مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

الإخلاص شرط العبودية

السيد عباس نور الدين



إنّ العبودية التامة هي الطريق الوحيد للوصول إلى الغاية التي خلقنا الله لأجلها. فبلوغ المقام النهائي الذي تسقط عنده جميع المقامات الدانية يتطلّب الفناء التام في إرادة المعبود، وهذا ما يعبّر عنه بكلمة العبودية. ونحن قد تحدثنا في الحلقات الماضية عن أحد الشرطين الأساسيين للعبودية وهو أداء التكليف وبقي الحديث عن الشرط الثاني وهو الإخلاص.
هذان الشرطان إذا اجتمعا تصبح العبودية حقة ويصل السالك فيها إلى مقام القرب.

فما هو الإخلاص؟ وما هي شروطه ودرجاته؟ وما هي الموانع الأساسية التي تحول دون تحقّقه؟

للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها اخترنا كلام الإمام الخميني قدس سره حول الإخلاص في كتابه "آداب الصلاة" مع الإشارة إلى ما فيه من فوائد ودقائق تتناسب وحال هذه الأوراق. ولكن قبل الدخول في صلب الموضوع نشير إلى أنّ الإخلاص من المعاني الدقيقة والمسائل العظيمة الأهمية التي يسهل فهمها ولكن قد يكون تطبيقها من أصعب الأمور. ونظراً إلى هذا التناقض الظاهري قد يسرع البعض إلى إنكاره أو التقليل من موقعيته. ومما يدعو إلى الأسف كثيراً أن موضوع الإخلاص يطرح أحياناً إلى جانب المواضيع الأخلاقية الأخرى ويضعه البعض في صف الفضائل الأخلاقية كالشجاعة والحلم والكرم. ولكن ند التدقيق في حقيقته ندرك أنّ الإخلاص لا يعد من ضمن الفضائل الأخلاقية بل هو روح وحياة كلّ فضيلة وأساس السير المعنوي غاية كلّ سالك إلى الله.

إنّ كل أمر يكون مقرباً إلى الله ينبغي أن يكون له مرتبتان أو ظهوران، الأوّل: العمل أو الأداء. والثاني: النية والتوجه. وبحسب الحديث النبوي الشريف: "إنّما الأعمال بالنيات"، تكون النية روح العمل وحقيقته. أما العمل فهو التعبير عن الحقيقة. وكما أن لكلّ عمل من الأعمال المقرّبة شروطاً ومهمات، كذلك فإنّ للنية شروطاً ينبغي الالتفات إليها لتحصيلها. وبعبارة أخرى، لا يكفي مجرّد العمل حتّى يكون الإنسان سالكاً، بل ينبغي أن يكون عمل السالك مطابقاً لإرادة الله تعالى وهي أحكامه التفصيلية. والنية لا تكفي لحصول الروح بل ينبغي أن تكون متوجّهة إلى ما يريده الله تعالى. بل إنّ كلّ عامل لا يمكن أن يعمل أيّ عمل بدون نيّة وإن كان ذاهلاً عنها أحياناً، وهذه النية ليست الشرط المطلوب إنّما البحث في توجّه هذه النية، لذلك فإنّ الإمام ينبّه أولاً إلى هذا الخلط بقوله:

"العم أنّ النية عبارة عن التصميم والعزم على إتيان شيء وإجماع النفس على إتيانه بعد تصوره والتصديق بفائدته والحكم بلزوم إتيانه هي حالة نفسانية ووجدانية تكون بعد هذه الأمور ونعبّر عنها بالهمّة والعزم والإرادة والقصد، وهي موجودة في جميع الأمور الاختيارية، ولا يمكن تخلف فعل إرادي عنها. وهذا الأمر موجود في تمام العمل من أوّله إلى أخره حقيقة دون شائبة مجاز، ولا يلزم أن تكون حاصلة في الذهن أثناء العمل أو في أولّه تفصيلاً..." (الآداب المعنوية للصلاة ص 289).
فالمهم إذاً، هو روح هذه النية وحقيقتها. وبعبارة أخرى، ما هو الشيء الذي يريده الإنسان من القيادة بالعمل. أيّ أن شرط صحة النية هو الغاية التي ينظر السالك إليها من وراء العمل... عندما تكون غاية العامل مطابقة لما يريده الله من العمل يتحقّق ما يسمى بالإخلاص. لأنّ المخلص لا يريد إلاّ ما يريده الله له. فماذا يريد الله لنا؟
يقوم الإمام الخميني قدس سره:
"إنّ حقيقة الإخلاص هي تصفية العمل من شائبة غير الله، وتصفية السر من رؤية غير الحق تعالى، وذلك في جميع الأعمال الصورية واللبية والظاهرية والباطنية ... أما كماله فهو ترك الغير مطلقاً وعدم الإنية والأنانية والغير والغيرية. قال تعالى: (ألا لله الدين الخالص) [الآداب].

