مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

بأقلامكم

ف - س



إلى كل امرأة تبحث عن حقيقة وجودها وعن مكانتها وموقعها في الأسرة والمجتمع.
إلى كل امرأة تبحث عن ذاتها، عن أنوثتها، عن حقوقها وكرامتها وعزتها وحريتها.
إلى كل فتاة تريد أن تعرف من هي أعظم امرأة مشت فوق التراب، يقدم الإسلام لنا سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليها.
إنها الزهراء البتول، الطاهرة، فاطمة ابنة النبوة وأم الإمامة.

سيدتي، حارت العقول وتاهت النفوس كبرت وتصاغرت وكبّرت الملائكة وهلّلت، وأفرجت صدر محبيكِ وأثلجت.
سيدتي، يا أم أبيها، كيف أكتب عنك في ذكرى ولادتك وأنى لقلمي أن يجرؤ على الحديث عنك أو لنفسي أن تحدِّثني بأنني سأبلغ مجد وعظمة الكتابة عنك.
كيف سيدتي ولو اجتمعت عقول البشر وتعاضدت وتشاركت على أن تبحث القوافي والحروف علّها تجد محطّ رحال شخصك أو علياء روحك لما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، وكيف يقولون عنك ولا يعرفونك، يقولون سيدتي بأن فاطمة ليس لها دور حضاري في الإسلام.
لكننا نقول لهؤلاء ويلكم، ونحن نتحمل هذه المسؤولية لأننا نحن أصحاب القضية نقول لهم الحضارة الإسلامية انطلقت من بيت فاطمة وإذا أردتم أن تعرفوا دورها الحضاري في الإسلام فما عليكم إلا أن تقرأوا خطبتها الأولى المعروفة بالخطبة الفدكية وخطبتها الثانية في نساء المهاجرين والأنصار لتكشفوا فكرها ونظرتها إلى كل الأمور التي طرحتها، الاقتصادية منها والسياسية وعلم النفس والاجتماع، وحقوق الإنسان والحريات والأخلاق.

سيدتي، يا أم الحضارة الإسلامية، فلو أننا اتجهنا إليها لكنا جعلنا من مجتمعاتنا مجتمعات قوية متماسكة حضارية.
سيدتي، أنت التي كان وجودها نوراً على طريق فاطمة
يحوم حول العرش حتى خروجها إلى هذا العالم بشراً سوياً.
مولاتي، أنت الذي قيل عنكِ بأنكِ حوراء إنسية، أنتِ من أنبتت سلسلة نورانية من أئمة معصومين، أنتِ من قال فيها رسول الله فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين.
سيدتي، مولاتي، أنتِ الكوثر الذي يسقي عطشنا ويروي غلتنا، أنته من كان حبك يعصم القلوب من الذنوب ويصنع منا شعوباً راقية وأمة طيبة.
أنتِ زهراء، أنتِ من علمتنا كيف ترف الذل والمعاناة، كيف تخرج من الظلمات إلى النور.
أنتِ الصابرة المحتسبة المغتصب حقها، الشاكية أمرها إلى الله.

زهراء، أنتِ من أوصيت سيد الوصيين علياً وإمام المتقين عليه السلام أن يدفنك ليلاً إذا هدأت الأصوات ونامت العيون. لتتأكد مظلوميتها يوماً بعد يوم وتحملها الأجيال جيلاً بعد جيل حتى قيام الساعة.
سيدتي، أنتِ، أنتِ من يغضب الله لغضبها ورضى لرضاها.
سيدتي، أنتِ من وجدت نفسك تواجهين حياة قد حل الشر محل الخير فيها.. والمنكر محل المعروف، والنور محل الظلام، تواجهين حياة مليئة بالظلم والاستبداد بفعل خلفاء الجور، واستبداد الظالمين الذين استبدوا من خلال ظلمهم، طحنوا الحق تحت أقدامهم، أنتِ من كنت تدعين إلى الله سبحانه أن يعجِّل بوفاتك سريعاً فتقولين: "إلهي عجِّل وفاتي سريعاً فلقد سئمت الحياة".
نعم، سيدتي أنتِ تدعين إلى الله أن يخلصك من هذا العذاب الطويل بحيث أن من كان يدّعي بأن الرسول  صلى الله عليه وآله وسلم هو أولى على أنفسهم نراهم تركوا جسد رسول الله على السرير قبل أن يوارى جثمانه الثرى، انطلقوا ليختاروا من اختاروه وهنا تنقلب الأمور أمامك وتتغير الموازين فتغدو الحياة في ناظريك جافة ليس فيها إلا المرارة والحنظل.
سيدتي، أنتِ من علمتنا كيف نصنع من البكاء سلاحاً في المعركة، هدفه خلاص المعذبين والمستضعفين من أيدي الطغاة والظالمين.
سيدتي، مولاتي، أيتها النور الذي يضيء الفضائل في داخلنا، ويضيء الأمل في أعماقنا، ويضيء الثقة في نفوسنا، أقف أمامك صامتة لا أجد في قرارة نفسي سوى الصمت لأعبِّر عن مديحي عن ثنائي.
وبعد، يا سيدتي أنتِ مصدر الخير والتقوى والفضيلة، أنتِ أهل لكل سماحة، أنتِ القدوة الصالحة، أنتِ الأسوة الحسنة، أنتِ المثل الأعلى لكل إنسان رجلاً كان أو امرأة لا فرق بينهما.
فسلام عليك، أيتها الزهراء وسلام على أبيك وبعلك، وبنيك.
يا سيدتي، يا مولاتي... يا سيدة نساء العالمين ورحمة من الله وبركاته.


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع