* عمالة زعماء العالم المستصعف
الواقع أن دول الاستكبار الشرقية والغربية قد قسّمت العالم عمليّاً إلى قسمين: قسم حر وقسم حَجْر سياسي. ففي القسم الحر من العالم، هناك الدول الكبرى التي لا تعترف بأي مدى، أو حد، أو قانون، وتعتبر الاعتداء على مصالح الآخرين، واستعمار الشعوب واستثمارها واستعبادها أمراً ضرورياً ومبرراً ومنطقياً، ومنطبقاً على جميع المبادئ والموازين الدولية، والموضوعة من قبلها هي. أما قي قسم الحَجْر السياسي، الذي تُحاصر وتُسجن فيه للأسف معظم شعوب العالم الضعيفة وبخاصة المسلمين منها، فلا وجود إطلاقاً لحق الحياة وإبداء الرأي. إن القوانين والمقررات والأنظمة جميعها هي القوانين المفروضة والمنسجمة مع أهواء النظم العميلة والمؤمِّنة لمصالح المستكبرين. والمؤسف أن معظم متولي السلطات التنفيذية في هذا القسم هم الحكام المفروضون أو أتباع النهج الاستكباري العام، الذين يعدّون حتى صرخة الألم من داخل جدران هذه السجون والسلاسل جريمة لا تغتفر، فمنافع ناهبي الشعوب تمنع علي أي كان حتى التلفظ بأي كلمة يُشتم منها إضعافهم أو تعكير صفو راحة نومهم.
* ظلم حق الفيتو
إنهم يملكون حق "الفيتو" فحيثما رأى الكبار أن قانوناً ما يعارض مصالحهم فإنهم يستفيدون من حق الفيتو لرفضه. نحن لا نملك حقاً سوى تحمّل المصائب دون أن نتفوّه بكلمة.
المنظمات الدولية ضد حقوق الإنسان:
إن أمثال منظمة حقوق الإنسان والهيئات الأخرى المشابهة تعمل اليوم لاستخدام العالم من أجل مصالح القوى الكبرى المستبدة، وجر الأنظمة الإلهية وعلى رأسها النظام الإسلامي نحو الاستضعاف. لماذا لا تُظهر هذه المنظمات الدولية الفاسدة كلمة اعتراض على هذه المفاسد التي تقوم بها أميركا ولكنها ترفع ضجيجها إذا أعدم في إيران مجرم مارس الإجرام طول حياته.
* الاستكبار العالمي عدو الإسلام
منذ سنوات طوال والقوى الكبرى تخطط لفرض السيطرة على المسلمين ونهب أموالهم والإغارة على ذخائرهم وثرواتهم. وقد وجد المستعمرون في العالم الإسلامي ضالتهم المنشودة. وبغية الوصول إلى مطامعهم الاستعمارية، سعوا في إيجاد ظروف ملائمة تنتهي بالإسلام إلى العدم، ولم يكونوا يقصدون إلى تنصير المسلمين بعد إخراجهم من الإسلام، فهم لا يؤمنون بأي منهما، بل أرادوا السيطرة والنفوذ، لأنهم أدركوا دائماً وفي أثناء الحروب الصليبية أن أكبر ما يمنعهم من نيل مآربهم ويضع خططهم السياسية على شفا جرف هاو، هو الإسلام.
* الحكومات العميلة للاستكبار تظلم شعوبها
ومع الأسف، إن انحراف أكثر الدول الإسلامية قد تسبب في أن تظل هذه الأمة تحت ضغط القوى الشيطانية الكبرى وأن تساق تلك الثروة العظيمة في البلاد الإسلامية إلى الدول الكبرى. إن أيّاً من الحكومات المتسلطة على تلك البلدان (الإسلامية) لم ولا تفكر بحرية واستقلال ورفاهية شعوبها، بل أن غالبيتها شبه المطلقة إمّا بادرت بنفسها لممارسة الظلم والقمع لشعوبها، وكل ما فعلته كان من أجل مصالحها الشخصية أو الفئوية، أو من أجل رفاهية فئة المترفين والأعيان، فيما كانت الفئات المظلومة وسكنة الأكواخ محرومين من كل مواهب الحياة حتى الماء والخبز وما يُقام به الأود، وهؤلاء المساكين مسخرون لخدمة تلك الفئة المترفة المنغمسة في الملذات، وإما أن تكون تلك الحكومات قد نصبتها القوى الكبرى لتجند كل طاقاتها من أجل ربط البلدان والشعوب بها، وتحويل البلدان بمكائد شتى إلى أسواق للشرق والغرب، وجعل الشعوب متخلفة استهلاكية، فأمنوا بذلك مصالحهم، وما زالت تلك الحكومات تتحرك وفق هذا المخطط.
أيها المسلمون المظلومون امتلكوا القوّة:
ويجب أن يعلم المسلمون، أنه ما دام ميزان القوى في العالم لم يمل إلى صالحهم فإن مصالح الأجانب ستقدم دائماً على مصالحهم، وسيفتعل الشيطان الأكبر كل يوم حادثة بحجة الحفاظ على مصالحهما. إذا لم يحل المسلمون مشكلاتهم مع ناهبي الشعوب بصورة جدّية، وإذا لم يوصلوا أنفسهم إلى حدود القوة العظمى في العالم، فهل سيكونون حقاً في أمان؟؟