عبد الحليم حمود
* سوسة تنخر رأسك نحو جيبك..فن الإعلان!
لا شك أن الإعلان هو فن يعتمد الاختصار في الفكرة لإيصالها إلى الجمهور عبر أقصر الطرق، وكلما كان ذكياً، كلما أعطى مردوده من الناحية المادية علماً أن إنتاجه لا يتطلب الكثير من المال بقدر ما يتطلب الكثير من التوفيق في الفكرة.. لكن بعيداً عن الإطار الايجابي والبريء للإعلان فهو يعتمد على تقنيات الإقناع والإخضاع. وهو من دون منازع، أخطر وسيلة من وسائل تحريك الشهوات والدفع في اتجاه الاستجابة لمنطق الاستهلاك بكل ألوانه وأشكاله، من خلال تقديم نفسه كخدمة لإرضاء رغبات الآخرين بصفة طوعية، في أزهى حلة وأحلى كلام. ومن الواضح أن الأدوات الإعلانية لا توفر جهداً في سبيل تحقيق أهدافها مستعملة شتى الوسائل، إذ لا يمكن الفرار من سم فيروساتها سواء في الشارع أو العمل أو المنزل. لذا، فإن إدراج دراسة الفنون البصرية، وبالخصوص الصورة الإعلامية، في مجالاتنا التعليمية قد يمنح أطفالنا فرصاً حقيقية للنقاش حول علاقة الصور بحياتنا اليومية، ومبررات وجودها، وبالتالي، تهيئهم لتكوين حس سياسي نقدي يجعلهم قادرين على رفض كل أشكال الاستعباد الجديدة، التي تسعى إلى إفراغ الإنسان من مقوماته الآدمية وحشوه بمجموعة من الماركات المعلبة وكأنه قطعة من قطع منتجات الجملة. الإعلان شكل مرتبط بالإبداع والفن لكن السؤال هو عن السكة التي اتخذها لإيصال رسائله، والأرجح أنه قد اختار تلك المذهبة، إنما الفارغة من الداخل.
* المكتشفات الأثرية في فلسطين جذور من ذهب
تشير الأدلة التاريخية إلى أن تصنيع المعادن كان من أهم الصناعات التقليدية التي مارسها الكنعانيون في فلسطين، والكنعانيون هم إحدى الجماعات العربية المهاجرة التي تحركت من الجزيرة العربية مع مطلع الألف الثالث ق.م واستقرت في جنوب سوريا فلسطين وعرفت بكنعان نسبة إلى الكنعانيين، وظلت تحتفظ بهذا الاسم حتى العهد اليوناني. أطلق عدد من المؤرخين مصطلح العصور البرونزية على العهد الكنعاني، بسبب استخدام معدن البرونز في تلك المرحلة، أما معدن الذهب فيوجد في أماكن متفرقة في الطبيعة، ويكون في معظم الأحيان خالصاً، فهو المعدن الثمين في جميع العصور. في العام 1930 عثر الأثري البريطاني بتري أثناء حفره في تل العجول على مجموعة من المصنوعات الذهبية وهي تتضمن خمسة أقراط على أشكال نسر وذبابة وهناك دلاية على شكل نجمة ومخرزان وخاتم وتؤرخ هذه المجوهرات بالقرن السابع عشر ق.م، أي قبل نحو 3700 عام. وفي أبحاث أخرى عُثر على مجسم لأفعى من النحاس وهناك لوحة برونزية محفورة لامرأة كنعانية وهناك أيضاً كأس من الفضة عليها نقوش لأشخاص وثعابين وهناك الكثير الكثير من المكتشفات التي تدل على عمق جذور العرب في فلسطين.
* الكاريكاتوري العالمي علي فرزات: هناك دائماً من يقف لك وبيده كاتم للصوت
علي فرزات يعتبر علماً من أعلام الكاريكاتور العربي بحق وهو إلى ذلك علم من أعلام الخطاب العربي الذين استطاعوا اختراق منظومة الخطاب الغربي، فقد شق فيه طريقه، وأوصل صوتنا إلى أرقى المنابر الإعلامية في العالم وهو ما تشهد عليه المؤسسات العالمية التي تقتني أعماله وكذلك الجوائز العالمية التي استحقها بجدارة في أكثر من مسابقة عالمية. وعلي فرزات من مواليد حماة احترف العمل الصحفي في العام 1956 وهو رئيس رابطة رسامي الكاريكاتور العرب وقد نال جوائز في بكين وبرلين وكابروفو وصوفيا كما تم اختياره من قبل القائمين على معرض مورج السويسري للفنانين العالميين كواحد من خمسة فنانين هم الأكثر شهرة في العالم. وقد أصدر فرزات جريدة كاريكاتورية تحت عنوان الدومري سنة 2001 إلاّ أنها توقفت بعد مدة. عن الكاريكاتور في الوطن العربي يقول فرزات: "فن الكاريكاتور ينمو في مناخ التناقضات والمفارقات بكل أشكالها وليس أغنى من الوطن العربي بهذه الظواهر، وأنا أقول دائماً يجب على الناس جميعاً أن ترسم الكاريكاتور لما هناك من مساحة واسعة وغنية بالصورة الكاريكاتورية في الحياة العربية.. لكن وإلى جانب هذا الحجم الهائل من الصور الملهمة، هناك دائماً من يقف لك في المفارق وبيده هراوة وأحياناً كاتم للصوت"