الشيخ محسن قراءتي
- ماذا نفعل كي نعيش في الدنيا حياة مريحة؟
جاء في القرآن الكريم: ﴿لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُم﴾ (الحديد: 23). فلا يجب على الإنسان أن يأسف على ما فات ولا أن يفرح بما أتى.
هل يمكن أن يكون الإنسان متوازناً بحيث لا يؤثر فيه ما يأتي إليه وما يذهب عنه؟
موظف المصرف يعمل بعض الأيام على استلام الأموال من الناس، ويعمل في أيام أخرى على دفع الأموال إليهم. فلا استلام المال يدعوه إلى الارتياح والسرور، ولا الدفع يدعوه إلى الغضب لأنه في كلا اليومين مجرد أمين على الأموال.
مثال آخر: لا تختلف الحركة على الأرض السهلة أو الوعرة بالنسبة لإطار الجرار الزراعي، ولكنها تختلف بالنسبة لإطار الدراجة الهوائية. يترك العصفور أثراً في هبوطه على غصن الوردة، بينما لا يترك أي أثر فيما لو جلس على شجرة كبيرة. وهكذا العظماء من أبناء البشر لا تترك الأمور الجزئية على أرواحهم آثاراً مهمة، وذلك بسبب ما يتمتعون به من رحابة صدر.
لقد أدى الإمام الحسين عليه السلام صلاة الظهر في كربلاء على رغم الحراب والجراح والمشكلات، وذلك بخشوع كامل بينما لو تعرض أحدنا لمشكلة بسيطة، فقد نغفل عن الصلاة وعن الخشوع فيها.