إعداد: إبراهيم منصور
* من أقوال الأدباء
قال جبران خليل جبران ذلك الأديب والمفكّر اللبناني الفذّ، عن رسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ النبيّ الذي صرخ: "الله أكبر" لم يقل شيئاً من عنده، بل أسمعَ الناسَ حكمةً تردِّدها النجوم والشموس والأقمار، وتُرجع صداها أعماق البحار وخلايا الأودية، في كلّ دقيقة من كلّ ساعة من كل يوم وليلة. لم يختلق فكراً جديداً، بل وضع في آذان البشر ما كان مختبئاً في قلوبهم، منذ ابتداء الدهور"(1).
* من أجمل الشعر
من أجمل الشعر وأصدقه وجداناً ما قاله الشيخ محمد سعيد المنصوري في الإمام الجواد عليه السلام:
إلبسي، يا قلوبُ، ثوبَ الحدادِ واقبعي بالأسى لفقد الجوادِ
أقصرُ الطاهرين عُمراً ولكنْ لم يكن قاصراً بدربِ الرَّشادِ
وإذا ما به الحوائجُ تُقْضَى فهو نجلُ الرِّضا وبابُ المرادِ
لَسْتُ أنساهُ من بعد فقد أبيهِ بين أهل الشقا وأهلِ العنادِ
لَهْفَ نفسي بالسُّمِ يُقْتَلُ عَمْداً ظامئ القلبِ أشرفُ الأحفادِ
جرَّعوه السُّمَّ الزُّعافَ كما وقد جرَّعوا قبلَهُ أباهُ الأعادي(2)
* من أمثال العرب
"عَبْدٌ صَريخُهُ أَمَةٌ": الصريخ أو الصارخ هو المستغيث أو المُغيث. ومعنى المثل أنّ فلاناً عبدٌ ذليل لا حيلة له ولا قوّة، وناصرُه الذي يستغيثُ به هو أَمَةٌ، أي عبدةٌ أذلّ منه وأضعف. يُضرَبُ هذا المثل للضعيف الذي يستنجدُ بمن هو أضعف منه.
* من أجمل المجاز
من أجمل التعابير المجازية المنطوية على الاستعارة والكناية والتشبيه الضمني، ما قاله الأديب جورج جرداق، في كتابه: "الإمام علي صوت العدالة الإنسانية"، متحدثاً عن أصل العرفان والتصوف في الثقافة الإسلامية:
"راحوا يسألون الساقية الناضبة عن مصدر الغيث، ولم يسألوا البحر المحيط".
وقول الأستاذ جرداق هذا، يشبه قول عبد الله بن عباس، عندما سئل: ما مبلغ علمك نسبةً إلى علم ابن عمك؟
فأجاب: كنسبة قطرة ماء إلى البحر المحيط.
* التعزير في اللغة
التعزير من الألفاظ ذات المعاني المتضادّة، فهو بمعنى التوقير والتأديب، كما عن الجوهري وابن منظور، وابن الأثير، والشيرازي في معيار اللغة.
وأمّا في اصطلاح الفقهاء، فالمشهور عندهم أن التعزير: هو العقوبة غير المقدَّرة، والتي يرجع تقديرها إلى الحاكم الشرعي.
لكنّ بعض اللغويين أنكروا أن يكون التعزير مفردة ذات معانٍ متضادّة، بل لها معنى واحد وهو المنع والردّ. قال ابن الأثير: التعزير هو الإعانة والتوقير والنصر مرَّةً بعد مرَّة. وأصل التعزير المنع والردّ، فكأنّ من نصرته فقد ردَدْتَ عنه أعداءه ومنعتهم من أذاه. ولهذا قيل للتأديب الذي هو دون الحدّ: تعزير؛ لأنه يمنع الجاني من أن يعاود الذنب(3).
* من غريب القرآن
الصاخَّة: القيامة، من فعل صخَّ يصُخُّ. والصَّخُّ هو الضرب بالحديد على الحديد، أو بالصخر على الصخر، أو الضرب بالعصا على أيِّ شيء صلب. والصَّاخّةُ هي الصيحة التي تكون فيها القيامة وتصُخُّ الأسماع، أي تصمُّها فلا تسمَعُ إلّا ما تُدعى به للإحياء(4)، قال الله تعالى: {فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُيَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ} (عبس: 33 ـ 34).
* من الثنائيّات
المُنْجيانِ: العِلمُ والعملُ.
المُرْديان (المُهْلكان): المالُ والأملُ.
وقد صاغَ ذلك أحدُ الشعراء بقوله:
مَنْ يُلْهِهِ المُرْدِيانِ المالُ والأملُ لم يُنْجِهِ المُنْجيانِ العلمُ والعملُ
* من جذور الأسماء
القهوة: وهي بالفرنسية café، ومعناها البُنّ، وشجرة البن والقهوة والمقهى. وبالإنكليزية coffee ولها المعاني ذاتها تقريباً. وهكذا نلاحظ أنّ الجذر الصوتي هو واحد في مختلف اللغات، وسبب ذلك يعود إلى مقاطعة "كافا" الإثيوبية (الحبشة) وهي المكان الذي أتت منه هذه النبتة.
* من أجمل الردود
كان الشاعر العبّاسي ابن الرومي عليّ أبو العبّاس (835 - 896م) شاعراً مرَّ اللسان مُقذع الهجاء، خصوصاً في حق الأمراء والأغنياء الذين لا يُقدِّرون شِعره، فأراد أحد الأمراء العباسيين التخلّص منه، فدعاه إلى مأدبة حيث دسَّ له السُّمَّ في الدَّسم. فأكل ابن الرومي حتى شبع، فلمّا أحسَّ بالسُّمِّ يقطّع أمعاءه قام يريد المغادرة فسأله العباسيُّ: إلى أين؟ قال: إلى حيث أورَدْتني. قال العبّاسيّ: فسلِّم لي على أبي. عندئذٍ ردَّ عليه ابن الرومي بقوله: ليس طريقي على النار!
* مفردات ثرية بالمعاني
من المفردات الغنية، بمعانيها، "الهامَةُ"، وجمعُها هامٌ وهامات. من معانيها: رأس كل شيء، وتُطلق على الجثّة، وعلى رئيس القوم وسيّدهم، والهامة جماعة الناس، وكذلك الفرَس، ونوعٌ من البوم الصغير يألف المقابر والأماكن الخَرِبَة، وتُسمَّى أيضاً الصدى، يقال: هذا هامةُ اليومِ أو غدٍ، أي: يموت اليوم أو غداً(5).
* عامِّي أصله فصيح
فاتشته: يقال بالعامية: فَاتَشْتُه بالموضوع، وفاتشته عن الشيء. وأصل التعبير فصيح هو: سألتُه واستقصيتُ معه في السؤال. قال النحوي الشاعر يحيى بن سعيد بن علي، لمّا كبر وانحنى ظهرُه:
وصرتُ الآنَ مُحنياً كأنّي أفتِّش في الترابِ على شبابي(6)
* المتقارب لفظاً ومعنىً
أَرِنَ يأرَنُ أَرَناً: نشط، فهو أرِنٌ وأَرون.
حرَنَ يحرُن حُروناً: وقف ولم يَنْقَدْ، فهو وهي حرون.
ولكنّ التقارب اللفظي بين الفعلين يؤدي -هنا- إلى التباعد المعنوي، أي إنّ العلاقة بين الفعلين هي علاقة تضادّ.
* من نوادر العرب
قال أبو الأَسْود لابنه: "يا بنيّ، إنّ ابن عمك يريد أن يتزوّج، ويجب أن تكون أنت الخاطب فتحفظ خطبةً.
فبقي الغلام يومين وليلتين يدرس خطبة، فلمّا كان في الثالث قال أبوه: ما فعلت؟ قال: قد حفظتُها، اسمع:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونتوكّل عليه، ونشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح. فقال له أبوه: أمسِك، لا تُقِمِ الصلاة، فأنا لستُ على وضوء".
1.نصوص خارج المجموعة، أنطوان القوّال، ص 32.
2.جواد الأئمّة، من إصدارات معهد سيّد الشهداء للمنبر الحسيني، ص 6.
3.الإرهاب والعنف، الشيخ الدكتور محسن الحيدري، ص259.
4.لسان العرب، ابن منظور، ج3، ص33، مادة صخخ.
5.المنجد في اللغة، مادة هَوَمَ.
6.ياقوت الرومي، معجم الأدباء، مجلس 20، ص 16.