فها هنا عدة معانٍ رئيسية، هي:
أولاً: إنّ الإخلاص فعل سلبي بمعنى التصفية والإزالة والمحو.
والتصفية متوجهة إلى شوائب. فهل إنّ هذه الشوائب أصيلة ف وجود الإنسان أم طارئة؟!
ثانياً: إنّ التصفية في كلام الإمام تتجه إلى بعدين في وجود الإنسان وهما فعله وسرّه.
ثالثاً: إنّ الشوائب جميعاً ترجع إلى شيء أساسي وهو مختصر بكلمة "ما سوى الله". غير الله قد يكون حب النفس وهو الأنانية، أو رؤية النفس وهي الإنية.
ويوجد في كلام الإمام معانٍ أخرى أعمق وأبلغ نتركها إلى مجالها. وقد تختصر التعريف الذي قدمه الإمام قدس سره بهذه الجملة وهي أن: "الإخلاص عبارة عن التوجه التام إلى الله ونفي ما عداه".
ولا يعترض أحد ممن له بعض تجوال في الآيات القرآنية أو الأحاديث الشريفة على أنّ الإخلاص شرط أساسي لكلّ عمل كما ورد في النصوص الكريمة، إنّ الله تعالى يقول: "لا أقبل إلاً ما كان لي خالصاً" ولكن الاعتراض قد يبرز دفعة واحدة عند التفسير الدقيق – بل الأوّلي – لحقيقة الإخلاص. فيقول البعض إنّ هذا ليس مطلوباً في الشريعة، أو أنّه مختص بالأولياء الكمّل، أو إذا عرضت عليه بعض الإخلاص دون استخدام هذا المصطلح المقدس في نظر الجميع تجده يسارع إلى إنكاره. بل قد تجرأ بعضهم – وخصوصاً في ساحتنا اللبنانية – إلى نعت هذا الكلام بصفة العرفاني بعد مقدمة فاسدة يذكرون فيها بطلان العرفان (والعياذ بالله). وليس هذا إلاّ من سوء سرائرهم أو عدم اطلاعهم على هذه المعاني وأخذها من مظانها. ونظراً إلى أنّ هذا الأمر يعدّ من الأمور الخطيرة فقد أفرد أستاذ العارفين الإمام الخميني قدس سره باباً خاصاً في بحث الاخلاص حول "إنكار المقامات والمدارج" وهو الخبير بحال النفوس والمقاسي في الله ما يشبه ما قاساه جدّه أمير المؤمنين عليه السلام من أمته.

* في ضرورة الإخلاص:
هذا، ورغم وضوح الأمر للجميع إلاّ أنّنا نفرد هنا حديثاً، فيه بيان لضرروة الإخلاص في العمل والنفس كشرط للقبول من الله سبحانه.
بينت الآيات الشريفة وأجمعت النصوص وتواترت الأحاديث في ضرورة الإخلاص بما لا يدع مجالاً للشك إطلاقاً. ولكن مع ذلك، نجد أنّ البعض قد يتمسكون برواية هناك أو واقع سائد هنا لتفنيد المطلب أو حرفه عن معناه الحقيقي.
يقول الإمام الخميني قدس سره:
"إنّ الله تعالى قد اختار لنفسه الدين الخالص بقوله عزّ وجلّ: (ألا لله الدين الخالص)، فإذا كان لشيء من الحظوظ النفسانية والشيطانية دخل في الدين، فلا يكون خالصاً، وما ليس بخالص فإن الله لم يختره، وما كان فيه شائبة الغيرية والنفسانية فهو خارج من حدود دين الحقّ" (الآداب ص 294).
وقال تعالى في محكم كتابه:  ﴿هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ .
 ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ .

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "لكلّ امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله. ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".
وعن الرضا عليه السلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: "الدنيا كلّها جهل إلاّ مواضع العلم والعلم كله حجّة إلا ما عُمِلَ به والعمل كلّه رياء إلاّ ما كان مخلصاً، والإخلاص على خطر حتى ينظر العبد بما يختم له" (البحار/ج2).
وقال الصادق عليه الصلاة والسلام: "الإخلاص يجمع حواصل الأعمال وهو معنى مفتاحه القبول وتوقيعه الرضا. فمن تقبل الله منه ورضي عنه فهو المخلص وإن قلّ عمله. ومن لا يتقبل الله منه فليس بمخلص وإن كثُرَ عمله..." (البحار/ ج70).
وعنه عليه السلام قال: "المغرور في الدنيا مسكين وفي الآخرة مغبن لأنّه باع الأفضل بالأدنى... إلى أن قال عليه السلام: وربما أقمت نفسك على العبادة متكلفاً والله يريد الإخلاص... (البحار/ ج72).
وعنه عله السلام في مصباح الشريعة قال: "قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم قال الله عزّ وجلّ "إنّي لا أطلع على قلب عبد فاعلم منه حب الإخلاص لطاعتي لوجهي وابتغاء مرضاتي إلا تولّيت تقويمه وسياسته".

المخلص هو الموحد حقاً، وهو الذي يعيش مع الحقيقة السارية في كلّ الوجود. ولهذا فإنّ البحث حول وجود الإخلاص معناه أن نطرح هذا السؤال: هل يجب أن يعتقد الإنسان بالحقيقة؟!
إنّ من يناقش في ضرورة الإخلاص لربما يرى الإخلاص أحد الفضائل المعنوية بحيث يمكن أن يتصوّر بدونه معاني أخرى من الفضيلة. وذلك يعود إلى عدم فهم حقيقة الإخلاص التي هي التوحيد.والتوحيد هو حقيقة الوجود ومعنى الواقعية وكلّ ما سواه هو الباطل. وقد ثبت في الأدلّة العقلية والبراهين الحكمية أنّ كلّ فعل وكمال ووجود قائم به سبحانه، وهو الغني عن عباده الفقراء إليه في كلّ شيء. ونظراً إلى أنّ إدراك هذه الحقيقة يحتاج إلى استعداد خاص عند الإنسان فقد قسّموها إلى مراتب ثلاث هي: التوحيد الأفعالي، وهو أول ما يدركه السالك من الحقيقة. ومعناه أنّ كلّ فعل قائم به عزّ وجل، قال الله تعالى: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ. فإذا حصل السالك على استعداد أقوى يصبح قادراً على إدراك المرتبة الثانية وهي التوحيد الصفاتي ومعناه أنّ كلّ كمال أو جمال أو أيّة صفة وجودية في كلّ الوجود هي لله سبحانه بالأصالة والاستقلال وما سواه مظاهر هذا الجمال بحسب مرآة وجودهم. إلى أن يصل الاستعداد إلى مرحلة يدرك عندها أن الوجود كلّ قائم بالله: ألا كلّ شيءٍ ما خلا الله باطل.
وهذا الإدراك الذي ذكرناه هنا هو الإدراك الحقيقي الذي هو فوق الإدراك العقلي. لأنّ سير العقل في إثبات التوحيد يبدأ من التوحيد الذاتي كما هو مبين في محله.
المخلص هو الذي يدرك حقاً مراتب التوحيد ويتصرّف وفق هذه الحقيقة. فهل ينال شيئاً من تقرّب إلى غيره أو طلب سواه؟! قال الله تعالى حاكياً عن أعمال الكافرين:  ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ

الحديث هنا حول شروط السفر إلى الله وما ينبغي أن يلتفت كل إنسان إليه. الحديث عن الرحمة الإلهية التي تظهر بصورة المنة والتفضل وتنقذ من النار من كان في النار فليس من شأن هذه الدروس ولا صلاح في طرحه بين الغافلين أمثالنا. وعلى كل حال فإن هذا الشوق إلى سلوك طريق الله بشرطه وشروطه، والرغبة الصادقة في الدخول في قافلة السالكين الحقيقيين هو عمدة الشروط وأصل هذا السفر قال الله تعالى:  ﴿وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا . وما ذكره البعض حول الإخلاص بما يفهم منه عدم التشديد عليه فإنما يعود إلى الخلط بين المنهجين أو رعاية لحال المخاطبين الذين كادوا يقعون في حجاب اليأس من روح الله.
الواعظ الفقيه هو الذي يبين شروط السفر مهما صعُبت، ويلفت أنظار الناس إلى دقائقه مهما عظمت. ولا يؤيس من رحمة الله تعالى كما في الحديث: "الفقيه، الفقيه من لم يؤيس الناس من رحمة الله ولم يؤمنهم من مكر الله". فنشر الرحمة لا يكون – كما يتصور البعض – بعدم ذكر الشروط الثقيلة للسفر المعنوي، لأن عدم بيانها يعد خيانة للناس. بل يكون بالتشديد عليها إلى أبعد الحدود ثم يفتح باباً منها إلى الرحمة، من خلال الإشارة إلى عظمة الشعور باليأس من النفس في الوصول إليها والقيام بحقها والموت على الرغبة الدائمة بها.
إن الطريقة الصحيحة في الوعظ والهداية هي بيان الحقيقة وتأكيد لوازم وشروط الوصول إليها حتى يدرك المستمع كم هو مقصّر ويعترف بنقصانه وبُعده. فإذا أذعن بذلك وأوشك أن يقع في اليأس والقنوط يأتيه الخطاب اللطيف بكل معنى: أيها المعترف بذنبك قد دخلت في السالكين بنزع رداء الكبر والادعاء ستشملك الرحمة بحبك للواصلين وشوقك إليهم فلا تيأس من روح الله.

* بشارة:
وإلى الأهل الإخلاص في آخر الزمان بشارة من الإمام الجواد عليه السلام. ففي حديث عن السيد الأجل عبد العظيم الحسني قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى: إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً فقال: يا أبا القاسم ما منا إلاّ قائم بأمر الله وهاد إلى دين الله، ولستُ القائم الذي يطهّر الله به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملؤها عدلاً وقسطاً. هو الذي يخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته، وهو سَمِيّ رسول الله وكنيّه، وهو الذي يطوى له الأرض ويذل له كل صعب. يجتمع إليه من أصحابه عدد أهل بدر ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً من أقاصي الأرض وذلك قوله عزّ وجلّ:  ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . فإذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الإخلاص أظهر أمره..." (البحار/ ج 52).

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع