وجعلنا من الموفين بعهده إلينا وميثاقه الذي واثقنا به من ولاية ولاة أمره والقوام بقسطه، ولم يجعلنا من الجاحدين والمكذّبين بيوم الدين"(6). وفي رواية أخرى: "الحمد لله الذي جعلنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام"(7).

4- إكثار الصلاة على محمّد وآل محمّد: ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "وتُكثر الصلاة على محمّد وآله، وتبرأ إلى الله ممّن ظلمهم"(8).

5- الغسل وصلاة ركعتَين: عن الإمام الصادق عليه السلام: "مَن صلّى فيه ركعتَين يغتسل عند زوال الشمس من قبل أن تزول مقدار نصف ساعة، يسأل الله عزّ وجلّ، يقرأ في كلّ ركعة سورة الحمد مرّة وعشر مرّات (قل هو الله أحد) وعشر مرّات (آية الكرسي) وعشر مرّات (إنّا أنزلناه)، عدلت عند الله عزّ وجلّ مائة ألف حجّة ومائة ألف عمرة، وما سأل الله عزّ وجلّ حاجة من حوائج الدنيا وحوائج الآخرة إلّا قُضيت كائنة ما كانت الحاجة، وإن فاتتك الركعتان والدعاء قضيتهما بعد ذلك"(9).

6- الصيام: وقد ورد في فضله ثواب عظيم، فعن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال: "صوم يوم غدير خمّ كفّارة ستين سنة"(10). كما ورد أنّ لتفطير الصائمين في هذا اليوم ثواباً عظيماً(11).

إلى غير ذلك من أنواع العبادة والذكر والطاعة. نسأله تعالى أن يتقبل منّا ومنكم، ويعجّل فرج مولانا صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.


1-سورة المائدة، الآية: 3.
2-تهذيب الأحكام، الطوسي، ج3، ص143.
3-وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج10 ص444.
4-(م. ن.).
5-(م. ن.)، ص443.
6-تهذيب الأحكام، (م. س.)، ج3، ص144.
7-إقبال الأعمال، ابن طاووس، ج2، ص261.
8-وسائل الشيعة، (م. س.)، ج10 ص441.
9-تهذيب الأحكام، (م. س.)، ج3، ص143.
10-وسائل الشيعة، (م. س.)، ج10 ص441.
11-تهذيب الأحكام، (م. س.)، ج3، ص144.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع