د. علي الحسيني(*)
يعاني بعض المرضى من ثقب في طبلة الأذن من دون علمهم؛ وعند مراجعة الطبيب، إثر الشعور بالألم أو بضعف ملحوظ في السمع، يتم اكتشاف وجود الثقب. تتعدد أسباب حدوث هذه الحالة وتختلف مضاعفاتها وعلاجها وذلك بحسب حجم الثقب الذي قد يلتئم وحده أو قد يتطلب إجراء عملية (لترقيع الطبلة) تسمّى بـ: "رأب الطبلة TymPanoPlasty". وفي هذه المقالة سوف نستعرض موضوع ثقب طبلة الأذن، أسبابه، عوارضه، مضاعفاته وعلاجه بالأدوية والجراحة بالإضافة إلى بعض الإرشادات والنصائح. تنقسم طبلة الأذن إلى ثلاث طبقات جلدية:
1ـ طبقة جلدية خارجية واقية.
2ـ طبقة وسطية مطاطية.
3ـ طبقة داخلية تتصل بالأذن الوسطى.
* وظيفة طبلة الأذن
1 "فلترة" الصوت ونقله:
تُعتبر الطبلة مصفاة (فِلتر) لنقل الأصوات بشكل واضح، إذ تصل الذَّبذبات الصوتية إلى الطبقة الخارجية الأولى من طبلة الأذن فتتلقَّى الطَّبلة هذه الذَّبذبات إثر افتعالها ارتجاجات vibrations لتُفلتر الصوت وتوصِله إلى الأذن الوسطى واضحاً ومفهوماً.
2 حماية الأذن من الالتهابات.
3 حماية الأذن من الصدمات الصوتية، ذلك أنَّ الطَّبلة تعمل على حماية الأذن الوسطى من أي أصوات خارجية قوية تؤثر بدورها على الأداء الطبيعي للسمع.
* أسباب ثقب طبلة الأذن
إن جلدة طبلة الأذن مطاطة وسهلة الاختراق أو الانثقاب؛ ولذا فهي تتأثر بأي عارضٍ قوي يفقدها أداءها الطبيعي، ومن أهم هذه العوارض التي قد تصيب الأذن:
1ـ استخدام عيدان القطن في تنظيف الأذن، وهذه ممارسة خاطئة لأن الأذن لديها فيزيولوجية خاصَّة بها معنيَّة بالتنظيف وذلك من خلال حركة لولبية ترمي بها الأوساخ خارجاً.
2ـ السباحة في الآبار الارتوازية وهي آبار مُشبَّعة بالميكروبات وخصوصاً الطبقة المائية المالحة منها.
3ـ التهابات الأذن الخارجية.
4ـ التهابات الأذن الوسطى وخاصة عند الأطفال، فالأذن الوسطى تلتهب إثر ميكروبات داخل الجسم وتنتقل هذه المكروبات عبر الدم إلى الأذن الوسطى والأذن الوسطى متصلة بدورها بطبلة الأذن فتُسبّب لها عدوى الالتهاب.
5ـ الصدمات الصوتية كالمفرقعات أو الطَّلق الناري.
6ـ التعرّض لضربة قوية مثل اللّطمة على الخدّ التي تؤدي إلى ثقب ونزيف دم لأن الطبلة محاطة ومُغذَّاة بعدّة شرايين.
7ـ ضغط الهواء والرَّشح، إذ قد يُسافر الشخص وهو مريض بالرّشح. والرشح سبب لتجمع السائل في الأذن الوسطى، ولذا عندما يتعرض المسافر للضغط الهوائي تنفجر الأذن الوسطى بالسائل الذي في داخلها فتسبب ثُقباً في طبلة الأذن.
* الأعراض والمضاعفات
يشعر الشخص المصاب بثقب في طبلة الأذن بأعراض مختلفة منها:
1ـ ضعف في السمع، وهو مؤشر رئيس للدلالة على ثقب الطبلة، ويصحبُه عادةً ألمٌ في الأذن.
2ـ دوار أو تقيؤ في بعض الأحيان مع اختلال مفاجئ في التوازن.
3ـ سماع هدير أصواتٍ أو طنين داخل الأذن وهذا يعود إلى أن الأذن تفقد الارتجاجات vibrations التي تحصل فيها إثر تلقّيها الصوت الخارجي لتوصله سليماً إلى الأذن الوسطى.
وبسبب هذه الأعراض أو بعضها يتوجه المريض ليُجري فحصاً في الأذن.
* فحص الأذن
يتم فحص الأذن عبر ثلاث وسائل:
1ـ استخدام المنظار المجهري atoscoPe الخاص بالأذن والذي من شأنه كشف منطقة الأذن والطبلة تحديداً.
2ـ إجراء صورة شعاعية وأهمها السكانر Scanner.
3ـ الزرع، وهو عبارة عن أخذ خزعة أو عيّنة من داخل الأذن لمعرفة نوع الميكروب.
* أنواع ثقب طبلة الأذن
إن الثقب في الطبلة على نوعين:
أ قد يكون الثُقب في الأذن بنسبة 50% وما دون وهذا يُعالج بالمضادات الحيوية فيلتئم الجرح ويختم الثقب.
ب أحياناً يصل ثقب الأذن إلى نسبة 50% وما فوق وهو ثُقب يُعالج بإجراء عملية جراحية له بعد مهلة 3 أشهر. ويعطى المريض خلال هذه الأشهر الثلاثة فرصة علّ الثقب في الأذن يلتئم، مع العلم أن احتمال الشفاء ضئيل؛ لذا يضطر في الغالب إلى إجراء عملية جراحية لها.
* العلاج
يتم العلاج لهذا المرض من خلال طريقتين: إما استخدام مضادات الالتهاب، وإما إجراء الجراحة للأذن. وتتم الجراحة عبر رقع الطبلة، وهو علاج طويل الأمد. وقد تصاب الأُذن بحالة يتكوّن فيها كيس دهني (وهو كيس جلدي مليء بالدهنيات) لديه قدرة فتاكة على أكل عظيمات الأذن والانتشار داخل الأذن الوسطى وتدميرها وهو مرض يُسمّى كولاستياتوما Collastiatoma وهذا التكيُّس يُستأصل جراحياً بالتزامن مع إجراء رقعة لطبلة الأذن.
* إرشادات عملية
حتى يأمن الإنسان من إصابته بحالة ثقب طبلة الأذن لا بدّ له من التقيّد بالإرشادات الآتية:
1ـ تجنب الأصوات القوية المزعجة.
2ـ عدم التنظيف المتكرر والمفرط للأذن.
3ـ تجنب السفر في حالات الرَّشح.
4ـ عدم استخدام القطرات؛ لأنها تزيد في الالتهابات الداخلية.
(*) أخصائي بأمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة