فيصل الأشمر
*من النثر العربي
من كلمات الأديب المصري الراحل إبراهيم عبد القادر المازني:
أجود الجود أن تعطي والذي عندك قليل، أو لا يكاد يجاوز حدّ الكفاية، فما بغريب، ولا مما يستحق ثناءً كثيراً أو إعجاباً، أن يسخو مَن أوتي مالاً لا يخاف فناؤه، وقُلْ مثل ذلك في كلّ فضيلة، وخلّة كريمة، وصفة من صفات الخير.
وليس هذا مقالاً في الكرم أو الشجاعة أو غيرها من الصفات المستحسنة المحمودة، وإنما أردت أن أقول إنّ كل ما في الإنسان من عيب ونقص يستطاع علاجه وتقويمه، وتهذيبه وتثقيفه - إلى حدّ ما على الأقل - إلا ما خرج خلقة وفطرة عن حد الصحة كل الخروج، فلا علاج له ولا سبيل إلى إصلاحٍ فيه، فإنك لا تستطيع - مثلًا - أن تُذهب حدبة الأحدب، أو أن تُوسع الرأس إذا جاء ضيِّقاً بالخلقة، ليتسنى لحشوه أن يبلغ الغاية من النماء، ولكنك فيما عدا هذا الذي تقل فيه حيلة الإنسان، لا يعجزك أن تصلح وتهـذّب على قدر ما رُزِقت من فطنة وقدرة وحسن تدبُّر.
*من الشعر العربي
للشاعر المصري الراحل أمل دنقل قصيدة شهيرة، كتبها في السبعينات من القرن الماضي، يدعو فيها إلى عدم الصلح مع العدو، ومما ورد فيها:
لا تصالح على الدم .... حتى بدم
لا تصالح ولو قيل رأس برأس
أكلّ الرؤوس سواء؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟
أعيناه عينا أخيك؟
وهل تساوي يدٌ... سيفُها كان لك
بيدٍ سيفُها أثكلك؟
سيقولون :
جئناك كي تحقن الدم
جئناك، كن - يا أمير - الحكم
سيقولون :
ها نحن أبناء عم
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيف في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارساً وأخاً وأباً وملَك.
*من غريب القرآن الكريم
الصاخة: الصاخّة شدة صوت ذي المنطق، يقال صخّ يصخّ صخاً فهو صاخّ، قال تعالى: ﴿فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ﴾ (عبس: 33) أي القيامة.
العروج: العروج ذهاب في صعود، قال تعالى: ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ﴾ (المعارج: 4) ﴿فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ﴾ (الحجر: 14)، والمعارج المصاعد، قال تعالى: ﴿ذِي الْمَعَارِجِ﴾ (المعارج: 3)، وليلة المعراج سُميت لصعود الدعاء فيها، إشارة إلى قوله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ (فاطر: 10). وعرج عروجاً وعرجاناً مشى مشي العارج أي الذاهب في صعود.
(بتصرف من: المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني).
*من بلاغة أهل البيت عليهم السلام
ذُكر أحد الاشخاص أمام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: "ذاك رجل لا يتوسد القرآن". وهذه من الاستعارات العجيبة، والكنايات الغريبة، وهي تحتمل معنيين: أحدهما مدح، والآخر ذم. فأما المدح فهو أن يكون المراد به أنه لا ينام عن قراءة القرآن، بل يقطع ليله بالتهجد به والتصرّف مع تلاوته، فيكون كالنائم المتوسد له كأنه جعله وسادة لخده.
وأما المعنى الآخر الذي يحتمل الذم: فهو أن يكون المراد أنه غير حافظ للقرآن فليس بخازن من خزنته، ولا وعاء من أوعيته، فإذا نام لم يكن متوسّداً له.
(بتصرف من: المجازات النبوية للشريف الرضي).
*من ذخائر الأدب
رسالة الغفران: هي عمل أدبي لأبي العلاء المعرّي، تعتبر من أجمل ما كتب المعرّي في النثر، وهي رسالة تصف الأحوال في النعيم والسعير والشخصيات هناك، وقيل إن "دانتي"، مؤلف كتاب "الكوميديا الإلهية" أخذ عن أبي العلاء فكرة كتابه ومضمونه.
تعدّ رسالة الغفران لأبي العلاء من أعظم كتب التراث العربي النقدي. وقد كتبها رداً على رسالة ابن القارح، وهي رسالة ذات طابع روائي حيث جعل المعري من ابن القارح بطلاً لرحلة خيالية أدبيّة عجيبة يحاور فيها الأدباء والشعراء واللغويين في العالم الآخر. وقد وصف فيها بلوغ ابن القارح للسماء العليا بفضل كلماته الطيبة التي رفعته إلى الجنة فوصف حال ابن القارح، هناك، مطعِّماً الوصف بآيات قرآنية وأبيات شعرية يصف بها نعيم الجنة. وقد استقى تلك الأوصاف من القرآن الكريم مستفيداً من معجزة الإسراء والمعراج، أما الأبيات الشعرية فقد شرحها وعلّق عليها لغوياً وعَروضياً وبلاغياً.
(عن ويكيبيديا).
*نكتة نحوية
عن الحسين بن السميدع الإنطاكي، قال: كان عندنا بإنطاكية عامل من حلب وكان له كاتب أحمق. فغرق في البحر (شلنديتان) من مراكب المسلمين التي يقصد بها العـدو، فكتب ذلك الكاتب عن صاحبه إلى العامل بحلب يخبره: "بسم اللـه الرحمن الرحيــم. اعلم أيها الأمير -أعزه الله تعالى- أن شلنديتين أعني: مركبين قد صفقا من جانب البحـر أي: غرقا من شدة أمواجه فهلك من فيهما أي: تلفوا".
فكتب إليه أمير حلب: "بسـم اللـه الرحمن الرحيم، ورد كتابك أي: وصل وفهمناه أي: قرأناه، أدّب كاتبك أي: اصفعه، واستبدل به أي: اعزله، فإنه مائق أي: أحمق، والسلام أي: انقضى الكتاب".
*الأجوبة المسكتة
- بكى سفيان بن عيينة يوماً، فقال له يحيى بن أكثم: ما الذي يبكيك؟ فقال سفيان: يبكيني أنه بعد مجالسة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بُليت بمصاحبتك. فأجاب يحيى بن أكثم: إذاً، فإن مصيبة أصحاب رسول الله بمجالستك بعد رسول الله أعظم من مصيبتك بمجالستي بعد أصحابه.
- روي عن إياس القاضي أنه قال: ما غلبني أحد قط، سوى رجل واحد، وذلك أني كنت في مجلس القضاء بالبصرة، فدخل عليّ رجل شَهِد عندي أن البستان الفلاني ( وذكر حدوده ) هو ملك فلان، فقلت له: كم عدد شجره؟ فسكت، ثم قال: منذ كم يَحكم سيّدنا القاضي في هذا المجلس؟ فقلت: منذ كذا. فقال: كم عدد خشب سقفه؟ فقلت: الحق معك، وأجزت شهادته.
*اسمٌ ومعنى
ياسر:
يَسُرَ الأمرُ: سهُل وهان. قال تعالى: ﴿سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾، ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ فهو: ياسر، أي سهل وهيّن.
ويسِر الشَّخصُ: كان في حالة يُسْر وغنىً، اتّسع عيشُه، فهو: ياسر أي غنيّ.