تزوجت من رجل أحببته وصبرت عليه كثيراً وقد ساعدته في شتى المجالات، ولكننا انفصلنا للمرة الثانية بسبب غموضه وعبثه مع النساء اللواتي يقمن باستغلاله مادياً وبسبب بقائه دون عمل في معظم الأحيان. الآن وبعد عشرة أشهر من طلاقنا الثاني، الذي لم يثمر أطفالاً، يريد أن يعيدني إليه، وعائلتي ترفض ذلك. الجدير بالذكر أنه تزوج ولكنه يقول بأنه سيطلق زوجته لأنه لا يحبها. فماذا تنصحونني أن أفعل؟ س.ض (لبنان)
إنطلاقاً مما ورد في عرض المشكلة يظهر أن الزوج لا يعيش الجدية في حياته، وهذا ظاهر من خلال حصول الطلاق بينكِ وبينه مرتين، ومن خلال كلامكِ عن زواجه من امرأة ثانية، ومن خلال حديثه من أنه مستعد لتطليقها من أجل العودة إليكِ، مضافاً إلى ما ذكرتِ عن غموضه الذي يخفي عادة شخصية تعاني من مشكلات نفسية قد تكون معقدة أحياناً مما يؤدي إلى حصول مشاكل زوجية صعبة غالباً، وكذلك ما ذكرتِ عن عبثه مع النساء مما يعني أن هذا الرجل الذي كان زوجاً لكِ لا يليق بكِ نظراً لما ذكرتهِ من حبكِ له ومساعدتكِ له في العديد من المجالات كما أوضحتِ في الرسالة. من هنا نحن ننصح بعدم القبول بعرضه الزواج منكِ أولاً لأنه سيكون على حساب تطليق امرأة أخرى، وثانياً لأن من طلقكِ مرتين لا يبعد منه صدور الطلاق الثالث الذي يجعلك محرمة عليه إلا إذا تزوجت برجل آخر ثم طلقكِ حتى تستطيعي أن تكوني زوجة له لو طلبكِ بعد ذلك للزواج. وعليكِ في هذا العرض أن تستمعي لصوت عقلك ولا تنساقي مع عواطفك إن كان ما زال لذلك الرجل من مكان في قلبكِ، فالعقل هنا يقول بعدم قبول عرضه لأن أعماله لا تدل على الاتزان والعقلانية في تصرفاته، ومستقبلك معه غير مضمون، ولذا من الأفضل أن تسمعي وجهة نظر عائلتكِ التي ترفض عرضه أيضاً، وهذا الرفض منطقي جداً ومبرر شرعاً واجتماعياً من كل الجهات. الشيخ محمد توفيق المقداد/ مدير مكتب الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي دام ظله في لبنان